عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

لماذا يكره الناس أفكار إبراهيم عيسى.. جدل وتفاوت ما بين "هدم الثوابت والعلاج بالصدمة"

تحيا مصر

مشاغبات ومشاكسات مستمرة تضع عيسى في "دائرة الضوء" و "شباك النقد" 

جرأة زائدة في طرح الموضوعات الشائكة بلغة ولهجة ينفر منها المصريون 

مفاهيم مغايرة على السائد المجتمعي تصل أحيانا إلى الاختلاف في ركائز دينية

عيسى يخوض معارك ساخنة بداية من "نازية الاهلى مرورا بالإسراء والمعراج وصولا لفاتن أمل حربي"

 

حالة من الجدل الشديد التي تحيط بالإعلامي والصحفي البارز إبراهيم عيسى على الدوام، وذلك من خلال عديد مرات ظهوره بمختلف وسائل الإعلام، المرئي والمقروء والمسموع، وفي تقريره التالي يحاول موقع تحيا مصر رصد الأسباب والدوافع التي تجعل مواقع التواصل الاجتماعي تفيض بموجات الجدل والخلاف وإعلان الغضب في الكثير من الأحيان ضد "إبراهيم عيسى".

 

 

يملك الصحفي القدير إبراهيم عيسى تاريخا طويلا ورصيدا ثريا من العمل الصحفي، والذي طور فيه بفضل جهوده، وأحدث فيه طفرات وقفزات نوعية ستظل محفورة في تاريخ العمل الصحفي والإعلامي بإسمه، عدما نقل العمل بالصحافة من "مدرسة المؤسسة"، إلى "مدرسة الفرد" بكل مايملكه من مقومات ومهارات صحفية، لاقت في كثير من الأحيان مساحات من الجدل والاختلاف الشديد حولها أيضا.

جرأة الطرح لدى إبراهيم عيسى

أطل إبراهيم عيسى على المواطنين من خلال برنامجه على فضائية القاهرة والناس، وقد طرح حينها مجموعة من الآراء الجريئة، والتي يراها البعض تخرج عن إطار النقد الموضوعي والجدل المحمود، إلى دوائر التشكيك والتنغيص وإلقاء الاتهامات وكان أبرز دليل على ذلك، ماقاله عيسى في سبتمبر الماضي حينما أورد في جملة واحدة تعريف "النازية"، جنبا إلى جنب مع تصرفات جمهور النادي الأهلي.

بوادر الصدام التي كشف عنها إبراهيم عيسى حينها مع قطاع عريض من جمهور الكرة،  رد عليها بيان رسمي للأهلي، أكد فيه أن مجلس إدارة النادي سيناقش الأحد توصية اللجنة القانونية بشأن تجاوزات أحد الإعلاميين ضد النادي وجماهيره، وحينها خرج الإعلامي خيري رمضان على شاشة القناة ذاتها لتلطيف الأجواء ومصالحة جماهير النادي الأهلي .

محطات الجدل والخلاف تعود إلى سنوات طويلة 

رغم مايرصده الناس على الإعلامي والصحفي الكبير إبراهيم عيسى مؤخرا، إلا ان الوقائع التي ادمن خلالها عيسى إلقاء "الحجر الثقيل" في المياة الراكدة، تعود إلى فترات التسعينات والألفينات، وليست وليدة برنامجه الأخير والأحدث، وإنما الأمر يتعلق بمشاغبات ومشاكسات خاضها مع الشيخ الشعراوي سابقا، وأيضا صولات وجولات علاقته بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي كاد أن يتسبب في حبس الإعلامي إبراهيم عيسى.

انتصر عيسى للأفكار شديدة المرونة والتنوير وعادى خطاب الشيخ الشعراوي، ووجد فيما يقوله الأخير خلو تام من أي منتج فكري، وتمادى إلى أكثر من ذلك حينما قال عن الشعراوي: ليس له منتج فكري ثقافي ولا أظن أنه حتى حصل على الدكتوراة أو الماجستير ليس لديه منتج كتابي حتى".

 

دخل إبراهيم عيسى حينها "عش الدبابير" بحديثه عن صحة الرئيس مبارك شخصيا، واقتحم مساحات من الجدل وصلت إلى ساحات المحاكم فمن قرابة 12 عاما، فى أكتوبر عام 2008، أصدر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قرارا جمهوريا بالعفو الرئاسى، عن الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، فى القضية التى عرفت بـ«صحة الرئيس»، والتى أصدرت حينها محكمة استئناف القاهرة حكمها بحبسه شهرين مع النفاذ.

مفاهم مغايرة لإبراهيم عيسى بعكس الراسخ لدى الناس

يملك الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى مفاهيما مغايرة عن العديد من المناحي الخاصة بالفقه والشريعة والسنة، ولديه "مخاوف ظاهرة"، من كل مايمت الفكر او الصبغة السلفية بصلة، حيث ينطلق على الفور لمهاجمة شيوخ وأفكار ومؤيدي ومناصري كافة التيارات الإسلامية على اختلافها، لافرق عنده بين جماعات إرهابية، أو أحزاب إسلامية تملك تمثيل رسمي في البرلمان المصري كـ"حزب النور".

المفاهيم المغايرة التي يطرحها إبراهيم عيسى، تنال أحيانا من ركائز راسخة في الذهنية الإسلامية كـ"الإسراء والمعراج"، والتي أثار عاصفة من الجدل حينما أشار إلى وجود فقهاء يشككون في قيام النبي محمد بتلك الرحلة، ليلاقي موجة عاتية من النقد، ماكان منه إلا أنه وقف في وجهها، وزاد في التحدي ونظم الحلقات تلو الأخرى للدفاع عن وجهة نظره أمام استياء عارم في الشارع المصري والعربي.

السياق الذكي وفن اختيار توقيت الخلاف

يأتي ضمن أغرب علامات الاستفهام التي تثار حول أداء الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، وأحد أهم اعتراضات جموع الرأي العام عليه، هو عدم اختياره "السياق الزماني" المناسب أو الأحداث المواتية المحيطة بالشعب المصري وأحواله وتحدياته التي لايجب الإضافة إليها في أزمنة الحروب والأوبئة، مايتعلق بإثارة الجدل حول "ألإسراء والمعراج"، أو توجيه التحية للممثلة منى زكي عقب الجدل العاصف حول دورها وماقامت به في فيلم "أصحاب ولا أعز".

ورغم جنوح الرأي العام في مصر إلى "التنوير والاستيعات والحرية في الطرح والرؤية"، إلا أنهم يرفضون ذلك من خلال إقحامه بشكل فج في تصريحات متشنجة، أو عبر حلقات مسلسل كـ "فاتن أمل حربي" لايعبر عن واقع الشعب المصري بحذافيره، حيث يميل الناس إلى من يطرح إليهم "روشتة العلاج" بالفهم المغاير الصادر عن أهله، وليس من خلال "الاستهزاء والسخرية" واللتان يبرزان كأدوات بات يعتمد عليها كثيرا الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى. 

تابع موقع تحيا مصر علي