عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

مابين التأييد والرفض.. العقارات الافتراضية إلي أين؟

تحيا مصر

لم يكن أحد يتوقع  أن تحظى العقارات الافتراضية باهتمام الكثيرين من أفراد وشركات ومؤسسات مالية وحتى حكومات، و أن تصبح مجالا قويا للاستثمار، بل يتطور الأمر أن تنافس العقارات الحقيقيه في ميدان الاستثمار،  ولاشك أن العقارات الافتراضية  أثارت منذ ظهورها جدلا واسعا مازال متواصلا حتى اللحظة، جدل ركيزته الأساسية نابع حول أمان هذه العقارات، وقدرتها على الإطاحة بالعقارات التقليدية، ولعل السمة الأبرز لحياة العقارات الافتراضية هي بعدم الاستقرار فمنذ ظهورها وهي تتأرجح بين صعود وهبوط تارة تتألق فتسجل أرقاما قياسية تجاوزت مثلاً 13000دولار  للعقار الواحد وتارة أخرى تهبط بشكل مدوي دون الـ 1000  دولار وأسوة بغيرها من الأدوات الاستثمارية تمكنت العقارات الافتراضية من إيجاد فريقين لها.

تحيا مصر

فما بين مؤيدون يصرون على أن العقارات الافتراضية ستواصل رحلة الصعود رغم تقلباتها وقد تصبح الواجهة الاستثمارية  المفضلة عالميا لقطاع كبير من المواطنين، ومعارضون يجدون بأن المتداولين فيها مجرد مقامرين مصابين بداء الشراء  من أجل تحقيق مكسب سريع اي كانت حجم المخاطر الناجمة عنها، والتي ستقودهم نحو انهيارات كبيرة وخسائر فادحة لا قدرة لهم على تحملها، وعلى الرغم من تلك الانقسامات، فلقد عززت العقارات الافتراضيه مكانتها على عدة جبهات دولية بدءاً من دخول رجال أعمال وشركات عالميه للاستثمار فيها، وكما كان يقال قديمًا، لا أحد يشتري السمك في الماء، لكن الآن  فلقد تبدلت الأحوال، فهناك من يشتري العقارات في العالم الافتراضي، نعم هناك من يشتري العقارات الافتراضية في عالم الميتافيرس، ويدفعون مبالغًا خياليةً من الأموال الحقيقية مقابل هذه العقارات الافتراضية. بل وأسعارها تتجاوز أسعار العقارات في عالم الواقع، والأغرب أنهم يشترونها دون أن يتمكنوا من زيارتها حتى الآن، فهذا السوق ولد من رحم مستقبل العالم الافتراضي.

إلا أنني أري من وجهه نظري بأنه ليس هناك داعي للتعجب من وراء التهافت نحو شراء العقارات الافتراضيه ، فعمالقة التكنولوجيا في العالم ليسوا أغبياء، بل يستثمرون أموالهم بشكل صحيح، فأسعار هذه العقارات الافتراضية تقفز وتتضاعف بشكل يومي. على سبيل المثال من يشتري اليوم عقارًا افتراضيًا بقيمة مليون دولارًا ربما تصبح قيمته بعد فترة من الزمن مليار دولار. لأن قيمة هذه العقارات مرتبطة بالندرة والرغبة. لتوضيح الفكرة أكثر عند بداية ظهور العملات الرقمية، هناك شخص اشترى قطعتين من البيتزا مقابل عشرة آلاف من البيتكوين.

هذا كان في عام 2010، أما اليوم فمبلغ العشرة آلاف بيتكوين يساوي ما يقارب 600 مليون دولار. بحلول العام 2022 من المتوقع أن تبلغ صناعة الواقع الافتراضي 209.2 مليار دولار أمريكي، لذا من الآمن القول أنها مستمرة و لن تنحل قريبًا، وتعد العقارات الافتراضية هي أصل رقمي غير قابل للاستبدال NFT في عالم الميتافيرس. حيث يتفاعل الناس من جميع الأنواع باستخدام شخصياتهم الرقمية.

كما يمكن للناس التجول مع الأصدقاء وزيارة المباني الافتراضية وحضور الأحداث الافتراضية داخل هذه المجمعات، وتشمل جميع الجوانب الاجتماعية والتجارية والترفيهية، وذلك لتجربة مشتركة داخل عالم افتراضي، بمعنى آخر هي استنساخ لعالمنا الواقعي في العالم الافتراضي، حيث يمكن شراء وبيع الأراضي والمباني والصور الرمزية وحتى الأسماء على أنها رموز غير قابلة للاسترداد، وغالبًا ما تجلب مئات الآلاف من الدولارات، فالندرة الرقمية هي العامل الأساسي لكل العالم الافتراضي، وهناك قدر محدود من العقارات الافتراضية مثل المجال المادي، ويتم شراء وبيع الأراضي الافتراضية عبر رموز غير قابلة للاستبدال،(NFTs)، وعلي سبيل المثال فلقد بيعت قطعة أرض افتراضية في عالم ميتافيرس ديسنترالاند Metaverse Decentraland بمبلغ 2.43 مليون دولارًا من العملات المشفرة.

حيث استحوذت شركة Metaverse Group وهي شركة تابعة لـ Tokens.com (وهي شركة مساهمة عامة تستثمر في الأصول المشفرة المدرة للدخل والمرتبطة بالتمويل اللامركزي والرموز غير القابلة للاستبدال) على 116 قطعة أرض تقع في Fashion Street في خريطة Decentraland.

وأخيرًا، إن سوق العقارات الافتراضية في عالم الميتافيرس يحتدم بشكل كبير وتتسارع وتيرة المنافسة، وهذا مع دفع المستثمرين ملايين الدولارات لتأمين أماكنهم في عالم الميتافيرس إنترنت المستقبل، كما أن تبني شركة فيسبوك لتقنية الميتافيرس وتغيير اسمها إلى ميتا، زاد من حدة المنافسة في السوق.

تابع موقع تحيا مصر علي