النائب حسانين توفيق يكتب: "انترفيو" المدارس.. وقفة جادة
ADVERTISEMENT
تابعت بكثير من الأسى شكاوى أولياء أمور حول رفض أبنائهم من القبول فى بعض المدارس الخاصة بسبب عدم اجتيازهم لما يسمى بـ"الانترفيو" أو المقابلة الشخصية، وفي حدود علمى فإن تقليد إجراء مقابلة شخصية مع طفل لقبوله فى صفوف مدرسة بعينها؛ الهدف منه هو التأكد من أن الطفل لا يعانى خللا ما يحول دون انتظامه فى العملية التعليمية، وكذلك إطلاع الطفل على نظام المدرسة التى سيلتحق بها وتحفيزه للاجتهاد فى طلب العلم، لكن الأمر تحول إلى ممارسة تمييزية صارخة ومخالفة للقانون والدستور والحق فى التعليم والمعرفة وسط غياب تام للجهات الرقابية.
كيف يٌرفض طفل من القبول فى مدرسة ما لأن أحد والديه أو كليهما لم يحصل على مؤهل تعليمى عالى؟ وما ذنب الطفل من الأساس فى هذا؟ وكيف يصبح اشتراك الأسرة فى أحد الأندية الكبرى معيارا لقبول طفل أو رفضه من الالتحاق بالمدرسة ؟ .. للأسف كل هذا أصبح يحدث الآن فى المقابلات الشخصية، بل إننى سمعت شكوى من أحد الأهالي أن سبب رفض ابنهم هو عدم امتلاك الأسرة لشاليه فى الساحل الشمالي !!
ناهيك عن وضع اختبارات تعجيزية لطفل لا يزيد عمره عن الـ4 سنوات فى اللغة الإنجليزية وفي المعارف المختلفة وفي مهارات القراءة والكتابة والحساب، بينما الغرض الرئيسي من التحاقه بالمدرسة هو أن يكتسب هذه المهارات، فإذا كان الطفل يعرف كل هذا فلماذا يلتحق بالمدرسة من الأساس؟ ومن المهم الإشارة أيضا إلى أن هذا الانترفيو تحول إلى وسيلة لجني الأموال من أولياء الأمور بدون وجه حق وأصبح ثمن استمارة المقابلة الشخصية يقدر بآلاف ولا يسترد فى حال عدم قبول الطفل ولا تخصم من المصاريف حال قبوله فى أغلب المدارس.
النائب حسانين توفيق يكتب: "انترفيو" المدارس.. وقفة جادة
وللأسف فإن كل هذا يحدث فى دولة ينص دستورها على أن التعليم حق لكل مواطن وأنه مجانى.. هذا الإجراء المخالف للقانون والدستور والذى لا يوجد له أى سند قانونى فى جميع قوانين العالم هو أمر آن له أن ينتهى، ولهذا فقد تقدمت باقتراح برغبة داخل مجلس الشيوخ لوزارة التربية والتعليم بإعداد نموذج استرشادى للمقابلة الشخصية يحدد الهدف منها والمعايير التى يتم قبول الطالب بناء عليها والمدرسة التى تخالف هذا النموذج تعد مخالفة ويستوجب مساءلتها إداريا وقانونيا.
جوجل نيوز
تطبيق نبض
