رد الجميل.. مصري يمتلك ناطحات سحاب يكرم معلمه بعد 30 عاما من البحث عنه
ADVERTISEMENT
لم يتخيل الأستاذ عثمان عبد المحسن، مدرس الرياضيات على المعاش، حين رفع سماعة الهاتف فى منزله بالمنصورة، أن هناك شخصا ظل لسنوات طويلة يبحث عنه سيتصل به، لا لشيء سوى لرد جميل قدمه له منذ 30 عاما!، وأنه سيرد هذا الجميل بعد كل هذه الأعوام فى شكل لم يكن يخطر على باله يوما ما، فإسمه سيصبح مدونًا على الدور الأول بأعلى ناطحة سحاب فى العاصمة الإدارية الجديدة بعد البرج الأيقوني، كما أن هناك جائزة سنوية ستطلق باسمه تمنح للمعلم المثالي فى محافظة الدقهلية.
الحكاية بدأت قبل 30 عاما فى مدرسة قرية منشأة عبد الرحمن بالمنصورة، حيث كان يقضي عمله كما اعتاد دائما، إلا أنه لاحظ أن هناك طالب يعشق الرياضيات ولديه شغف كبير بها، على خلاف الكثير من طلاب فصله، كان اسم هذا الطالب هو "محمد طاهر"، وبدأ هذا الاستاذ يبدي اهتماما مضاعفا بهذا الطالب الذى رأي فيه شخصا يعشق الرياضيات بشكل لم يسبق له مثيل، لدرجة أنه كان يخوض به التحديات فى المسابقات الطلابية، ويصطحبه معه خصيصا ليطوف به مدارس المنصورة، متحديا بهذا الطالب وقائلا: "أتحدى أي طالب فى الرياضيات بهذا الطالب".
هذه الحالة من التكامل بين المعلم والطالب فى عشق الرياضيات، خلقت حلما آخر، أن يكون الطالب "محمد طاهر" مهندسا فى يوم من الأيام.
ومرت الأيام، وكعادة الحياة افترق الجميع ومضى فى طريقه، أسس محمد طاهر شركته الخاصة، والتى بدأت مؤخرا بناء أعلى ناطحة سحاب فى العاصمة الإدارية بعد البرج الأيقوني، والذى يبلغ ارتفاعه 51 دورا، وفى لحظة النجاح هذه، كان أول من تذكره طاهر هو معلمه وأستاذه، ليبدأ رحلة البحث عنه، ترى أين استاذي عثمان عبد المحسن قنديل؟، ماذا يفعل الآن، خاصة أن طاهر قد غادر منشأة عبد الرحمن فى وقت مبكر من صباه.
وبعد بحث طويلة، ومحاولات لإعادة الصلات التى انقطعت، عثر طاهر على أحدهم ليخبره بأن الاستاذ عثمان مازال حيا يرزق، وأنه حاليا على المعاش ليتصل به، وتكون بينهما مكالمة مليئة بالعواطف والذكريات، ووجه طاهر دعوة للأستاذ عثمان ليزور مقر شركته، ويرى النجاحات التى حققها.
وبالفعل لبى الأستاذ الدعوة، ليجد تلميذه الذى تحدى به الجميع فى الرياضيات قد أصبح رئيسا لمجلس إدارة شركة، تبني إتنين من أكبر ناطحات السحاب في افريقيا علي أرض العاصمة الإدارية الجديدة.
يقول طاهر فى تصريحات خاصة:" كان مصدق فى حلمى جدا، رغم إنى كنت بحب كرة القدم وبروح اتفرج على ماتشات الكورة واسيب الدراسة، كان يقف ويقول "محمد طاهر ده .. أشطر واحد في الحساب في المنصورة كلها ".
ويستكمل طاهر: "طوال الوقت فضل هذا المعلم الجليل فى ذهني وذاكرتي، لأنه علمنى يعنى إيه أرقام وحسابات ورياضيات، وفتح لى أول باب الشغف بعالم الهندسة والتصميمات من صغري، والأهم إنه إتحدى بيا الكل، عشان كده هو أول واحد بييجي في بالى لما باخد خطوة كبيرة ناحية تحقيق حلمي، وبقي كل تفكيري ازاي أرد له الجميل ؟!".
وبالفعل التقى المعلم وتلميذه بعد فراق دام أكثر من 30 عاما، لتنهال الدموع من عينيهما، ويتبادلان العناق والذكريات، ليخبر طاهر معلمه كيف قرر أن يرد الجميل لأستاذه الجليل، فقد قرر أن يطلق اسم "عثمان عبد المحسن قنديل"، على الدور الأول فى "نايل بيزنس سيتي تاور" أكبر مدينة رأسية في إفريقيا التى بتبنيها شركة "النيل للتطوير العقارى".
يقول طاهر عن سبب اختياره هذه التسمية: "عملت ده عشان كل ما أشوف الإسم ده، وكل ما حد يشوف الإسم ده ، يعرف إن الوفاء فضيلة هتفضل عايشة ليوم الدين، وعشان تبقى القصة دى نموذج نعرف منه إن كلمة تشجيع واحدة ممكن تكون طريق للسحاب، وإيمانك بشخص، هو أول طريق نجاحه".
مصري يمتلك ناطحات سحاب بحث عن معلمه بعد ٣٠ عاما ليرد له الجميل
أيضا قرر محمد طاهر أن يتبرع بجائزة تقدم كل عام للمدرس المثالي فى محافظة الدقهلية، على أن يكون اسم هذه المنحة هو جائزة المعلم "عثمان عبد المحسن قنديل" للمعلم المثالي.
واختتم طاهر تصريحاته الخاصة بقوله: "شكرا أستاذى، شكرا أستاذ عثمان عبد المحسن قنديل أعظم مدرس حساب ورياضيات في الدنيا، شكرا على إيمانك بيا، ويارب تكون دلوقتي فخور بتلميذك"