كنت ناصرى وصححت أفكارى (الحزب الواحد قاد لـ 67)
النائب عماد الدين حسين بـ ندوة تحيا مصر: نُناقش بالحوار الوطنى أفكار ورؤى وليس أحلام على "مصاطب المًغربية"..و«معظم مًن ينضم للأحزاب بهدف شخصى كالتعيين والتوكيل والهروب من الكمين»
ADVERTISEMENT
نُناقش بالحوار الوطنى أفكار ورؤى وليس أحلام على "مصاطب المًغربية"
الحوار لا يخص النخبة فقط ..ولكن الأساس هو المواطن فى كل الجمهورية
لا يوجد مانع فى أن يوصى الحوار الوطنى بالاستمرار فى الإيجابيات الحاليه
الكلام بالفراغ يتعب الأعصاب ولا يحقق شيئ ويخلق الصدمة وأفضل شيئ الحقيقة
لدينا أزمة تعليمية ..ومصر تستورد فنيين اللحام من آسيا بسبب سوء التعليم الفنى
لا يوجد أى بطء فى الحوار ولكن التنظيم الجيد يحتاج الوقت المناسب
أرقام المحبوسين خزعبلاية ..وضياء رشوان قالى اللى قدم 1050حالة فقط
صناعة الصحافة ستكون بمناقشات الحوار الوطنى... والتنوع فى مصلحة الحاكم
- المشكلة الحقيقة للحياة الحزبية فى مصر أنها ليست مؤسسة على قواعد حزبية صلبه
- الفكرة الحزبية فى مصر هشه...والناس تذهب فى الانتخابات من أجل الأشخاص وليس الأفكار
- دخول الأحزاب ليس إيمانا ببرامجهم ولكن من أجل خدمة سواء كانت ترقيه أو تعيين أو وظيفه
- أيضا دخول الأحزاب من أجل التوكيل أو الهروب من الكمين فى ضوء الآمان السياسى
- كنت ناصرى ولكن أجريت تصحيح مسار لأفكارى ببعض المراجعات
- ليس عيبا إطلاقا أن تعدل رأيك إذا إكتشفت خطأه..وأنا الآن من اليسار الوسط
- كتبت عن أهمية الإصلاح السياسى بعد ثورة يوليو "الحزب الواحد قاد لـ 67"
- عبد الناصر قال بذات نفسه عقب 67 أنهم إرتكبوا جرائم فى حق الشعب
- عبد الناصر قال أيضا أن الشعب كان من الممكن أن يخرج ويضربنا بالرصاص
- أنا أصنف نفسى الآن اليسار الوسط ..وتحت قبة الشيوخ نائب مستقل لا أعبر عن أى حزب
- اليسار الوسط يؤمن بالعدالة الإجتماعية من أجل الفقراء والمهمشين ولكن بشكل ديمقراطى وتعددى
أكد النائب عماد الدين حسين، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، عضو مجلس الشيوخ، أن الكثير متصور بأن الحكومة الوطنى بمجرد الدعوة له من الرئيس عبد الفتاح السيسى، عليه أن يحقق نتائج فى اليوم التالى وإتخاذ قرارات فورية، وهو أمر غير سليم خاصة لو كان الأمر كذلك لقامت الحكومة ومؤسسات الدولة بهذه المهمة على أكمل وجه، ولكن القضية أكبر من ذلك، حيث أولويات العمل الوطنى وليس إتخاذ قرارات، ومن ثم تم العمل خلال الأربع شهور الماضية على وضع إجراءات تنظيمية من شأنها المساعده الحقيقية على إيجاد نتائج تصب فى صالح المواطن بشكل مباشر.
جاء ذلك فى حواره لموقع تحيا مصر، فى ضوء اللقاءات التى يعقدها الموقع مع رموز العمل السياسى والبرلمانى، والذى أداره الزميل محمود فايد، مؤكدًا على القوى المعارضة فى مجلس الأمناء، والممثلة للحركة المدنية الديمقراطية تستطيع أن تتحدث بشفافية ووضح بشأن طبيعة الحوار على أرض الواقع حتى الآن هو أصحاب الرأى الأخر، ولن يتختلف رؤيتهم عن أى رأى أخر فى مجلس الأمناء لأن الجميع مطلع على الجهد المبذول من أجل التوافق على آليات تحضيرية تخدم بيئة التنفيذ لاحقًا فى ضوء الخصوصية التى تتميز بها دعوة الرئيس السيسى للحوار الحالية بخلاف الدعوات السابقة منذ عام 2011.
ولفت عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى إلى أنه كأحد أعضاء المجلس كان يتصور مع بداية عمل المجلس بأننا سنكون أمام"معارك تقطيع الملابس وشد وجذب"، ولكن الواقع مختلف والمسئولية هى ما تحكم الجميع، ورغبة معسكر السلطة فى مشاركة الجميع فى هذا الحوار وضع الجميع أمام مسئولياته تجاه وطنه، مؤكدا على أنه لا يلوم من يطالب الحوار الوطنى بنتائج فوريه ويرى أنه يسير ببطء ولكن بمجرد الانتقال لواقع التنفيذ وصدور توصيات مباشرة بكل فئة من فئات المجتمع سيدرك الجميع أهمية الجهود المبذولة منذ أربع شهور ماضية.
فى السياق ذاته أكد عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، بأنه لا يمنع أن ينتهى الحوار إلى أهمية الاستمرار فى ملف معين بنفس الطريقة المتبعه حالية خاصة أنها قد تكون الأفضل فى ضوء توفير كل المعطيات، وأيضا قد يوصى بمراجعة أخرى، ولكن فى كل الموضوعات ستكون آراء جميع المشاركين حاضرة سواء على مستوى المناقشات أو التوصيات التى سترفع لرئيس الجمهورية، مؤكدا على أن الواقعية السياسية تحتم علينا القول بأننا لن نحصل على كل شيئ من الحوار والذى سيكون البداية من أجل الكثير، مشيرا إلى أن الحوار يناقش أفكار ورؤى وليس أحلام على مصاطب المغربية.
وتطرق بحديثه إلى لجان الحوار المختلفه وأهمية كل اللجان التى تم التوافق عليها حرصا على مصلحة الوطنى مشيرا إلى أن لجنة كالتعليم مثلا تشكل أهمية كبيرة خاصة أن تحديات التعليم كبيره ووصل الأمر إلى أننا غير قادرين فى التعليم الفنى أن نخرج طلاب فنى لحام ونذهب لاستيرادهم من آسيا، متطرقا أيضا إلى الحياة السياسية المصرية وفرصتها بالاستفادة من واقع الحوار الوطنى، خاصة أن الحياة الحزبية المصرية غير مبنية على أسس والجميع يذهب للأحزاب من أجل مصلحته حيث لدينا نحو 84حزب به نحو مليون مواطن بواقع 1%من المصريين ومعظمهم يذهبون من أجل المصلحة الشخصية وليس للفكرة ذاته أو برنامج الحزب حيث السعى للتعيين أو الترقيه أو الحصول على توكيل أو الهروب من كمين.
كما أكد أيضا بأنه كان يتصور أن مجلس الشيوخ سيكون أسوء بكثير،فى ضوء الصلاحيات ولكن الأداء طوال العامين الماضيين كان مختلف ومميز للغاية، مؤكدا على أنه يصنف نفسه من اليسار الوسط، خاصة أنه كان ناصرى وصحح كثير من أفكاره ولكنه لا يزال مؤمن بجوهر الفكرة القومية ولكن بشكل ديمقراطى وليس بحزب واحد أدى لوجود 67، مؤكدا على أن الصحافة المصرية تحتاج لنظرة وخاصة على مستوى مزيد من التدريب والإهتمام بصغار الصحفيين مشيرا إلى أن الحوار الوطنى سيتطرق لهذا الملف كصناعه فى ضوء لجنة حرية الحقوق والحريات متطرقا أيضا إلى إنطباع المواطنين عن الحكومة سيئ وعلى الحكومة أن تبذل جهدا كبير كى تزيل هذا الإنطباع وخاصة على مستوى آليات التقشف وإلى نص الحوار....
فى البداية كل الترحيب بحضرتك فى موقع تحيا مصر .. وخلينا أبدأ من الحوار الوطنى ولكن من منظور المُراقب والكاتب قبل أن تكون عضوًا بمجلس الأمناء للحوار الوطنى..هل حصلت الإجراءات التحضرية للحوار وقتًا كثيرًا أكثر مما تستحق خاصة أننا نتحدث عن دعوة تم إطلاقها منذ 4شهور من الرئيس عبد الفتاح السيسى..ولا زلنا لم ننتقل لمراحل التنفيذ حتى الآن؟
- طبعا لكل الشكر لحضراتكم على هذه الاستضافة ..ودعنى أبدأ من حيث لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع عدد من الصحفيين فى توشكى، حيث كان افتتاح عدد من المشروعات، وكان هذا فى الإسبوع الثالث من شهر رمضان الماضى، وخلال هذا اللقاء المغلق، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى لأول مرة عن دعوة من أجل الحوار الوطنى، دون ذكر أى تفاصيل خاصة بهذه الدعوة، وخلال أيضا أقل من إسبوع، من هذا اللقاء كنا أمام إفطار الأسرة المصرية،فى 26 إبريل 2022 وتحدث الرئيس السيسى عن دعوة الحوار الوطنى وسط حالة كبيرة من الترحيب والدعم والمساندة، ثم جاءت أجازة عيد الأضحى المبارك، وأعقبها الحديث الموسع بشأن آليات عمل هذا الحوار على أرض الواقع، ومن المشرف عليه؟ وأيضا المكان المخصص له؟، وأصبحنا أمام جدل حصل على بعض الوقت، إلى أن تم الإعلان عن اختيار مجلس الأمناء للحوار، وهو أمر كان فى منتهى الأهمية خاصة أن الأمر متعلق بأشخاص وبالتالى أن يتم اختيار نحو 19 شخصية لابد أن يصاحبهم التوافق فهو أمر يحتاج لوقت وجهد، وأيضا التوافق على اختيار المنسق العام كخطوة سابقة لمجلس الأمناء من المؤكد أنه حصل على وقت، كون دور المنسق هام ومحورى أيضا ويحتاج لأن يكون عليه توافق..وبالتالى كنا عقب أجازة عيد الأضحى حتى تقريبا نهاية شهر مايو أمام مناقشات وجدال بشآن آليات عمل الحوار وطبيعة المكان واختيار مجلس الأمناء والمنسق العام ... وهذا أمر كما ذكرت حصل على وقت...وكان الوقت فى محله..خاصة أنه كما هو معلوم للجميع الحياة السياسية المصرية بها كانت شبه متوقفة رغم وجود المؤسسات السياسية من مجلس النواب وأيضا مجلس الشيوخ.
- عقب الانتهاء من أعمال الاختيار سواء لمجلس الأمناء أو المنسق العام ورئيس الأمانة الفنية.. تم عقد أول اجتماع فى بداية شهو يوليو والاجتماع الخامس سيعقد خلال الساعات المُقبلة... وهنا السؤال الذى نتعرض له دائما ..هل يسير الحوار الوطنى ببطء؟ وأنا تحدثت فى هذا الأمر من قبل..وكتبت أيضا ... الكثير متصور أن الحوار الوطنى كدعوة يتم توجيهها اليوم..وبالتالى تحقق نتائج فى اليوم التالى.. لو الأمر من هذا المنطلق كانت الحكومة قامت به على أكمل وجه دون اللجوء للحوار الوطنى أو النقاش من الأساس..ولكن الأمر متعلق بمناقشات ودراسات لأولويات العمل الوطنى ومن ثم نحن أمام تحضير على مستوى أفضل حتى نكون أمام نتائج أفضل.
- أيضا صاحب هذه الأعمال التحضرية جهود ذات صلة بالإفراج عن بعض المحبوسين...وبالمناسبة هذا أمر لم يكن فى إطار إشتراطات الحوار أو غير ذلك مما تردد عن أن المعارضة المصرية تفرض شروط على عملية الحوار الوطنى، والقوى المعارضته ذاته تحدثت نفيا عن هذا الإطار .. وتحديدًا أمر الإفراج على المحبوسين تم التعامل معه بشكل جيد من الحكومة واستجابت لهذا الأمر فى إطار القانون وبالمناسبة فى ضوء الأرقام اللى تم الحديث بشأنها بالنسبة للمحبوسين وهو بالمناسبة خزعبلاية... والمنسق العام للحوار الوطنى ضياء رشوان قالى لى أن كل الأسماء التى تم التقدم بها من جانب كل فئات المجتمع المصرى هم 1050 وليس كما تردد الأرقام الكبيرة التى تم الترويج عليها على بعض المنصات... وحتى قبل الدفعه الأخيرة من الإفراجات خرج من هذه القائمة نحو 700 شخص..وهنا لا نتحدث عن عناصر إرهابية أو مرتكب لأعمال عنف ..ولكن هؤلاء الأشخاص الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء ... وبالتالى تم تحقيق نتائج إيجابية فى هذا الملف..ونتمنى أن يتم حسم هذا الملف نهائيا لتفويت الفرصة على المتربصين لهذه البلد.
- ضوء الاجتماع الأول لمجلس الأمناء والترتيب الخاصة بحركة مجلس الأمناء .. كانت الأمانة الفنية للحوار الوطنى تتلقى رؤى المواطنين بشأن الحوار وكافة الأحزاب والنقابات وغيرها من فئات المجتمع.. خاصة أن الدعوة موجه للجميع.. وتجميع هذه الرؤى يحتاج إلى تصنيف حتى يرى مجلس الأمناء طبيعة الموضوعات المقدمة... خاصة أن هذه الرؤى وصلت لنحو 100 ألف من المواطنين... وهنا لابد أن نتوقف أمام طبيعة الحوار الوطنى وليس النخبوى وبالتالى مشاركة واسعة من المواطنين...وإن كان الأمر نخبوى لتم دعوة النخبة وانتهى الأمر ولكن الأمر متعلق بالمواطن فى الأساس.
- الهدف هو أن يشارك الجميع ونكون أمام عصف ذهنى للجميع..ويشر الكل بأنه مشاركة فى هذه العملية الحوارية..ومن ثم أصبحنا أمام رؤى وأفكار من الجميع وتم عرضها على مجلس الأمناء بشكل مصنف من جانب الأمانة الفنية..وتم النقاش فى مجلس الأمناء على طبيعة هذه الموضوعات حتى تم تقسيمها إلى ثلاث محاور الأور هو المحور السياسى والثانى هو الإجتماعى والثالث هو الإقتصادى... مع الوضع فى الإعتبار أننا كمصريين لو طرحنا قضية للنقاش سنكون أمام أكثر من 100 مليون رأى...مثل نقاد كرة القدم..وأيضا كل الناس بتكون"كوتشيات عظيمة جدا"..وهذا أمر طبيعى ... ولكن فى النهاية الحوار شهد وجود مجلس الأمناء وهو فى ظنى يعبر عن مجمل الشخصية المصرية والقوى الفاعلة فى الساحة المصرية..وبالتالى واصل مجلس الأمناء عمله وعقد 4جلسات حتى الآن ومنهم جلسات استمرت لمدة 6ساعات بشكل متواصل حتى أصبحنا أمام المحاور والقضايا التى تم الإعلان عنها مؤخرا.
- إذا كنا أمام 4 اجتماعات لمجلس الأمناء وأيضا مؤتمرات صحفية كان الواحد منهم يمتد لساعتين ..وشهدت للأمانة أداء فعال وممتاز من المنسق العام للحوار الوطنى (أدام الله عليه الصحة والعافية) و أصيب جراء هذه الجهود بوعكة صحية ظل فى المنزل 3أسابيع يعالج منها، وهو ما تسبب فى تأخير الاجتماع الخامس حتى الخامس من سبتمبر ..وأتمنى أيضا أن يتم سؤال من يمثل المعارضة فى مجلس الامناء بشأن مسألة البطء وظنى أن ردهم سيكون لا ... لأنهم أساس فى كل النقاشات التى تمت...وأى حديث عن تأخير فى العمل ليس فى محله..لأن الأعمال التنظيمية وفق ما شرحت حصلت على ها التوقيت فى ضوء كل هذه الجهود التى تم بذلها.. وهنا لابد أن أشير أيضا إلى أن الحياة السياسية المصرية متوقفة منذ فترة وبالتالى لإشكالية فى أن تستمر لفترة أخرى حتى نكون أمام حوار وطنى يحقق نتائج إيجابية حتى لا يتحول الأمر إلى مكلمة أو سوق عكاز خاصة أننا نتحدث عن أولويات العمل الوطنى من منطلق حوار سياسى.
إذا التنظيم الجيد يحتاج للوقت المناسب ... ولكن فى ضوء كل ما تم شرحه ..ألاحظ دائما حديث الجميع من أعضاء مجلس الأمناء عن حالة توافقية فى كل الأعمال التحضرية دون أى خروج طرفًا معترضًا على أى من هذه الإجراءات ...بما تفسر هذه الحالة خاصة أنها جديدة على الحياة السياسية المصرية والتى لا تعرف سوى الخلاف دائما؟
- أنا أولا أحُيك على هذا السؤال.. لأن إجابته تتضمن أيضا استكمال لإجابة السؤال الأول ...حيث أن المعارضة المصرية وخاصة على مستوى الحركة المدنية الديمقراطية شهدت مناقشات من أجل اخيتار ممثليهم فى الحوار الوطنى وبالتالى حصلت على وقت هى أيضا ... النقطة الثانية هو الرجاء من حضراتكم سؤال أعضاء الحركة المدنية الديمقراطية عن الشعور الخاص بالحوار ... وأنا أحد المواطنين وعضو مجلس الأمناء حاليا... كنت متصور أن الحوار سيكون شد وجذب، و"تقطعيع هدوم"، ولكن الأمر مختلفة تماما خاصة أن أعضاء مجلس الأمناء على أعلى قدر من الوطنية والمسئولية والتفاهم ويوجد تغليب لمصلحة الوطن دون النظر لأى مصلحة شخصية إطلاقا.
- وبالتالى أحد أهم القرارات الهامة فى لائحة مجلس الأمناء .. هو أنه لن يتم التصويت على آراء ولكن التصويت فقط على الإجراءات التنظيمية..خاصة أنه لا يوجد رأى يتم التوصيت عليه..حيث لا آراء:"صح مُطلق.. ولا خطأ مطلق"، ومن ثم حال النقاش فى قضية سيتم إرفاق فيها توصيات بكل الآراء التى تم النقاش بشأنها من جميع الأطراف... مثلا نتحدث عن قضية الدين... لن يكون الأمر متعلق:" بأن يتم الاستدانه من عدمها".. ولكن حال الاستدانة تكون الآليات كذا وكذا .. وحال عدم الاستدانية تكون الآليات كذا وكذا... وهكذا جميع القضايا والرؤى بشأنه... ويتم تحديد هذه الرؤى بالترتيب وفق الأغلبية فى التوصيات النهائية حتى تكون الصورة كاملة للقيادة السياسية بشأن جميع الآراء تجاه كل القضايا المتوافق عليها.
- وأنا أرى أيضا أن الواقعية السياسية تحتم علينا أننا لا نستطيع أن نحصل على كل شيئ مرة واحده .. ولكن نستطيع التدرج فى الحصول على كل الأشياء بداية من الحوار الوطنى الذى أرى أنه بداية حقيقة للوصل إلى الأفضل.. وهنا لابد أن إشير إلى أنن لو أنا واقف الآن عن المربع واحد..وأحلم بالوصول إلى المربع 10 غدا من خلال الحوار الوطنى أكون واهم ...وغير سياسى بالمرة..ولكن الوصول إلى المربع 10 يحدث بالتدرج والبداية من الحوار الوطنى.
خلينى أتوقف أمام مصطلح حضرتك ذكرته:"كنت متصور أن الحوار الوطنى هيكون فيه تقطيع هدوم"..برأيك ما الذى منع وجود مثل هذه المشاهد؟
- بلا شك المسئولية والوعى الكبير لدى أعضاء مجلس الأمناء وإدراكهم لتحديات المرحلة الحالية وظروفها..كما أن معسكر السلطة لديه رغبة حقيقة فى مشاركة أكبر من جابن القوى الوطنية فى الحوار ..والقوى المعارضة لديها رغبه فى الانفتاح على الحكومة وتحقيق ما يقود إلى إنفراجة سياسية أكبر بجانب تحصين المجتمع من كل الفيروسات المنتشرة فى العالم والمنطقة والتى تشهد تحديات كبيرة خاصة أن الجميع فى مركب واحده والمسئولية مشتركة.
هنتقل لطبيعة الموضوعات التى تم التوافق عليها فى محاور الحوار حتى الآن ...من مجرد مطالعتها ليست بجديدة ومعروف أهمية حسمها لعموم الناس وخاصة ملف المحليات فى المحور السياسى أو غلاء الأسعار والتضخم بالمحور الإقتصادى.. برأيك ماذا ستكون إضافات المشاركين فى الحوار الوطنى؟
الفيلسوف العظيم أرسطو يقول أن الأفكار الأساسية فى المجتمع هى 36 فكره من أن بدأ الخليقه حتى نهاية العالم هى الحب الخير والأمانه والنزاهة وغيرها .. وبالتالى لن نخترع العجلة ...ويوقول البعض أن الناس غير مختلفة على حقوق الإنسان.. لا يوجد اختلاف حقيقى على هذا الملف ..ويوجد البعض يرى أننا فى أفضل حال وأخر يرى أننا فى أسوء حال وأخر يرى أننا فى الوسط...وبالتالى نكون أمام نقاش من أجل أن نكون الأفضل لأكبر قدر من الناس ..وأيضا السياسات الإقتصادية ..وغيرها من الملفات التى تم التوافق عليها...والحوار الوطنى دوره أن يرصد رأى ممثلى الناس فى هذه الموضوعات ..وبالتالى هل الأشياء دى كويسه فنكمل عليها؟ أم الأِياء دى سيئة فلابد من المراجعة والتغيير.. وبالتالى لا يوجد مانع فى أن يوصى الحوار الوطنى بالتوصية باستمرار الإيجابيات.... مثلا سنكون أمام لجنة التعليم وستقوم بدعوة جميع وجهات النظر فى هذا الملف.. وبالتالى منهم من سيثل الحكومة والتى ترى أن السياسة الحكومية الحالية هى أفضل شيئ..وسيكون رأى أخر يتحدث عن وجود مشكلة كبيرة بشأن المعلمين وتدريبهم وتعيينهم ونقوم ببناء مدارس.. وعلينا التوقف عن سياسة الدكتور طارق شوقى فى التعليم وبالتالى هذه رؤى مختلف.
وهنا أفترض أن تأتى الحكومة وتوقل هذا إمكانياتى وليس لدى موارد مالية لحل هذه الإشكاليات وقد تطرح حلول بشأن الموارد المخصصة للخدمات والطرق وتوجيهها للتعليم مثلا...فى مقابل أن يتحمل الناس ..أما أقوم بممارسة العمل جزءًا فى التعليم وجزءًا أخر فى النقل والخدمات... وهنا نحن أمام تجربه شبيهة فى ماليزيا عندما إعتبر التعليم أهم شيئ وأنه سيتم توجيه المخصصات المالية له دون غيره والناس هناك توافقت ... حيث البناء فى إتجاه والتعثر فى الأخر بسبب محدودية المخصصات المالية ..وبالتالى الحوار يناقش كل هذه الرؤى والأفكار ..وليس أحلام غير قابلة للتطبيق نرددها وإحنا قاعدين على المصطبة وإلا كنا قمنا بالحل منذ زمان مضى..والكلام فى الفراغ يتعب الأعصاب ولا يحقق شيئ ويجعل الناس لديها تصورات عظيمة جدا ثم تصدم فى الأخر ... أفضل شيئ أن تعرف الحقيقة كاملة..وتتناقش معا من أجل أفضل الطريق فى معالجة هذه إشكاليات هذه الحقائق.
المحور الإقتصادى حصل على نصيب الأسد فى المناقشات من أجل التوافق على قضاياه والتى وصلت لـ 7قضايا...حدثنا عن أهمية مناقشات هذا المحور فى ضوء الأزمة الإقتصادية التى تعانى منها كل الدول بما فيها مصر؟
- توجد آراء كانت تتحدث عن أهمية أن يتم حسم المحور السياسى بموضوعاته لأنه سيترتب عليه حسم باقى المحاور بكل سهوله على أرض الواقع..حيث أن السياسة يترتب بها كل شيئ..وبالمناسبة المحور السياسى كان سهل للغاية وتم التوافق عليه بسهوله جدا ...ووجه نظر أخرى هى تحديد لجان للمحور الإجتماعى ولجان للمحور الإقتصادى وهى التى انتصرت فى النهاية بإعتبار أن التعليم والصحة والسكان قضية مهمة جدا ..وأيضا المحور الإقتصادي يهم الناس كثيرا ..وبالمناسبة السياسى يهم الناس أيضا ..ولكن البعض يعتبرها مضيعه للوقت..ولكن فى الأساس هى التى تحكم كل الملفات فى كل الدنيا...أما المحور الاقتصادى شهد جدل كبير ليس على أهمية الموضوعات المطروحة بقدر الجدل الخاص باللجان المدمجة من عدمها ونقاشات من هذا القبيل ..ولكن كان فيه إجماع على لجنة غلاء الأسعار والتضخم ..فى ضوء الأزمة العالمية ولو قمنا بعمل حوار وطنى فى كل دول العالم ستكون لجنة غلاء الأسعار بهذا الحوار ..ولم يكن هناك خلاف على عمل لجنة للصناعة وأيضا الزراعة وغيرها من الموضوعات التى تم التوافق عليه...ولكن المشكلة فى السوشيل ميديا التى تضم أكثر من 100مليون رأى.
- أدلل لحضرتك على الآراء الخاصة بالحوار الوطنى ..النهاردة كنت فى مدينة الإنتاج الإعلامى وقابلنى شخص تحدث معى بشأن الحوار الوطنى وقال لى :"ياريت يكون فيه بالحوار الوطنى تخفيض رسوم المدارس التجريبية..لأن ابنى في مدرسة تجريبية"، ورديت عليه وقولتله:" أنا ابنى فى مدرسة لغات وبالتالى أحد بند كمان بخصوص المدارس اللغات"..وبالتالى كل شخص ينظر للحوار الوطنى من منطلق محصلحته فقط ... وهذا حق لكل مواطن ..ولكن فى النقاش لا يوجد بحسب هذا المنظور الضيق ولكن سيكون متعلق بالسياسة العامة بالتعليم مثلا والذى يإصلاحه سيعود بالنفع سواء كان على المدارس التجريبية أو الحكومية أو اللغات. وإصلاح المنظومة ككل بجانب الجزء المتعلق بالتعليم الفنى.
- أنا هقول لحضرتك على معلومة صادمة ..مصر تستورد العمالة الفنية من الخارج والشباب هنا ليس لديه أى عمل ..والصدمة أنى رأيت من هذه العمالة...عمال اللحام ..فنى لحام ..نأتى بهم من آسيا ..ولدينا مئات التخصصات وملايين الطلاب فى التعليم الفنى الذى لم يستطيع تخريج فنى لحام ..وأنا أعرف رجل أعمال عايز فنى لحام بـ 400جنيه فى اليوم ...لأنى قمت بزياره له مؤخرا فى مصنع وتفاجئت أن كل العماله من الخارج وكان رده أنه لا يوجد هذه العماله فى مصر ..ومن ثم تأتى أهمية التعليم الفنى وتنتهى ظاهرة "الصنايعى "اللى بيشتغل يوم ويقعد التانى على القهوة لحد ما يخلص الأجرة.. وبالتالى كيف يمكن أن يتم إصلاح تعليم يمكنك من عناصر وعمالة بشرية مؤهله للعمل ...وكنت فى زيارة أيضا فى الأردن مؤخرا ..ولمست حرص أردنى على أن يكونوا أمام تعليم متطور قادر على إيجاد عمالة وكوادر يتم تصديرها للخارج من أجل توفير العملات الصعبة ..وأيضا الفلبين متخصصه جدا فى عمالة المساعده للأطباء ..وهذه عمله صعبة فى هذا التوقيت.
برأيك فى ضوء ما ذكرته من مشاهد كثيرة من لقاءات مع المواطنين بشأن الحوار الوطنى ..رسالة الحوار الوطنى وصلت إلى المواطن..أم متوقفه حتى الآن لدى النخبة السياسية؟
الوصول إلى توافق الجميع..غاية لا تدرك...وبالتالى الجهد يبذل..ويوجد من يتفهم ..وجزء أخر لن يتفهمه ... والجزء الذى لا يتفهم هو معذور لأنه يقيس الأمور بالمقياس السريع، حيث أن دعوة الحوار الوطنى لابد أن يعقبها مباشرة نتائج على أرض الواقع بشكل مباشر..بعذر هذا المواطن لأن فهمه للعملية السياسية قد تكون ليست الأفضل...وبالتالى تكون درجه إهتمامه من منظور :" ماذا سيقدم لى الحوار الوطنى؟"وبالتالى هو يستعجل على النتائج التى تلمسه بشكل مباشر...وبالتالى يكون التفكير وفق المصلحة المباشرة سواء فى انخفاض الأسعار أو زيادتها لمن يبيع..وهذا حقه لا خلاف على ذلك ... وهنا أشير إلى طريقة بناء الوعى يكون العامل الرئيسى فيها المصلحة أولا ..وبالتالى أن بعذر أى مواطن يلوم على أن الحوار الوطنى متأخر ..لأنه ممكن يكون غاضب جدا وزعلان وغير مهتم بالحوار الوطنى فى هذه اللحظة ... ولكن فى اللحظة التى قد يكون فيها مخرجات تخصه بشكل مباشر سيكون سعيد ..مثلا قد توصى لجنة الزراعة برفع سعر القمح لـ 1100جنيه..هنا سيشعر بالنتيجة المباشرة ..وبالتالى كل فئة هيتم مخاطبتها ستكون سعيده بالنتائج...وهنا كل مواطن ينظر للحوار الوطنى من منطلق مكاسبه.
خلال العشر سنوات الأخيرة شهدت مصر أكثر من حالة حوارية سواء بعد 2011 أو 2013.. والآن فى 2022..إلى أى مدى الحالة الحوارية الحالية تمثل خصوصية مختلفة عن الحوارات السابقة؟
- السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى قال فى دعوة الحوار الوطنى أن البعض كان يتحدث بشأن أهمية الحوار الوطنى فى سنوات سابقه وليس الآن.. والرئيس أقر بذلك ولكنه تطرق إلى أن هناك تحديات كثيرة منعت أن يجرى الحوار فى سنوات سابقه..وبالتالى فى السياسه نقول أن يأتى الأمر متأخر خيرا من أن لا يأتى ..والحمد لله أن الحوار أتى فى النهاية وبخصوصية أيضا بخلاف الحوارات السابقة سواء فيما أعقب 2011 وأيضا 2013والتى كانت تتم فى حالة من السيولة الشاملة والتى إقتربت فى بعض الأحيان إلى الفوضى الشاملة رغم المساعى الإيجابية من ثورة 25 يناير وسرقتها من تنظيم الإخوان حتى تصحيح المسار فى 30 يونيو ..وأعقبها قصة نجاح كبيرة عقب ثورة 30 يونيو وسط حالة من التحديات الكبيرة ولم تكن الأمور كلها على ما يرام.. حتى وصلنا للمرحلة الحالية والتى شهدت أهمية ان نكون أمام حوار سياسى مع القوى الوطنية ...وأنا مؤمن من أن أحد أهم نتائج الحوار الوطنى هو استعادة تحالف 30 يونيو وهى الاستعادة الموضوعية وليست الشخصية حيث مشاركة جميع القوى المدنية والسياسية المؤمنة بالدستور .
فى ضوء الحالة الحوارية التى تشهدها مصر وما خلقه الحوار الوطنى من حالة ثراء فى النقاش ...ما هو الدرس الذى من الممكن أن تستفيد منه الأحزاب المصرية لتقوية ذاتها بشكل أكبر وأن تكون لها دور مختلف عن الحالى؟
بلا شك هذا السؤال واسع المدى..ولكن توجد فى المحور السياسى لجنة الأحزاب استشعارا بإشكاليات الحياة السياسة فى الفترة الأخيرة.. والأمر بإختصار ..كانت هناك حياة سياسة حتى يوليو 52ولكهنا حياية سياسية شابها بعض الفساد أدى إلى استمرار الاحتلال والفوضى دون وجود عدالة إجتماعية ..وقامت ثورة 23 وتم حل الأحزاب..وأصبحنا أمام هيئة التحرير والاتحاد القومى ومن ثم الاتحاد الاشتراكى حتى 76 تم عمل المنابر الثلاثة اليسار واليمين والوسط وفى العام التى تحولو إلى أحزاب التجمع والأحرار وحزب مصر ...وحزب مصر تحول للحزب الوطنى فى 78 ثم ظهر حزب العمل الاشتراكى برئاسة إبراهيم شكرى وهو الحزب الذى تمت السيطرة عليه من الإخوان وعاد أيضا حزب الوفد.
وبالتالى أصبحنا أمام حياة حزبية محدودة ..لأن حكومات حسنى مبارك حاصرت الأحزاب وبالتالى كنا أمام أحزاب كثيرة شرعية ليست فاعله لأنها محاصرة من الحكومة أو عاجزه عن العمل ...والإشكالية أن الجماعه المحظورة(الإرهابية) هى التى كانت تشارك فى العملية الانتخابية وتحصل على المقاعد الانتخابية ...وهذه الحياة انتهت فى 2011 بحل الحزب الوطنى ..وسيطر الإخوان على المشهد من 2011 حتى 2013 حتى قامت ثورة 30 يونيو وحظرت الإخوان وهكذا إجريت الانتخابات فى 2015 وأيضا 2020 وأصبحنا أمام أحزاب سياسية أخرى..ولكن المشكلة الحقيقة للحياة الحزبية فى مصر ليست مؤسسة على قواعد حزبية صلبه..والفكرة الحزبية فى مصر هشه...والناس تذهب فى الانتخابات من أجل الأشخاص وليس وعدد المواطنين المُسجلين فى الأحزاب أقل من مليون مواطن وهى نسبة لا تجاوز الـ1%..وعدد كبير من الـ 1% يدخل الأحزاب ليس إيمانا ببرامجهم ولكن من أجل خدمة سواء كانت ترقيه أو تعيين أو يلاقى وظيفه أو يلاقى توكيل ويهرب من الكمين وذلك فى ضوء الآمان السياسى والأحزاب الطبيعة يكون التواجد فيها من خلال الإصلاع على الأفكار ومن ثم الاقتناع وبالتالى الاشتراك ويعقب ذلك المشاركة بالفعاليات حتى التصويت لصالح الفكره فى الانتخابات ..وبالتالى أتمنى مزيد من التحصين والدعم للأحزاب المدنية فى مصر حتى تستطيع أن تواجه الأحزاب الظلامية والقوى المتطرفه.
كنائب عن مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية ) وعضو فى مجلس الأمناء للحوار الوطنى... هل كنت تفضل أن يقوم مجلس الشيوخ بهذه المهمة الحوارية خاصة أنه بحكم الدستور منوط به الأعمال التى يتم تنفيذها من الحوار الوطنى الآن فى كل الملفات والقضايا.
- لا شك أن هذا القول قيل فى السابق ولكن هذه الفكرة غير قابله للتطبيق لأن المجالس النيابية به قوى سياسية محددة، وأغلبية داعمة للحكومة ..وهنفترض أى من المجلسين قرر ينظم هذا الحوار وبالتالى قد نختلف حول قضية من القضايا..سيكون صاحب الأغلبية هو الحاسم للأمر، وهذا لا يؤدى إلى حوار متزن أو استهداف لنتائج صحيحة.. والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ عقب على هذه الجزئية ..ببساطة توجد أغلبية فى المجالس النيابية وبالتالى لا جدوى من الحوار الوطنى.
بمناسبة الحديث عن مجلس الشيوخ ...هل أنت راض عن أداء مجلس الشيوخ بعد انتهاء عامين من فصله التشريعى الأول بعد إعادته مرة أخرى...أم لا يزال الوقت سابق لأوانه فى الحكم على التجربة ككل؟ وهل من الممكن أن يكون الوضع مختلف بدور الانعقاد الثالث؟
- طبعا أنا شهادتى مجروحة لأنى داخل المكان ..وللأمانة والموضوعية كنت أظن أن الأداء كان سيكون أسوء من الوضع الذى وصلنا له الآن ..اللى حصل أن مجلس الشيوخ جاء مختلفا وخاض نقاشات قوية ومعظم التشريعات التى مرت على مجلس النواب ناقشها مجلس الشيوخ وقدم فيها أداء رائع ..ومجلس الشيوخ هو من أسقط قانون الثانوية العامة الذى تم تقديمه من الوزير السابق طارق شوقى..والنقاشات كانت قيمة فى كل القيمة على قدر النماذج التى تضمنها المجلس فى شكله الجديد..وهذا خلافا على ما كنت أتوقعه..والصلاحيات المحدوده نسبيا للمجلس..وأتمنى أن يستمر ذلك فى ضور الانعقاد الثالث.
كمهموم بالشأن العام ..كيف قرأت التعديل الوزارى الأخير فى حكومة المهندس مصطفى مدبولى وأيضا التغيرات الأخيرة فى الملف الإقتصادى وخاصة على مستوى البنك المركزى...وهل كان الأفضل أن نكون أمام حكومة إقتصادية فى ضوء التحديات الإقتصادية الحالية؟
- أنا شايف أن القادر على الحكم على أداء الحكومة هو رئيس الجمهورية، لأنه المطلع على كل تفاصيل الملفات ...وبالتالى رئيس الجمهورية رأى أهمية أن نكون أمام تعديل بعض الحقائب وضخ دماء جديدة فى ضوء التحديات الاقتصادية الحالية وبالتالى أصبحنا أمام التعديل الأخير والفيص هو الأداء على الأرض للوزراء.
من منطلق الحديث عن المعارضة والأغلبية تحت القبة..ماذا يصنف الاستاذ عماد الدين حسين.. النائب عماد الدين حسين سياسيًا تحت قبة مجلس الشيوخ؟
- أنا بدأت سياسى أكثر من كونى صحفى ..وكنت منضم لعدد كبير جدا من الأحزاب الناصرية، وكنت عضو مؤسس بالحزب العربى الديمقراطى الناصرى، الذى كان يرأسه المرحوم ضياء الدين داود، جد النائب الحالى ضياء الدين داود، وكنت متحمس جدا لهذه التجربة وعضوية فى نقابة الصحفيين من جريدة العربى الناصرى، ثم حصل لدى بعض المراجعات ولكن لا زلت أحب عبد الناصر وأرى أنه عمل الكثير ولكن هناك بعض الأخطاء..خاصة أنه لا يمكن أن تكون أمام نظام حكم حقيقى إلا من خلال التعددية ومشاركة ومحاربة فساد ووجهات نظر مختلفة وبدون ذلك سيكون الثمن هو بلاشك 67 وبالتالى عدلت فى بعض القناعات ولكن لم أتراجع فى جوهر الفكرة القومية وأختلف مع المتشددين الناصريين بشكل واضح..وكتبت عن أهمية الإصلاح السياسيى بعد ثورة يوليو خاصة أن الحزب الواحد قاد لـ 67..وعبد الناصر قال بذات نفسه عقب 67 أنهم إرتكبوا جرائم فى حق الشعب، وأن الشعب كان من الممكن أن يخرج ويطلق علينا الرصاص وأنه أخطأ بعدم التنوع السياسى.
- وليس عيبا إطلاق أن تعدل رأيك إذا إكتشفت خطأه..وأنا تحت قبة مجلس الشيوخ نائب مستقل بمعنى بمرات كثيره أرفع يدى بالموافقه ومرات أخرى أرفع يدى بالرفض بعد مذاكرتى لما هو مطروح..مثل ما أقوم بكتابه مقالى اليوم ..حيث يوم أكتب دعما لقرارات اجتماعية ..ويوم أخر أحذر من شيئ تقوم به الحكومة ولست ممثلا لحزب حتى أمثل وجه نظره.. وأن أصنف نفسى فى اليسار الوسط يعطى أولوية للعدالة الإجتماعية من أجل الفقراء والمهمشين ومحدودى الدخل بشرط أن يكون فى إطار ديمقراطى..خاصة أن وجود حزب واحد يترتب على وجوده أمراض كثيره.
من مُنطلق الإطار الديمقراطى ..تحدثت مؤخرا عن أهمية التقشف الحكومى... وتقشف المواطن..وتسألت عن من يبدأ قبل من قياسا على إحدى التصريحات الأوربية...ونلت كثير من الانتقادات ...برأيك هل نشهد أى تقشف فى مصر رغم كل هذه التحديات سواء من الحكومة أو المواطن؟
- البداية كانت من ألمانيا ثالث أقوى إقتصاد فى العالم،وأهم اقتصاد فى أوروبا ولديهم أزمة طاقة كبيرة جدا ..وبعض المسئولين قالوا للمواطنين الألمان:"بدل ما تستحموا..استخدموا منشفه مُبلله..وإجلسوا فى حجرة واحده بدل من كل الحجرات ..والسؤال كان هنا ما بال ألمانيا تقوم بذلك ماذا يكون وضع الدول النامية..ومن ثم التقشف هو الحل...وهنا لابد أن تكون الحكومة القدوة ..وبالتالى هاجمنى البعض ..وأعتبروا أنى أتحدث للمواطن أن يتقشف قبل الحكومة..ووضحت مرة أخرى فى أهمية التقشف للجميع ولكن على الحكومة أن تبدأ أولا ..لأن فاقد الشيئ لا يعطيه...وأنا لا أستطيع حتى الآن أن أحسم هل بدأ الحكومة بدأت فى التقشف أم لا ... ولكن ما آراه أن إنطباع الناس عن الحكومة سيئ وعلى الحكومة أن تبذل جهدا كبير كى تزيل هذا الإنطباع ..والمواطن عندما يرى الحكومة إتخذت قرارات حقيقية هيصدقها فى التقشف.
خلينا أروح مع حضرتك إلى تطلع عليه بشكل مستمر ... وهو المشاركات المستمرة مع كبار المسئولين والشخصيات الحكومية والعامة التى تقوم بزيارة مصر كوفود رسمية وأيضا مشاركات خارجية .... إلى أى مدى تطمئن لجهود الحكومة المصرية بملف السياسة الخارجية وخاصة بملفات الأمن القومى حيث سد النهضة ودول الجوار من السودان وليبيا؟
- الملف الخارجى لمصر تم تحقيق فيه قصص نجاح كثيره،وكان موفق جدا من 2013 كانت هناك تحديات كثيره جدا، حيث قطيعه مع الاتحاد الأوروبى وأمريكا ضدنا ولم يكن معنا سوى روسيا والإمارات والسعودية وغالبية العالم الآن معنا حتى القوى والتى كانت تناوئك جاءت تطلب الصلح والعلاقات أصبحت جيدة ..وهذا ليس معنا أن الأمور أصبحت جيده ولكن لا يزال هناك تحديات كثيرة.. وأنا التقيت برئيس الوزراء الأردنى من أيام ونص مجلس الوزراء الأردنيين وتحدث معنا عن فكرة المشروعات القومية وسعى الأردن لاستنساخ هذه التجربة بالأردن.
أخيرًا.. ماذا عن رؤية النائب عماد حسين لملف الصحافة فى مصر؟وهل تشهد إدراجًا على مناقشات الحوار الوطنى فى ضوء ملف الحقوق والحريات؟
- لا شك بأن التحديات التى يمر بها المجتمع تمر بها أيضا الجماعة الصحفية، وحاجة المجتمع للوحدة والتماسك أمر لابد أن يجرى على واقع الجماعة الصحفية أيضا،وأن نكون أمام مزيد من التدريب،ومزيد من التأهيل، ورعاية صغار الصحفيين، وتحسين الأوضاع الماضية من خلال صناعة الصحافة وعدم إقتصار أمر الصحافة على الحرية التى تعمل فيها ولكن فى إطار أخر متعلق بالصناعة لابد من وضعه فى الأولويات أيضا خاصة أن الصحافة بدون حرية ليس له أى قيمة ..والمقال الذى كتبته كنت واضح فيه بشأن عدم العمل فى مؤسسات منافسه فى ذات المجال ..وهذا جانب أخلاقى فى الأساس بعيدا عن أنه مخالف للقانون وأنا كرئيس تحرير لجريدة الشروق أقوم بمطالبة زملائى بالعمل مع الشروق ولكن فى تخصصات أخرى ...وأنا مع الصحفى المحترف دائما خاصة أن العمل فى أكثر من مؤسسة فى ذات التخصص يقضى على الصحافه فورا..وأيضا لابد أن نكون أمام تنوع فى المادة الصحفية لأنه بدون تنوع نكون أمام نشره ...والتنوع فى مصلحة الحاكم قبل المحكوم لأنه يقوم بتنوير الطريق أمام الحكومة وهذا الملف سيكون فى مناقشات الحوار الوطنى وهو الأمر المتعلق بحريات الإعلام ومن ثم صناعه الصحافة.