عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

تسلسل زمني.. تاريخ الصراع الصيني التايواني وعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية

الصين وتايوان
الصين وتايوان

دب القلق في نفوس العالم، خشية وقوع حرب عالمية ثالثة، وذلك عقب تطور الصراع الصيني التايواني، ودخول الولايات المتحدة الأمريكية كطرفٍ ثالث على خط المواجهة بين البلدين المتصارعين، بعد قيام رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة مفاجئة إلى العاصمة التيوانية تايبيه.

زيارة مفاجئة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان

زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، أخذت منحى تصاعدي على المستوى العسكري –كما هو متوقع- حيث أعلن التلفزيون الصيني، اليوم الثلاثاء، انطلاق مقاتلات "سو – 35" تابعة للجيش الصيني باتجاه مضيق تايوان، وذلك على خلفية اقتراب ظائرة أجنبية من تايون، والتي اكتشف فيما يعد أنها كانت تقل رئيس مجلس النواب الأمريكي.

وفي أول تصريح لها، علقت نانسي بيلوسي، أن زيارتها لا تتعارض مع مبدأ الصين الواحدة، في الوقت الذي اعتبرته الصين انتهاكصا صارخا لسيادتها، ما جعل العالم يقول أن العالم بات على مشارف حرب عالمية ثالثة.

فماذا وراء الصراع الصيني التايواني، وما علاقة واشنطن بهذا الصراع؟

تاريخ الصراع بين البلدين

جوهر الصراع بين الصين وتايوان، يكمن في حقيقة أن بكين ترى تايوان مقاطعة منشقة سيعاد ضمها إلى البر الصيني في نهاية المطاف، فيما يرى التايوانيون أن لديهم أمة منفصلة سواء تم إعلان استقلالها رسميا أم لا.

ويعود تاريخ الصراع بين الصين وتايوان إلى ما بعد عام 1661 حيث كانت تايوان تدار من قبل أسرة تشينغ الصينية من 1683 إلى 1895، ومنذ القرن السابع عشر، بدأت أعداد كبيرة من المهاجرين في الوصول من الصين هربا من الاضطرابات أو ظروف المعيشة القاسية.

في عام 1895، انتصرت اليابات في الحرب الصينية – اليابانية الأولى، واضرت حكومة تسينغ إلى التنازل عن تايوان لليابان، إلا أنه بعد الحرب العالمية الثانية، استسلمت اليابان وتخلت عن السيطرة على الأراضي التي أخذتها من الصين، وبدأت جمهورية الصين، باعتبارها أحد المنتصرين في الحرب، في حكم تايوان بموافقة حلفائها، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

ولكن في السنوات القليلة التالية اندلعت حرب أهلية في الصين، وهزمت قوات ماو تسي تونغ الشيوعية قوات الزعيم آنذاك تشيانغ كاي شيك.

ووفقًا لـ BBC، فقد هرب تشيانغ وبقايا حكومة ما يعرف بـ(الكومينتانغ) إلى تايوان في عام 1949 وجعلوها مقرا للحكومة، بينما بدأ الشيوعيون المنتصرون حكم البر الرئيسي باسم جمهورية الصين الشعبية. وقد قال كلا الجانبين إنهما يمثلان الصين كلها.

وسيطرت هذه المجموعة التي يبلغ عددها 1.5 مليون شخص، على السياسة التايوانية لسنوات عديدة، على الرغم من أنها تمثل 14 في المئة فقط من تعداد سكان تايوان.

تحسن العلاقات

في الثمانينات، بدأت العلاقة تتحسن بين الصين وتايوان، وقامت الصين بطرح صيغة تعرف باسم "دولة واحدة ونظامان"، تمنح بموجبها تايوان استقلالية كبيرة إذا قبلت إعادة توحيد الصين، وقد تم إنشاء هذا النظام في هيونج لاستخدامه كعرض لإغراء التايوانيين بالعودة إلى البر الرئيسي، إلا أن تايوان رفضت العرض، لكنها حففت من القواعد الخاصة بالزيارات والاستثمار في الصين.

وفي عام 1991 أعلنت تايوان انتهاء الحرب مع جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي، وكانت هناك محادثات محدودة بين الممثلين غير الرسميين للجانبين، لكن إصرار بكين على أن حكومة جمهورية الصين التايوانية غير شرعية تسبب عدم إمكانية عقد الاجتماعات بين الحكومات.

تطور الصراع مجددا

تطور الصراع بين الصين وتايوان، بعدما انتخبت الأخيرة تشين شوي رئيسا لها عام 2000، والذي أعلن صراحة الاستقلال، وبعد عام من إعادة انتخاب تشين في عام 2004، أصدرت الصين ما يسمى بقانون مناهضة الانفصال، والذي ينص على حق الصين في استخدام "الوسائل غير السلمية" ضد تايوان إذا حاولت "الانفصال" عن الصين.

خلف تشين شوي بيان في الرئاسة ما يينغ جيو، الذي سعى بعد توليه منصبه في عام 2008، إلى تحسين العلاقات مع الصين من خلال الاتفاقيات الاقتصادية. وبعد ثماني سنوات وفي عام 2016، انتخبت الرئيسة الحالية لتايوان تساي إنغ ون. تقود تساي الحزب الديمقراطي التقدمي (DPP)، الذي يميل نحو الاستقلال الرسمي النهائي عن الصين.

وفي عام 2016، كانت هناك تعهدات من جانب الرئيس الأمريكي بأن بلاده ستزود تايوان بأسلحة دفاعية وشددت على أن أي هجوم من جانب الصين من شأنه أن يثير قلقا كبيرا.

وقد استمر الصراع بين البلدين على مدار السنوات التلية، إلى يومنا هذا، فهناك خلاف وارتباك حول ماهية تايوان، حيث تعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية تعهدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، في المقابل يرى التايوان أنها بلد ذات سيادة.

تابع موقع تحيا مصر علي