كيف تهدد الهجمات السيبرانية أمننا الغذائى؟
ADVERTISEMENT
قبل أيام قرأت تقريرا خطيرا صادرا عن جامعة "كامبريدج"، يشير إلى أن هناك قلق عميق لدى دول العالم الكبرى من أن "قرصنة إلكترونية" قد يتم شنها لإحداث مجاعة فى بلد ما، عبر قرصنة الميكنة الزراعية الإلكترونية التى باتت اليوم تستخدم على نطاق واسع فى الغرب، وذلك في أجهزة رش المحاصيل الآلية، والطائرات بدون طيار، والحاصدات الآلية.
تحيا مصر
فالشركات الغربية الآن لديها ماكينات زراعية تستخدم التكنولوجيا الحديثة وتوفر اليد العاملة، وهو ما يجعلها تشعر بقلق عميق من أن عملية قرصنة ضخمة قد تقوم ضد هذه الآلات، لتدمرها، أو تعيقها عن العمل، أو حتى تحويلها لآلة شريرة تدمر المحاصيل.
هم لا يتكلمون عن "مجرد مخاوف" فقد حدث هذا بالفعل، ففى العام الماضي دفعت شركة JBS إحدى أكبر شركات تصنيع اللحوم فى العالم 11 مليون دولار لقراصنة كي يعيدوا ماكيناتها إلى العمل بعد أن اخترقوها وأوقفوها.
والشركة الزراعية الأمريكية الشهيرة AGCO تعرضت هذا الشهر لهجوم إلكتروني أثر على إنتاجها.. بل إن الحكومة البريطانية تتواصل مع شركة ضخمة فى مجال أمن المعلومات لتأمين "الميكنة الزراعية المتطورة"، وقالوا بالحرف الواحد إن قرصنة أسطول من الجرارات - على سبيل المثال - بشكل مفاجئ سيمكن القراصنة من التأثير على إنتاجية مناطق كاملة فى بريطانيا من المحاصيل.
النائب حسانين توفيق يكتب: كيف تهدد الهجمات السيبرانية أمننا الغذائى؟
وليس خافيا على أحد اليوم، أن الهجمات الإلكترونية أصبحت الآن تتم برعاية "دول" تحارب بعضها بعضا بهذه الطريقة المؤثرة والموجعة. ربما نحن فى مصر لم ندخل بعد مجال "الميكنة الزراعية الإلكترونية" بشكل كامل، وليس لدينا الكثير من الآلات الزراعية التى تعمل عن بعد بأنظمة رقمية متطورة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، وغيرها من الأنظمة الإلكترونية، لكن ذلك لن يطول بطبيعة الحال، فالتكنولوجيا علمتنا أنها تفرض نفسها على العالم كله عاجلا أم آجلا.
لذا فإن تعزيز "الأمن السيبراني" هام للغاية، بل وأحيانا يسبق فى أهميته تواجد التكنولوجيا نفسه، فعندما تقوم بتدشين بناء ضخم، فإن أول ما تشيده فيه فى الغالب هو السور حول موقع هذا البناء لحمايته.
وأنا كأحد المنتمين لمجال تكنولوجيا المعلومات، واثق أن الدولة المصرية منتبهة كل الانتباه لمسألة "الأمن السيبراني" فى كافة القطاعات، ولكن من المهم أن يعزز هذا الاهتمام إطارا تشريعيا حاكما لحماية الفضاء المعلوماتى والأمن السيبرانى فى مصر، وهو المنتظر أن يكون الخطوة التشريعية المقبلة فى هذا المجال، وأن يسبق ذلك النهوض بالوعى المجتمعى تجاه القضية.