رفع إيده بعلامة النصر .. محامي قس الإسكندرية: بيوهم الناس إنه مجنون وكان معتقل لمدة 20 سنة
ADVERTISEMENT
انطلقت، اليوم، السبت، أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل قس كاهن الإسكندرية، القمص أرسانيوس، الدائرة 22 جنايات بمحكمة الإسكندرية الإبتدائية، بعد واقعة بشعة شهدتها المحافظة قبل أيام.
وكشف محامي المجني عليه، خلال بث مباشر لموقع تحيا مصر، أن المتهم دخل قاعة المحكمة، رافعًا يده بعلامة النصر، كأنه حققًا انتصارًا بفعله، حسب فكره المتطرف، وهذا يدل على أنه لا يعاني أي خلل عقلي، كما أنه كان يرد على الشهود في الجلسة.
وأضاف المحامي: المتهم رجل متطرف وفاهم الدين بطريقته، هو مدعي الجنون وحاول في بداية الأمر إثبات إنه شبهم مختل وغير متزن نفسيًا، لكن خلال المحاكمة كان يقظ جدا وكان يرد ويعلق على كل كلام من الشهود، ومسؤول عن فعلاه".
وأشار إلى أن المتهم كان معتقل لمدة 20 سنة بتهمة الإنضمام لجماعات محظورة، وهذا يدل على أنه لا يعاني من خلل عقلي.
ولفت إلى أن المحكممة تريد تحري الحقيقة رغم إنه قاتل، وتريد التأكد من سبق الإصرار والتربص من عدمه، لكن لا يوجد اختلاف حول صحة الواقعة.
شهود الواقعة
واستمعت هيئة المحكمة إلى ممثل النيابة العامة الذي تلى قرار الإحالة على المتهم، مطالبا بتوقيع أقصى عقوبة عليه بتهمة القتل العمد، بدون سبق إصرار، غير أن المدعين بالحق المدنى طالبوا المحكمة بتعديل القيد والوصف وإضافة مادة سبق الإصرار والترصد بحق المتهم، وبسؤال المتهم عن ارتكابه الواقعة أنكر وأثبتت له المحكمة ذلك في الأوراق.
كما استمعت هيئة المحكمة إلى أقوال ضابط الأمن الوطنى مجرى تحريات القضية والذى أكد أن تحرياته التي حررها وفقا لمصادره السرية، أكدت أن المتهم ارتكب الواقعة، دون سبق إصرار وأن الحادث كان وليد اللحظة وأن السكين المستخدم في الحادث عثر عليه المتهم بأحد صناديق القمامة.
فيما جاءت أقوال الشهود، والذي وصل عددهم إلى 17 شاهدًا، استمعت هيئة المحكمة لأقوالهم، حيث كانوا في صحبة المجني عليه، إلى جانب مسؤولين وعاملين بالشاطئ، وأكدوا أن المجني عليه وآخرين كانوا في اجتماع أسبوعي عقدته الكنيسة بالشاطئ، وعقب انتهاء اجتماعهم وأثناء استقلالهم الحافلات، كان المجني عليه يتابع انتظامَهم بها مرتديًا الزيّ الديني.
وأضاف الشهود أمام النيابة العامة أنهم فوجئوا بالمتهم اندسّ بينهم مُشهرًا سكينًا بيده وتسلل خلف المجني عليه وطعنه في عنقه قاصدًا قتله، وحاول استكمال التعدي عليه بطعنة أخرى إلا أن الحاضرين قبضوا عليه وتحفظوا على السكين التي كانت بحوزته، وسلموه والسكين المضبوط إلى رجال الأمن.
وقد أكد الشاهد الأول في القضية أن المتهم كان ينتمى للجماعة الإسلامية وسبق اعتقاله، ولكن الحادث فردى وأن الجماعة ليس لها وجود على الساحة الأن ولا تمارس أي نشاط.
ثم استمعت المحكمة إلى أقوال الشاهد الثانى وهو ضابط مباحث قسم شرطة أول المنتزة والذى انتقل إلى موقع الحادث، عقب بلاغ الأهالى وإلقاء القبض على المتهم وضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة.
بداية الواقعة
بداية الواقعة كانت بإصدار وزارة الداخلية، في بيان، أوضحت فيه أن الخدمات الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية تمكنت من ضبط مسن عمره 60 عاماً قام بالاعتداء على رجل دين مسيحي، في أثناء سيره بالكورنيش بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية باستخدام "سكين" كان بحوزته.. وتم نقل المصاب لأحد المستشفيات لتلقى العلاج إلا أنه توفى حال إسعافه.
وفي 29 إبريل الماضي، أصدرت النيابة العامة بيانًا، ينص على إصدار النائب العام، أمرًا بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته فيما اتُّهم به من ارتكاب جريمة القتل العمديّ، وإحراز سلاح أبيض.
وفي بيانها حول الواقعة، ذكرت النيابة العامة أن القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس في كرموز لقي مصرعه في حادث إجرامي، بعدما اعتدى شخص مسن بسلاح أبيض على كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك أثناء سيره بطريق الكورنيش.
وقد توفي المجني عليه بالمستشفى متأثرًا بإصابته من جراء ذلك الاعتداء، وبعرض الأمر على المستشار النائب العام أمرَ بالتحقيق العاجل في الواقعة.
أمرالنيابة
وانتقلت النيابة العامة على الفور لمناظرة الجثمان، فتبينت ما به من إصابات، وندبت الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه بيانًا للإصابات وسبب الوفاة، كما عاينت مسرح الواقعة، وكلفت الشرطة بإجراء التحريات العاجلة حول الواقعة.
وقد عُرِض المتهمُ على النيابة العامة لاستجوابه -وذلك بعد أن قام الأهالي بضبطه، والتحفظ عليه وعلى السلاح الذي استخدمه، حتى وصلت قوات الشرطة- وجارٍ استجوابُه، وسؤالُ شهود الواقعة، واستكمالُ التحقيقات.
وقد أمرت النيابة العامة، بحبس المتهم بقتل القمص « أرسانيوس وديد رزق » كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك 4 أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وتنفيذ قرار المحكمة المختصة بإيداعه تحت الملاحظة الطبية بأحد المستشفيات العامة المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية لبيان حقيقة ما ادعاه خلال استجوابه من سابقة معاناته من أمراض نفسية تُفقده السيطرةَ على أفعاله.