عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

سهى أحمد تكتب: سبب وجودك في الحياة

سهى أحمد خبيرة التنمية
سهى أحمد خبيرة التنمية الذاتية

استوقفتني مقولة شهيرة وهي : «إن أهم يومين في حياتك هما: يوم مولدك ويوم أن تكتشف سبب ولادتك»، بمعنى ما هو هدفك في الحياة أو هدف وجودك فيها. لذلك فقد حصر الله سبحانه وتعالى السبب في الخلق في قوله: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ».

 

ولم يختص الله المسلمين بالأمر بل دعا كافة الناس، إذ يقول سبحانه: «يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون» (البقرة: 21).

فالسبب الأول من وجودنا بالحياة عبادة الله ثم عمارة  الأرض و إحداث تغيير إيجابي  بكل ما يفيد ذاتك كإنسان ثم أسرتك و مجتمعك ووطنك الذي تنتمي إليه بإخلاص.

كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا  العالم: لقائلها غاندي.. والتغيير للأفضل في شتى جوانب حياتك  يبدأ من نفسك أولا عزيزي القارئ،  بإرادة حقيقية  وكل  شيء له  بدايات منطقية وعمل متواصل وجهد ممنهج فلا مجال للعبثية أو العشوائية في منظومة تغييرك للأفضل  كن قدوة كن مثالا يحتذى به ويمشي على نهجه الآخرين و إن الأهداف  بلا تخطيط ما هو إلا أحلام وردية، وتغيير من دون محددات ومنطلقات واضحة نحو الضباب.

لذلك إذا عرفت نفسك وكنت رقيب عليها ومحب لها ستدرك قيمة وجودك وإثرك في أحداث تغيير ونهضة  بناءة لك ول أسرتك ووطنك  
إن كنت تريد العالم جميلا  كن جميلا مع الجميع  في البداية ثم سيتبعك الآخرين  لأن أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات تغيير بسيط في نمط أفكارك سينعكس في سلوكك الذي سيغير عالمك وتشكيل مستقبلك  
لا تعيش بلا هدف كأنك ميت على الحياه خلقك الله لسبب ما ذات قيمة كبيرة وكرمك كإنسان  وسخر لك كل شيء لخدمتك وكما قال الله في كتابه العزيز  {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية].

لذلك  أبحث داخل نفسك على شغفك الذي يتسم ب أهداف سامية ولا تترك نفسك تعيش بشكل فوضوي وعشوائي لا تهمل أحلامك ولا تهمل غايتك  ولا تهمل سبب وجودك في الحياة  وأريد أن أخبرك شئ عزيزي القاري إن الحياة ليست وردية طوال الوقت في بعض الأحيان يحدث منحنيات طارئة تجعلك  ملئ بالحزن والألم والدموع  والانكسارات والهزائم والليالي الطويلة ذات الوحدة الموحشة بحروب قوية داخلك  تدمر بك شيئا لتصنع مكانه شئ أروع.

ثق بربك لأن كل موقف صعب ذو  إخفاق  ستمر بيه في حياتك  سيصنع منك البطل والقائد  الذي سيعود منتصرا من معركة مع ذاته كادت أن تهزمه  أرضا ولكنه انتصر عليها ببسالة 
وثق كل الثقة في إرادتك ومدي اتصالك وقربك من الله  وسترى تدبير مالك الملك في كل خير سيصيبك  وتذكر أن كل محنة مررت بها  يوجد فيها منحة كبيرة ودروس تجعلك أفضل وللمضي قدوما في حاضرك نحو مستقبل مشرق.

وكما قال الله في كتابه العزيز: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب (8)} [الشرح] ﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ [ الطور: 48].

أن تكون شخصية مميزة ذات شأن، يحتاج منك إلى مجهود وصبر وتوكُّل على الله، ولا تستعجل أو تَيْئَس.

لا بد من المرونة، وأن تدرك أنك قد تُغيِّر خطتك، وتبدأ في طريق جديد ومسار مختلف عمَّا رسمته وخطَّطْتَه لنفسك

تابع موقع تحيا مصر علي