النائب حسانين توفيق يكتب: التعليم الأجنبى فى مصر يحتاج إلى وقفة

قبل أيام تعطل السيستم الخاص بامتحانات الدبلومة الأمريكية لأسباب تقنية وتم تأجيل الامتحانات، وقبلها كانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت أن امتحانات الثانوية العامة لهذا العام ستجرى ورقيا، بما يشير إلى أن الأزمة الخاصة بالبنية التكنولوجية لمنظومة التعليم لازالت قائمة ولم نتمكن من التغلب عليها حتى الآن، وإن كنت أعتقد أن مشروع حياة كريمة بما يتضمنه من تحديث هائل للخدمات فى جميع أنحاء الجمهورية سيمثل حلا ناجعا للمشاكل التكنولوجية المتعلقة بالتعليم.

تحيا مصر

لكن من ناحية أخرى لفت انتباهى تعليق السيد طارق شوقى وزير التربية والتعليم على ما حدث فى امتحانات الدبلومة الأمريكية، حين قال إن وزارته لا علاقة لها بهذه الامتحانات لأنها تحت إدارة مؤسسة أجنبية وأن الوزارة لا علاقة لها بهذه المنصات أو الامتحانات الدولية. قد يكون كلام السيد الوزير صحيحا من الناحية العملية لكن المسؤولية السياسية لوزارة التربية والتعليم تشمل كل أنواع التعليم فى مصر سواء كان مصريا أو أجنبيا لأنها الجهة المشرفة وهى التى توافق أو ترفض ابتداءا على دخول هذا النظام التعليمى مصر أو عدم دخوله.

هذه الواقعة وغيرها تؤكد حاجتنا لإعادة النظر فى التعليم الأجنبى داخل مصر ومدى ملاءمته لمعايير الجودة التعليمية وحجم الإضافة الذى يقدمه للعملية التعليمية، فلا أتصور أن نسمح بمجموعة من الشهادات لا تمثل إضافة حقيقية للتعليم فى مصر ولا يستفيد منها  سوى سماسرة الدرجات وبائعى الوهم والنصابين لمن يقدر على دفع المال وشراء الشهادة، ويحدث هذا بينما تشهد العملية التعليمية فى مصر ثورة تحديث هائلة يشهد به القاصى والداني، لذا ليس مقبولا أبدا أن تكون الشهادات الأجنبية بابا خلفيا للفساد ولشراء الشهادات بالمال فى غياب من رقابة وزارة التربية والتعليم.

النائب حسانين توفيق يكتب: التعليم الأجنبى فى مصر يحتاج إلى وقفة 

الأمر يحتاج إلى وقفة حقيقية وتنقية وفرز لكل أشكال التعليم لنحتفظ فقط بما يفيدنا ويفيد التعليم فى بلادنا ونلفظ ما ليس له لزوم أو داعى، لاسيما أننى أعتقد أن أحد معايير نجاح أى نظام تعليمى هو قدرته على ضم القدر الأكبر من الطلاب فى هذا البلد تحت مظلته.