النائب حسانين توفيق يكتب: أين مجانية التعليم من قصة الأولى على الإعدادية فى البحيرة؟
ADVERTISEMENT
قصة "علا رفعت" الأولى على الشهادة الإعدادية فى البحيرة والتى أعلنت أنها ستلتحق بمدرسة التمريض الثانوية بسبب عدم قدرة أسرتها المادية على مصاريف الثانوى العام، ثم تدخلت إحدى المؤسسات الخيرية وتكفلت بنفقات مصاريف دراستها الثانوية.. قصة مؤلمة وموجعة وكاشفة لأوضاع التعليم فى مصر، إذ كيف يحدث هذا فى بلد ينص الدستور فيه على أن الدولة تكفل مجانية التعليم بمراحله المختلفة فى مؤسسات الدولة التعليمية؟ هل تحولت مجانية التعليم التي هى إرث تاريخى للجمهورية المصرية منذ قيامها فى يوليو 1952 إلى مجرد نص دستورى لا ظل له من الواقع إلى الحد الذى تضطر معه طالبة متفوقة حازت المركز الأول على الشهادة الإعدادية إلى إعلان تخليها عن حلمها التعليمى بسبب الفقر وضيق الحال ؟
تحيا مصر
كلام ابنتنا إذا أنزلناه على الواقع العملى سندرك أنها تتحدث عن المصاريف الباهظة التى تتكبدها الأسر المصرية على الدروس الخصوصية فى المرحلة الثانوية، حيث أشارت دراسة صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى أكتوبر من العام الماضى، أن الأسر المصرية أنفقت ما يزيد عن ال136 مليار جنيه على الدروس الخصوصية فى مختلف المراحل التعليمية، وبالتأكيد كان للمرحلة الثانوية نصيب الأسد من هذا المبلغ الضخم الذى يكفى لبناء مئات المدارس وآلاف الفصول الدراسية وحل كثير من مشاكل التعليم فى مصر.
المشكلة الحقيقية التى طالما تحدثنا عنها هى النقص الحاد فى أعداد المدرسين وغياب دور المدرسة التعليمى خلال المرحلة الثانوية بطريقة تجبر الطالب على اللجوء للدروس الخصوصية حتى لو كان غير قادر من الناحية المادية، نظرا لأنه لايمكنه الاعتماد على المدرسة ومدرس الفصل كما كان يحدث فى الماضى.
ربما كان التطور التكنولوجى حلا لبعض الطلاب الذين يريدون الاعتماد على أنفسهم فأصبح بإمكانهم الاعتماد على المواقع التعليمية المختلفة عبر شبكة الإنترنت والتطبيقات التعليمية المختلفة، بالإضافة إلى الكتب الخارجية والمذكرات، لكن حتى هذا مكلفا ويحتاج إلى كثير من النفقات التى لا تقوى عليها بعض الأسر. النائب حسانين توفيق يكتب: أين مجانية التعليم من قصة الأولى على الإعدادية فى البحيرة؟
الحل باختصار هو عودة دور المدرسة لقيادة العملية التعليمية وعودة المدرس والطلاب إلى الفصل باعتباره المكان الوحيد لتلقي العلم ولو حدث هذا لما اضطرت علا أو غيرها إلى التخلى عن أحلامهم ولما حرمنا الوطن من مشاريع نوابغ سنستفيد بمجهودهم حتما فى الغد القريب.