في 136 يوم.. كيف استعاد فيريرا مدرسة الفن والهندسة من جديد؟.. «بن شرقي أكبر دليل»
ADVERTISEMENT
عانى نادي الزمالك، في فترات كثيرة من عدم الاستقرار الإداري والفني، حيث رحل عن تدريبه الفرنسي باتريس كارتيرون، في مارس الماضي، لتدريب فريق الاتفاق السعودي، واضطر النادي للتعاقد مع من واحد ممن لهم تجربة سابقة مع الفريق وهو البرتغالي جوسفالدو فيريرا.
تحيا مصر
تدريب فيريرا للزمالك
قُوبل خبر انضمام فيريرا من جديد، للقلعة البيضاء، بالسخرية الشديدة من جانب البعض، فيما تفائل البعض الآخر، بانضمام واحد من أصحاب الخبرات الكبيرة في عالم التدريب، وأحد المدربين التاريخيين للنادي الأبيض، والذي تمكن من إعادة هيبته في عام 2015، عندما نجح رفقة مجموعة من لاعبي الفريق في ذلك الوقت ، بالتتويج بلقبي الدوري المصري، ولقب كأس مصر، على حساب النادي الأهلي، في موسم حُفر في ذاكرة الجماهير البيضاء.
كيف حول فيريرا الصعب لـ ممكن مع نادي الزمالك
حاول فيريرا، عقب توليه المهمة في مارس الماضي، في لم الأوراق، وإعادة ترتيب الحسابات، والعمل على الأسباب التي أدت لتراجع شكل ونتائج الفريق في بطولة الدوري، وكذلك في بطولة دوري أبطال إفريقيا، التي ودعها الفريق الأبيض من دور المجموعات.
كي يتمكن البرتغالي، من العمل داخل نادي الزمالك بشكل يجعله قادر على تصحيح الأوضاع، اتخذ منه مجهود وتفكير، فأولى الخطوات كانت، إبعاد اللاعبين المحسوبين على قائمة الزمالك، والعمل على عودة نجوم الفريق لمستواهم المعهود، ومن ثم البدء من جديد مع فريق يشوبه بعض لتخطبات الإدارية ، وقوام يحتاج لإعادة هيكلة.
صرامة وعناد وقوة شخصية البروفوسير، جعلته الرجل الأول في صفوف الفريق الأبيض، فهو من أبعد اللاعبين أصحاب المستويات المتوسطة في النادي، إضافة إلى تلميع بعض الناشئين مثل ( يوسف أسامة نبيه، سيف فاروق جعفر، سيد عبدالله نيمار)، والاعتماد بشكل أساسي مع لاعب ذو إمكانيات كبيرة مثل إمام عاشور، وقدرته في تحويل وجهة أشرف بن شرقي، من لاعب موظف يؤدي مهمته حتى ينتهي تعاقده، إلى لاعب مؤثر بدرجة أولى في نتائج الفريق خلال الفترة الأخيرة.
الزمالك رفقة فيريرا، أصبح منافس قوي على بطولة الدوري، بعدما كان مشجعوه يمنون النفس بالوصول إلى مركز يؤهلهم إلى بطولة دوري الأبطال.
زمالك فيريرا، تحول إلى أشرس الأندية في بطولة الدوري، ولم يفقد في وجوده سوى 12 نقطة، في ظل نزيف النقاط الذي يتعرض له الأندية المنافسة لـ الأبيض على البطولة.
الفريق الذي أعاد شمله المخضرم البرتغالي، بات صاحب الترشيحات الأقوى لنيل بطولة كأس مصر، في الملحمة المرتقبة بين الكبيرين الأهلي والزمالك، في نهائي البطولة الأعرق في تاريخ الكرة المصرية، يوم الخميس المقبل.
فيريرا يغير قناعات الجمهور حول التجديد لـ بن شرقي
فيريرا، حول قناعات الجمهور حول اللاعب المغربي أشرف بن شرقي، فبعد أن اقتنع الجمهور بأن هذا الوقت المثالي لرحيل بن شرقي عن قلعة الزمالك، بعد تراجع مستواه مع الفريق، أعاد الجمهور التفكير في هذا القرار، وذلك بعد 30 يوم فقط من التعاقد مع فيريرا، والذي تمكن من إعادة مستوى اللاعب إلى ما كان متعارف عليه من اللاعب في الكثير من الفترات.
وأصبح التجديد لـ المغربي، هو أكثر مطالب القلعة البيضاء خلال الفترة الماضية، ويرجع ذلك لـ البروفوسير فيريرا، الذي جدد النشاط لدى اللاعب وعمل على تطوير أداءه من جديد مع النادي.
ما فعله البروفوسير البرتغالي، في القلعة البيضاء خلال الفترة التي تُعد على الأظافر، أشبه إلى المعجزة الكروية، فافيريرا تولى المهمة منذ قرابة الـ 129 يوم، ولكن ما فعله كان يحتاج إلى أشهر كثيرة حتى يُظهر شكل الفريق بالحالة التي عليها الآن.
صعوبات واجهها فيريرا في الزمالك
في نهاية التقرير، دعونا أرصد لكم، ما وجده فيريرا، من عراكيل في طريقه، كي يحول الفريق لهذا الشكل:
_ وجد فيريرا، فريق يخرج من دوري الأبطال بمحصلة 3 أو 4 نقاط في جعبته، بعدما تعادل أمام أضعف أندية البطولة، وتعرض لخسارة مهينة ذهاباً إياباً، أمام فريق الوداد المغربي.
_ وجد العجوز، فريق يتعرض لخسارة قاسية بخماسبة أمام النادي الأهلي، في مباراة الجولة الثالثة من بطولة الدوري.
_ فيريرا، وجد فريق قوامه الأساسي لاعبين مفترض ألا يكونوا في حسابات النادي، لكنه اضطر لتوظيفهم وخلق حالة من الروح والانسجام بين اللاعبين، وجعلعهم قادرين على المنافسة بل جعلهم الأقرب لحصد البطولات.
_ فريق الزمالك، متوقف من قيد لاعبين جدد في الفريق بسبب قرار الفيفا، ولم يتمكن صاحب الـ 76 عام من بث دماء جديدة للفريق الأبيض، لكنه تعامل مع الموقف بخبرة السنين، وبذكائه المعهود، وثباته وقوة شخصيته.
كل تلك الأمور، تجعل فيريرا، صاحب الفضل الوحيد، فيما وصل إليه فريق الزمالك إلى الآن، فأي شخص سيجد كل تلك الأزمات والتخبطات داخل فريق بعينه، بالطبع سيكون الرفض هو النتيجة الوحيدة لشخص عقلاني يرفض خوض التحديات، ولكن هذا فيريرا، ليس بهذه الأشخاص، فهو من مناصري جعل المستحيل ممكناً، وقلب موازين المنطق، و خوض التحديات العبة، والنتيجة بالتأكيد ستكون في صفه بالأخير.