نشأت حمدي يكتب: الحاجه روحية.. هنا ساسكت قليلا احترام لكي
ADVERTISEMENT
هنا سأسكت قليلا احتراما وتقديرا لهذا الجميل"، جملة قالها المعلق الكروي علي الكعبي عن محمد الشلهوب في مباراة الهلال السعودي والريان في بطولة دوري أبطال آسيا ٢٠١٧، وقال: "هنا ساسكت قليلاً احتراماً وتقديرًا لهذا الكبير الذي لم تنجب الكرة السعودية مثله خُلقًا وفنًا".
جملة جاءت علي خاطري كي أقولها لسيدة عظيمة من قريتنا لم اعرفها من قبل ولكنها ضربت اروع المثل كنموذج بسيط للعمل الوطنى والاخلاص لزوجها وحبها لقريتها وحرصها الدائم علي المساهمة في المشروعات العامة في القرية.
تلك السيدة العظيمة هي الحاجه روحية عبدالله مصيلحي سيدة مسنة من قرية ابن العاص مركز كفر صقر ، ايقنت علم اليقين أن الزبد يذهب جفاء وأن ما يمكث في الارض ينفع الناس و"باعت جزء من الذهب الخاص بها من أجل أن تتبرع لصالح انشاء مركز شباب بقريتها كصدقة جارية علي روح زوجها ، وقتها لم تسلم تلك السيدة العظيمة من انتقادات بعض المتنطعين الذين لا يريدون المساهمة في أي عمل خيري أو يتركون من يتبرع في حاله.
تساءل هؤلاء المتنطعون وقتها مال الصدقة ومال مركز شباب يلهو فيه الاطفال واصفين مشروع مركز الشباب بانه لعب عيال لايستحق التبرع ، ولكن تناسي هؤلاء ان وجود مركز شباب سيتوافر فيه مع الوقت العديد من الخدمات التي سيحمى شباب القرية من مخاطر الإدمان يعد أن اصبحت المخدرات خطر داهم يهدد استقرار العديد من الأسر.
لم تستمتع تلك السيدة الوقورة لاحاديث المتنطعين الذي يفسدون في الارض ولا يصلحون ، وضربت اروع المثل مرة أخري بالتبرع لصالح انشاء مجمع مدارس بقريتها وأصرت ان تكون تلك الصدقة علي روح زوجها الراحل ، لتضرب مثالا جديدا في الوفاء والاخلاص لزوجها الذي فارق الحياة ولم يفارق منامها وفكرها وظلت تبحث عن أي شئ تقدمه له حتي وحدت ضالتها في التبرع لصالح مشروع يحمي الشباب ومشروع آخر ينشر العلم بين الناس.
لقد وجهت السيدة روحية مصيلحي ، رسالة قوية لجميع المتخاذلين في قريتنا الذي يكنزون الاموال ويخشون انفاقها في عمل ينفع الناس ، وستظل رمزا من رموز العمل الخيري في قرية ابن العاص وستظل سيرتها محفورة في اذهان الجميع ممن يقدرون تلك الاعمال خاصة انها تصر في كل مشروع يتم عمله في القرية علي التبرع علي روح زوجها الراحل.
في الحقيقة لم تكن الحاجه روحية وحدها هي من تبرعت في القرية لصالح انشاء مركز الشباب ومجمع المدارس ولكن هناك العديد من أهالي القرية الذين شاركوا في التبرع ولا تجد عائلة من عائلات القرية الا تبرع احد ابناءها ، وهناك قلة قليلة دائما مثل السوس الذي ينخر في الجسد ينتظر ويترقب الفشل.
في النهاية احقاقا للحق تعد المبادرة الرئاسية حياة كريمة التي اطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي صاحبة الفضل الكبير علي ما تشهده قريتنا في الآونة الاخيرة من تفاعل كبير من قبل الاهالي الذين آمنوا بحرص الدولة علي تقديم الخدمات للريف المصري وبادروا بالتبرع وظهر ذلك جليا فى سرعة إنهاء الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة للعديد من الخدمات مثل افتتاح مكتب بريد وانشاء مركز شباب وقريبا تخصيص ارض جديدة لانشاء مجمع مدارس.