عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

"توحيد الصف العربي".. التقارب المصري القطري كصفحة جديدة في تاريخ الأمة العربية

تحيا مصر

الرئيس السيسي يبعث برسائل الأخوة والتقدير لأمير قطر.. والدوحة تقر بالدور التاريخي للدولة المصرية العريقة

دفع العمل العربي المشترك كمبدأ ونهج استراتيجي راسخ للسياسة المصرية

 

 

عقب العديد من منحنيات الصعود والهبوط في طبيعة العلاقات المصرية القطرية، جاءت زيارة الأمير القطري تميم بن حمد لتؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات المتينة بين القاهرة والدوحة، في ظل إرادة مصرية يجسدها الرئيس عبدالفتاح السيسي نحو تقوية أواصر الصف العربي وتوحيد الرؤي والمواقف حيال التحديات التي تفرضها المستجدات العالمية.

التقارب المصري القطري كضمانة لمواجهة التغيرات العالمية والإقليمية

 

 

يرصد تحيا مصر في تقريره التالي الكيفية التي أصبحت معها حالة التقارب المصري القطري ومشهد العناق بين الأخوة، وطي صفحات الماضي القلق والتطلع للمستقبل المشرق، باعث إيجابي يصب تماما في صالح مواجهة أية مستجدات ضج بها مسرح الأحداث العالمي بسبب تداعيات جائحة كورونا وآثار الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تتطلب توحد المنطقة وتضافر الجهود وبحث سبل تنمية العلاقات بما يعزز من مسار مواجهتها.

تحيا مصر

يمنح توقيت الزيارة أهمية خاصة لأبعادها في ظل ما تواجهه المنطقة العربية من تحديات، وهو مايتطلب رأب الصدع العربي على الدوام وتقوية الصف وتحقيق حالة من التجانس والتفاهم حول القضايا الكبرى، خاصة حيال الملفات ذات الاهتمام المشترك على الصعيديّن الإقليمي والدولي، ومع النظر إلى مشهد توافد أرفع القيادات الحاكمة في السعودية وقطر والبحرين، فإننا حينها نكون بصدد تحقيق ما تصبو إليه الشعوب العربية من تطلعات نحو تعزيز الأمن والاستقرار ودفع عجلة التنمية والتصدي للتدخلات الخارجية الضارة بالأمن القومي العربي، دون إغفال جانب تقوية الركائز والدعائم الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين تلك القوى العربية.

وتأتي الزيارة في حد ذاتها إلى جانب مكتسبات توحيد الرؤية والصف، كدليل نجاح حقيقي وعملي على نجاح المصالحة  التي تمت خلال قمة العلا بالسعودية من العام الماضي والتي أنهت ثلاث سنوات من القطيعة الدبلوماسية والاقتصادية بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية، لنخطو نخو مرحلة جديدة يجني فيها الجميع بشكل مشترك ثمار التفاهم وتذويب الخلافات.

ترحيب مصري يعكس تطور العلاقات نحو تعزيز مصلحة البلدين

 

 

كلمات صادقة وتحتشد بدلالات الترحاب الصادق أبداها الرئيس والزعيم  عبدالفتاح السيسي لأخيه الأمير القطري الذي حل ضيفاً كريماً على مصر، مهنئاً إياه بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم في دولة قطر، ومؤكداً أن هذه الزيارة تجسد ما تشهده العلاقات المصرية ـ القطرية من تقدم، وترسخ لمسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة القادمة، حيث تملك اللحظة الراهنة خصوصية تفرضها التحديات الإقليمية سريعة التطور، والتي تتطلب إعلاء مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، واستثمار النوايا الصادقة المتبادلة بين الجانبين.

التقدير جاء متبادلا، والاعتزاز باديا على القيادة القطرية التي تلقفت الرسائل المصرية الواضحة، حيث تقدم الأمير تميم بن حمد بالشكر لأخيه الرئيس السيسي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متقدماً بالتهنئة إلى الرئيس بمناسبة قرب الاحتفال بذكرى ثورة ٣٠ يونيو، ومعرباً عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعباً، وقد جاءت الرسائل القطرية في اتجاهها الصحيح، حينما أشار الأمير تميم بن حمد إلى الدور المحوري للقاهرة في خدمة القضايا العربية وجهودها لتعزيز التضامن العربي على كافة الأصعدة، وما تسعى مصر من ترسيخه وتعزيزه من سياسة رصينة بقيادة الرئيس السيسي على جميع الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية.

منطلقات القرار الوطني المصري وتوحيد الصف العربي

تغلف منطلقات العمل والقرار الاستراتيجي المصري حرصا بالغا على الأشقاء العرب عموما دون تفرقة أو إقصاء، فمنذ شهور وتعمل القاهرة على جبهات مختلفة وبالوقوف على مسافة واحدة من الجميع وذلك بهدف تحقيق حالة من التعاون المتكامل المثمر من أجل الخير والبناء والتنمية ودعم التضامن العربي، وهو ما اعتمده الرئيس عبدالفتاح السيسي كفلسفة حاكمة ونهج استراتيجي راسخ للسياسة المصرية في التعامل مع باقي الأخوة العرب.

ولم يكن اللقاء الذي جرى في يونيو ٢٠٢٢ الجاري حلقة منفصلة عن سياقات السياسة الخارجية المصرية مؤخرا، حيث سبق وفي أغسطس 2021 أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، محادثات في بغداد مع أمير قطر على هامش قمة التعاون والشراكة في بغداد، اعقبها فى مارس ٢٠٢٢ استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير خارجية دولة قطر، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

 

 

لنكون في الأخير أمام مشهد تتجلى فيه رغبة مصرية صادقة نحو توحيد الصف العربي وتشكيل جبهة عربية موحدة قادرة على تجاوز كافة التحديات النوعية التي فرضتها الظروف الطارئة العالمية، لتنطلق الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي نحو آفاق أرحب وأكثر نماءا واستقرارا على الصعيد الخارجي.

 

تابع موقع تحيا مصر علي