عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الحرب على الإرهاب أم بايدن يخشي السقوط ..لماذا قتلت أمريكا أيمن الظواهري؟

زعيم تنظيم القاعدة
زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين، بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري فى غارة أمريكية تم تنفيذها يوم السبت فى أفغانستان

تحيا مصر

وكشف عدد من المسؤولين فى الإدارة الأمريكية حول كيفية أصطياد زعيم القاعدة، ولا تختلف سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خلفاؤه السابقين بشأن رفع شعار محاربة الإرهاب واقتلاع جذور الأرهاب وذلك منذ أحداث 11 ستمبر، فمقتل أيمن الظواهري بمثابة تجديد عهد أمريكي وتذكير للعالم بأنها القائد الرئيسي فى محاربة الإرهاب، ومع كل رئيس أمريكي جديد يتولى الحكم يحرص قبل أن يغادر من منصبه على ترك بصمة محاربة الإرهاب و توجيه ضربة لأحد قيادات الأرهابية مثل تصفية أسامة بن لادن فى عهد باراك أوباما، وأعطاءه الشعلة للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب وتوجيه ضربة لتتظيم داعش من خلال استهداف قائدها ابو بكر البغدادي، ثم تنتهي فترة ترامب ويأتي بايدن ويعلن كسابقيه بتنفيذ ضربة ضد أحد رموز الإرهاب أيمن الظواهري، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستلاحق الأرهابيين أي كان مكان تواجدهم، ويأتي إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن باغتيال الظواهري تزامنا مع الانتخابات النصفية الأمريكية التى ستنعقد فى 8 نوفمبر فهل مقتل الظواهري سلاح بايدن ليزيد من شعبيته وينقذه من السقوط ؟ وهل الهدف حقا تحقيق نصر على الإرهاب أم تحقيق نصر سياسي باسم محاربة الإرهاب؟

 

قال ماهر فرغلى الباحث فى الحركات الإسلامية فى تصريح مع موقع  تحيا مصر  أن الرئيس الأمريكي شعبيته بدأت تتراجع وبمقتل زعيم تنظيم القاعدة فأن ذلك قد يزيد من شعبية بايدن. 

 تأثير مقتل الظواهري على العلاقة بين طالبان وأمريكا

وأشار د. إسماعيل تركي الباحث فى العلوم السياسية بجامعة القاهرة خلال حوار مع موقع تحيا مصر تعقيبا على عملية استهداف الظواهري :"جاء  استهداف الإدارة الأمريكية للظواهري بدقة شديدة  تعكس مجهود استخباراتي دقيق، ويدل في الوقت نفسه أن الإدارة الأمريكية لا تنوي دخول أفغانستان بشكل عسكري مجدداً بعد انسحابها المخزي العام الماضي" 

مضيفا:" بقراءة تاريخية لعلاقة الظواهري بالأنظمة الأمريكية المتعاقبة، يتضح أن مقتل الظواهري سينعكس ربما بالسلب على علاقة أمريكا بحركة طالبان، حيث تصنف الولايات المتحدة الظواهري أحد أهم المخططين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتضعه على رأس قائمة تضم ٢٢ من أهم الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة منذ ذلك التاريخ".

وتابع قائلا :"لذا استهدفت إدارة جورج بوش الظواهري بضربه صاروخية عام ٢٠٠٦ بالقرب من الحدود الباكستانية مع أفغانستان، قتل حينها أربعة من أعضاء القاعدة ونجا الظواهري، حيث ظهر بعد أسبوعين من الاستهداف في فيديو مسجل يتوعد الإدارة الأمريكية".

 

وأضاف د. إسماعيل أن :"حركة طالبان أخلت بالتزاماتها تجاه الإدارة الأمريكية بموجب اتفاق الدوحة ٢٠٢٠ الذي سلمت بناء عليه الولايات المتحدة السلطة في أفغانستان لحركة طالبان، حيث تعهدت الأخيرة عدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى العمل في أفغانستان، بناء عليه فقد أخلت الحركة المتطرفة الحاكمة في أفغانستان حاليا بتعهداتها للإدارة الأمريكية بعدم إيواء الإرهابيين وهو ما جعل الولايات المتحدة تعتمد علي استراتيجية الاستهداف عن بعد للتخلص من القادة الكبار في التنظيمات المتطرفة داخل أفغانستان". 

تأثير مقتل الظواهري على تنظيم القاعدة

حول مدي تأثيرهذه العملية على أنشطة تنظيم القاعدة قال الباحث فى العلوم السياسية :" أري أن تنظيم القاعدة بعد مقتل الظواهري ربما يتأثر ولو معنويا حول العالم ويتراجع معدل التجنيد لفترة، لكن من الصعب أن يتم القضاء عليه، أو حتى تتراجع معدل عمليات أفرعه في العالم، خاصة في الدول التي تعاني اضطرابات وقلائل".

وحول رد فعل الجماعات المتطرفة الأخري بعد هذه العملية أوضح د. إسماعيل :" ربما تسعي بعض المجموعات أو الأفرع التي تنتمي للقاعدة في أفغانستان أو أفريقيا على وجه الخصوص الي نشاط حركة الشباب الصومالية على سبيل المثال يؤهله الاستهداف المزيد من القوات والقواعد سواء دولية أو أمريكية أو أنظمة متحالفة مع أمريكا، كرد على مقتل زعيم تنظيم القاعدة، لحفظ ماء الوجه لدي اتباع تلك التنظيمات ومحاولة لإثبات القوة والبقاء في الفترة القادمة".

شعبية بايدن فى تتراجع.. الحل ليس الظواهري 

وتعقيبا على مدى تأثير هذه العملية على شعبية بايدن أكد :" أن التأثير سيكون محدود في ظل معاناة المواطن الأمريكي من الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة وخاصة وفي ظل انخفاض شعبية الرئيس بايدن الي ادني مستوي منذ انتخابه فلم تعد القاعدة وقادتها تتصدر عناوين الاخبار بعد انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية وتاثيراتها السلبيه علي الاقتصاد العالمي". 

خليفة الظواهري

وحول المرشح بتولي الخلافة بعد الظواهري أوضح د.إسماعيل :" فقد اعلن تنظيم القاعدة منذ عام ونصف تقريبا عن زعيم جديد سيعيد تشكيل هيكلة التنظيم يدعي سيف العدل المعروف “بسيف الثأر”، وأعلن التنظيم حينها أن الزعيم الجديد سيعيد التنظيم إلي درجة  توحش ما كان عليه في عهد بن لادن، لذا من المحتمل أن يتولى سيف العدل قيادة التنظيم خلفا للظواهري، خاصة بعد أن فقد التنظيم خلال العامين السابقين أهم قيادات الصف الأول".

وأضاف:"  قتل أبو محمد المصري نائب الظواهري، الذي كان من المفترض أن يخلفه في إيران في حادث إطلاق نار بطهران، واستهدف من قبله حمزة بن لادن في منطقة واقعة على الحدود بين أفغانستان وباكستان".

كما قتل مسئول الأعلام في تنظيم القاعدة حسام عبد الرءوف (المعروف بـ أبو محسن المصري) في عملية غزني في أفغانستان، وقتل أبو محمد السوداني وأبو القاسم الأردني القياديين البارزين فرع القاعدة في سوريا بغارة جوية أمريكية غرب إدلب".

وتابع قائلا :" لذا يأتي سيف العدل أهم الأسماء المرشحة بقوة لقيادة التنظيم خلفا للظواهري وفقا لآليات ترقي القيادات داخل التنظيمات المتطرفة".

وأشار الباحث فى العلوم السياسية أنه:" رغم ما يبدو عليه الوضع الدولي والأمريكي من محاربة التنظيمات الإرهابية، إلا أن مؤشرات القضاء على تلك التنظيمات أو تراجع نشاطها غير مطروحة، فقد باتت التنظيمات الإرهابية أحد الفواعل المؤثرة في المجتمع الدولي، ولن يتم القضاء عليها إلا بتفكيك الأفكار والمنطلقات التي قامت عليه لمنع تجنيد عناصر جديدة فتجفف منابع التجنيد مع الوقت، بالإضافة إلي إدخال تغيرات جذرية في آلية عمل المنظومة الدولية لمنع دعم بعض الدول لتلك التنظيمات".

تابع موقع تحيا مصر علي