باحثة في الشؤون الأفريقية توضح أبرز الملفات على طاولة الرئيس الصومالي الجديد
ADVERTISEMENT
أكدت إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشؤون الأفريقية، أن إجراء الانتخابات الرئاسية في الصومال بعد تأجيلها أكثر من مرة ، إنجازا في حد ذاته، وذلك لأنه حمى البلاد من الانزلاق في موجة من العنف خاصة في ظل ما تقوم به حركة الشباب وتنظيم داعش من أعمال إرهابية داخل الصومال تهدد إستقرارها ، فضلًا عن حالة الانقسام السياسي بين الأطراف الصومالية المختلفة.
تحيا مصر
وتطرقت الشعراوي، إلى أبرز الملفات التي تنتظر الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود، والذي يأتي أبرزها معالجة الأزمات في الملفات الأمنية والسياسية والاجتماعية وفي القضايا الدولية والمحلية التي نتجت بسبب إدارة فرماجو الرئيس السابق، وإتاحته للتدخل الخارجي في الصومال، فضلًا عن مواجهة الجماعات الإرهابية، والعمل على تطبيق الانتخابات الرئاسية المباشرة واستكمال دستور البلاد، وعرضه على التصويت الشعبي لتحويله دستورًا رسميا، ومواجهة المجاعة التي تهدد حياة أكثر من 4 ملايين مواطن صومالي، والعمل على تحسين العلاقة بين الحكومة الفيدرالية والولايات والتي شهدت تدهورًا في ظل حكم الرئيس فرماجو، ووضع حد للتدخلات الخارجية في الصومال.
وأكدت الشعراوي، أن الانتخابات الرئاسية في الصومال تختلف عن مثيلاتها في أفريقيا ، وذلك لأنها تعتمد على نظام المحاصصة القبلية كأساس لانتخاب أعضاء البرلمان بغرفتيه (الشعب والشيوخ)، بدلا من التصويت الشعبي المباشر الذي تم إجرائه لآخر مرة في الصومال عام 1969 ، مضيفة أن الانتخابات الرئاسية شهدت منافسة شديدة بين معسكر الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو ومعسكر المعارضة التي سجلت حضورا قويا في انتخابات البرلمان بمجلسيه، حيث فاز الرئيس الصومالي السابق، حسن شيخ محمود بولاية ثانية حيث أنه لم يسبق أن فاز رئيس سابق بولاية ثانية في الصومال، لكن الرئيس حسن شيخ محمود فعلها في الانتخابات الأخيرة. إيمان الشعراوي: إجراء الانتخابات الرئاسية في الصومال حماها من الانزلاق في حرب أهلية.
إيمان الشعراوي: إجراء الانتخابات الرئاسية في الصومال حماها من الانزلاق في حرب أهلية
وأضافت الشعراوي، أنه على الرغم من العديد من المشكلات التي تواجه هذا النظام الانتخابي، في الصومال خاصة ما يتعلق بالمحسوبية والمحاباة وشراء الولاءات والانتقائية والإقصاء لبعض القبائل والمرشحين، إلا أن هذا النظام ترتب عنه تداول السلطة في الصومال بين أكثر من رئيس منتخب، ووجود معارضة قوية استحوذت على عدد كبير من المقاعد في البرلمان، فضلًا عن أن تطبيق النظام الانتخابي المباشر في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية في الصومال قد يعقد الوضع بشكل أكبر، بل قد تنزلق الصومال في فوضى كبيرة بسبب الانتخابات تصل إلى حرب أهلية.
واختتمت "الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي"، بالتأكيد على أن الشعب الصومالي عانى كثيراً من ويلات الحرب والتشرد والتهجير واللجوء، متمنية أن ما أسفرت عنه هذه الانتخابات من نخبة سياسية توحد البلاد وتدفع باتجاه فتح نافذة أمل للمستقبل، ويتجاوز فيها الصوماليون الانقسامات السياسية والعشائرية، وحالة عدم الاستقرار ومواجهة الازمات الاقتصادية الناتجة عن الجفاف.