«تفاؤل واسع وتوافق تاريخي» .. ارتياح يسود الشارع المصري عقب انطلاق أولى جولات الحوار الوطني
ADVERTISEMENT
فعاليات جادة تضمن نتائج ومنجزات سريعة بضمان علم الوصول إلى "الرئيس عبدالفتاح السيسي"
قامات واطنية تنخرط في طرح أبرز قضايا الساعة الحساسة حول الحبس الاحتياطي والحريات الإعلامية
أدوار جبارة للأمانة الفنية للحوار ودعم لوجيستي مطلق والتزام حيادي من الأكاديمية الوطنية للتدريب
حالة من التفاؤل الواسع بين الأوساط السياسية والشعبية والرسمية بأول المحطات التي عبر منها الحوار الوطني، في حضور مشرف لأعضاء مجلس أمناءه، وجهد جبار لمنسقه العام ضياء رشوان، وبصمة معتادة من التميز للمستشار محمود فوزي، واستضافة كريمة من الأكاديمية الوطنية للتدريب.
يرصد تحيا مصر العديد من الكواليس والمفارقات واللقطات النوعية الخاصة بالحوار الوطني، حيث اتسمت الوقائع التي امتدت من الواحدة ظهرا وحتى التاسعة مساءا، بالتلقائية الشديدة، والوضوح والصراحة التامة، والتعامل المرن بين جميع الأطراف مع وسائل الإعلام والصحافة، والرغبة الجادة في تنفيذ التوجيهات التي أطلقها الرئيس والزعيم عبدالفتاح السيسي.
نوايا جماعية حقيقية نحو حوار جاد يلمس الشارع آثاره سريعا
جاء أبرز ما رصده تحيا مصر وأكد عليه المنسق العام ونقيب الصحفيين ضياء رشوان، هو أن هناك تكليف وتوجيه رئاسي، بأن تكون مخرجات ومنجزات الحوار الوطني متسمة بـ"السرعة" والوتيرة المكثفة التي تضمن أن يشعر رجل الشارع العادي بالتحسن والتقدم الملموس، الذي يأتي من المقترحات البراقة في الاتجاهات التشريعية والتنفيذية والخدمية.
تمكن المنسق العام للحوار الوطني من إيصال الرسائل المستهدفة ببراعة تامة، حيث قال نحن هنا جزء كبير من تحالف 30 يونيو، وإعادة اللحمة الوطنية لقوى تحالف 30 يونيو، هذا الشعب ليس منقسما أبدا، نحتاج الأفكار والمقترحات حول أولويات العمل الوطني، نحتاج مقترحات تشريعية وتنفيذية، كل ماسيدور على تلك المائدة سيأخذ حقه في المناقشة والبلورة، ولن يستبعد رأي واحد، لن يكون هناك تصويت على استبعاد أحد إلا من تورطوا في ارتكاب أو التحريض على القتال.
وجاء الحراك مبكرا في الحوار الوطني، حيث احدث النائب أحمد الشرقاوي سجالا بناءا، رد علهي المنسق العام للحوار الوطني ضياء رشوان، إن أعضاء مجلس الأمناء للحوار ومنسقه العام وجميع الأطراف المشاركة فيه لن تخفي أي شئ عن الرأي العام، وأن ما أجرته الأمانة الفنية من تصنيف للمقترحات الواردة عليها تقوم بعرضه بمنتهى الشفافية على الرأي العام.
جاء ذلك في معرض رده على النائب أحمد الشرقاوي، حيث قال رشوان: هناك أكثر من اقتراح متعلق بلائحة تنظيمية تحدد بوضوح ودقة صلاحيات مجلس الأمناء، مضيف: هذا الحوار بلاسقف، وهو أشبه مايكون بـ"روشتات مكتوبة"، والخبراء وكل من لهم رآي سيشكلوا قوام إيجاد الحلول.
حوار وطني حقيقي يختلف كليا عن أية فعاليات للم الشمل السياسي في التاريخ
وصف المنسق العام ضياء رشوان ماشهده الحوار الوطني اليوم، بأنه اليوم الأكثر توافقا بين ألوان الطيف السياسي منذ العام 1952، أي في تاريخ مصر الحديث، وهي الحقيقة التي لا لبس فيها، حيث حضور شامل ومتنوع لقامات وطنية بحجم رشا راغب و عبدالعظيم حماد وجودة عبدالخالق ومحمد سلماوي وغيرهم، وقد أكد الجميع على أن الاتفاق هو سيد الموقف، وأن الوطن في لحظة احتياج ماس للعبور إلى الجمهورية الجديدة.
الجهد الجبار الذي بذله رئيس الأمانة الفنية المستشار محمود فوزي، ساعد دون شك في رأي الصدع بين أي من القوى السياسية، عبر استعراضه لأرقام وإحصاءات تظهر حجم العرس الديمقراطي الذي تشهده البلاد الآن، حيث قال رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني المستشار محمود فوزي: دورنا فني ومحايد تماما، منذ إطلاق الدعوة لإجراء الحوار الوطني لمسنا جهد غير طبيعي للأكاديمية الوطنية للتدريب، تلقينا 15 الف ورقة من المقترحات، قمنا بتجميعها وتلخيصها جيدا.
جهود الأكاديمية الوطنية للتدريب ومساعي المستشار فوزي برهنت على وجود رغبة قوية وملحة من الجميع للجلوس على طاولة نقاش واحدة، هو مايعززه إمكانات جبارة، حيث قال المستشار فوزي: لدينا فريق إعلامي قوي جدا ويتابع كل ردود الأفعال، المستهدف هو جميع قوى المجتمع دون استبعاد لأحد إلا لمن استبعد نفسه، النخبة السياسية وأعضاء النواب والشيوخ والاتحادات وممثلى الأزهر والكنيسة ممثلي المحافظات الحدودية، العمال والفلاحين والإعلاميين، الكل تقدم بمقترحات.
روشتة إصلاح مكتوبة في كافة المجالات من أجل العبور نحو الجمهورية الجديدة
أظهرت اجتماعات مجلس أمناء الحوار الوطني التي أمتدت لساعات طويلة، وجود "كنز حقيقي" للدولة المصرية، متمثل في ثروتها من الخبراء والمتخصصين، حيث قال الكاتب محمد سلماوي عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أريد التأكيد على مشروعية هذا الحوار، بمجرد ان رئيس الجمهورية المنتخب المسؤول الأول يدعو للحوار فهي شرعية تستكمل بمشاركة واسعة من الجماهير، ولا أرى مرجعية أخرى لهذا الحوار سوى بدستور 2014.
وتطرق إلى أحد اكثر الملفات الحساسة قائلا: هناك من لايؤمنون بالدولة المدنية الحديثة، لذا فالمرجعية هنا يجب أن تكون الدستور، وهناك محور أساسي وهو "القوى الناعمة" التي تتعلق بهوية الوطن وتاريخه ورؤيته للمستقبل، يجب تعزيز الثقافة والتعليم والآداب والفلسفة والفكر وكل تلك الجوانب التي تصنع هوية الأمة وطريقتها لعلاج مشكلاتها.
وقد ساد ارتياح شديد في الشارع المصري، نظرا لما وجدوه اليوم من أن الحضور ينقلون نبض الشارع، حيث قال الباحث عمرو هاشم ربيع إنه يجب توجيه الشكر لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وما تلمسته في كل ماقيل ان هناك درجة ما من الاختلاف بين المتحدثين، لايوجد شرخ حتى الان ولكن تساؤلات حول أمور فنية واختصاصات، وأثمن ماذكره نجاد البرعي من أن السياسة هي الأساس في هذا الحوار.
وتابع ضمن إطلاله الشاملة في مستهل الحوار الوطني، أنه قد قدمت الأمانة الفنية أرقاما وإحصاءات معتبرة ولها دلالات، مصر تجاوزت معدلات كثيرة في سياق النقل والكباري وغيرها، ولكن لايزال هناك مشكلات في الاستثمار، وأصل تلك المسألة سياسي، بسبب مخاوف المستثمرين من بعض مايتعلق بالشأن السياسي وما له من انعكاسات اقتصادية.
وواصل: نريد خبراء في المحليات يكونوا معنا بشكل عاجل، ونحتاج خبراء مصريين من الخارج أيضاً لهم قدر من الخبرة والكفاءة، ومسألة الإفراج عن المحبوسين يجب أن تأخذ في الاعتبار بشكل أساسي وهذا الملف يحتاج وقفة حقيقية قبل الحوار، ونحتاج فيها تعديل تشريعي، فما هي جدوى الحوار طالما أنه يتم القبض عليهم عقب إطلاق الحوار الوطني.
ويترقب الشارع المصري بشغف باقي فصول الحوار الوطني، وسط تفاؤل واسع بأن قادم المحطات من هذا الحوار، سوف تمثل انفراجة إعلامية وحقوقية واقتصادية وسياسية واسعة في البلاد، وأنه في وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي واهتمامه الدائم بتقوية أواصر الدولة المصرية، سيتمكن الوطن والمواطن من العبور السلس والسريع نحو الجمهورية الجديدة.