ألفة السلامي تكتب: "القنبلة" المصرية في احتفال ماكرون بالفوز
ADVERTISEMENT
أُعيد انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسًا للجمهورية يوم 24 إبريل الجاري بعد فوزه بنسبة 57.6٪ من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا. وتفوق بذلك على مارين لوبان زعيمة حزب "التجمع الوطني" التي حصلت على 42.4٪ فقط من الأصوات. وعاد السياسي البالغ من العمر 44 عامًا إلى قصر الإليزيه ليقود الدولة الفرنسية لمدة خمس سنوات أخرى. لكنَّ وسائل الإعلام تغاضت عن الفوز وركزت على تقبيله يد الفتاة التي وصفتها بـ"القنبلة" المصرية.
بعد إعلان فوزه، ذهب إيمانويل ماكرون لساحة برج ايفيل ليحتفل بفوزه، متأبطاً ذراع زوجته بريجيت ماكرون، حيث كان الآلاف من المؤيدين في استقباله للاحتفال بهذا النصر. وبدا واضحًا أنه في ذروة سعادته، وألقى خطابًا لشكرالمواطنين الذين صوتوا له لأنهم يدعِّمون قناعاته، وكذلك أولئك الذين صوتوا له فقط لمواجهة اليمين المتطرف. ثم جاء دور مطربة الأوبرا المصرية فرح الديباني لتأخذ مكانها على المسرح لأداء النشيد الوطني الفرنسي ).La Marseillaise(
دعوة الفنانة المصرية، البالغة من العمر33 عامًا والمعروفة عالميًا بصوتها المخمليِّ، كانت دعوة شخصية من ماكرون نفسه كما ذكرت الصحافة الفرنسية والذي دعاها لاعتلاء المسرح بينما كانت متألقة بفستانها الأحمر الطويل، ووصفتها وسائل إعلام فرنسِيّة بـ"القنبلة المصرية"، ومنهم من أشاد بجمالها الفاتن وشعرها الطويل المُموَّج المنساب على كتفيها، وعلّق آخرون على اختيارها للغناء في هذه المناسبة بأنه يضعها في دائرة ضيقة مرموقة من الفنانين المتميزين. كما استغرب آخرون هذا الحضور المصري ممثلا في مغنية الأوبرا فرح الديباني.
اقرأ ايضا: ألفة السلامي تكتب: حجر في مياه راكدة !
وفرح هي مغنية أوبرا ميزو سوبرانو، مسيرتها مليئة بالاجتهاد والمثابرة والتميز مما يجعلها تستحقُّ النجاح. ولدت فرح في الإسكندرية عام1989، وبدأت دراستها في مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية عام 2005 قبل أن تلتحق بأكاديمية هانس إيسلر للموسيقى في برلين بعد ذلك بخمس سنوات. وتخرجت في عام 2014، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة الفنون في برلين. وقد لُقبت أيضاً بـ "كارمن المصرية" بعد أدائها دور كارمن في أوبرا برلين في 2015. وهي أول مغنية أوبرا مصرية وعربية تنضم إلى أكاديمية الأوبرا الوطنية في باريس عام 2016، وتم اختيارها من بين أكثر من 700 متسابق. في عام 2019، كانت فرح الديباني أيضًا المصريّة والعربيّة الأولى التي تحصل على جائزة جمعية إشعاع أوبرا باريس.
وقد دُعيت فرح عدة مرَّات للغناء في مناسبات اجتماعية ودوليّة، مثل الذكرى 75 لتأسيس اليونسكو العام الماضي، وفي ضوء حضورها البارز أختيرت من قبل رئيس الجمهورية الفرنسية في احتفالٍ مع أنصاره بالفوز.
ولأن بعض وسائل الإعلام في باريس كما في أي مكان تبحث عن الضجة فقد اهتمت بفرح المصرية التي غطت على فوز الرئيس، وتفاوتت ردود الفعل بين الاحتفاء والتعليقات المستفزة أو تلك التي تعكس مشاعر عنصرية؛ بعض المحتفين ذكَّرتهم فرح بسيدة الغناء العربي أم كلثوم عندما غنّت في مسرح الأوليمبيا يوم 15 نوفمبر1967؛ في حين وصف البعض الآخر حضور فرح بأنها تغنّي لماكرون شخصيا، متجاهلين أنها تغنيِّ لفرنسا كلِّها عندما غنّت نشيدها الوطني، كما ألمح البعض إلى أنه مثلما غنّت أمّ كلثوم ملبيةً دعوة الجنرال شارل ديجول فإن فرح الديباني لبّتْ دعوة ايمانويل ماكرون، في إسقاط سياسي غير خافِ.
أمَّا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فغرَّدوا بعيداً عن الفريقين لأنهم ركّزوا فقط على تقبيل الرئيس ماكرون يد فرح أمام تجمّع الأنصار، وهي اللقطة التي لاقت اهتمامًا واسعًا من قِبَل غالبية الجمهور وجعلتها "ترند" على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية. في حين أن تصرف الرئيس يعكسُ سلوكاً بروتوكوليًّا متعارفاً عليه في الثقافة والعادات الفرنسية وهو نوع من التحيّة التي تعبِّرُ عن تقدير من الرجال تجاه السيِّدات، ليس إلاَّ. ويا لها من مفارقة أن تذكر بعض وسائل الإعلام الفرنسيِّة هذه الفتاة المصرية مقرونة بتعبير "القنبلة"، وكأنّ مصر حظها ونصيبها في الإعلام مرتبط بالقنابل حتى عندما يكون المقصود التعبير عن جمال ابنة النيل! [email protected]