الشيوخ يحيل مقترح النائب يوسف عامر بشأن إعداد تفسير جامع للقرآن بأسلوب عصرى للحكومة .. الأحد
ADVERTISEMENT
تشهد الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، الأحد المقبل، مناقشة تقرير لجنة الشئون الدينية عن الاقتراح برغبة المقدم من النائب يوسف عامر، بشأن إعداد تفسير جامع يعني بكتاب الله تعالي بلغة سهلة وأسلوب مباشر ويعبر عن وسطية الإسلام واعتداله وذلك بشكل مؤسسي، وطباعة المصحف الشريف مزودا بتفسير مختصر، وإعداد موسوعة حديثه في الصحيح الثابت إلينا من سنة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم مع شرح ميسر واف لها بلغة سهلة وبأسلوب مباشر معبر عن وسطية الإسلام واعتداله وذلك بشكل مؤسسي، للحكومة.
فلسفة الاقتراح برغبة المعروض
إن القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الأساسيان للشريعة الإسلامية، وهما المعبر عنهما بالوحي والذكر الذي تكفل الله تعالى بحفظه، والذي يتعلم منه المسلم العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، لتستقيم له أمور دينه ودنياه وآخرته، ولذلك فقد اختص الوحي الشريف بقابليته لكل زمان ومكان، فهو آخر رسالات السماء إلى الأرض، وجعل الله تعالى العلماء أمناء هذه المهمة، فهم الموصوفون في الكتاب العزيز بأهل الذكر، وهم أهل التخصص الذين أمرنا بالرجوع إليهم في بيان أحكام الشرع، وعلى أيديهم تتجلى معنى قابلية الوحي لكل زمان ومكان، فيبينون للناس الثابت والمتغير، والحلال والحرام، والمتفق عليه والمختلف فيه، ويصححون لهم ما يختلط عليهم من المفاهيم، ويردون على ما قد يطرأ من شبهات.
ولذلك كان العلماء في كل عصر يحرصون على القيام بواجب زمالهم في هذا الشأن العظيم، من خلال إنتاج خطاب علمي رصين، بلغة وأسلوب يناسب العصر، ويعالج قضايا الواقع الذي يعايشه، فلكل زمان قضاياه التي تميزه، وقد صرنا في عصر يتسم بالأحداث المتسارعة، والأفكار والسلوكيات التي تنتقل من بيئاتها إلى مجتمعاتنا في لمح البصر بسبب سهولة وسائل التواصل، ولا شك فيما تحدثه هذه التغيرات الشديدة من آثار على ثوابتنا وهويتنا في هذا العصر، وعلى الأجيال التي تأتي من بعد، مما يوجب على العلماء وضع تفسير للأحاديث النبوية الشريفة وفق منهج علمي وفكري مناسب للغة العصر ومستوعب لقضاياه، يقوم على المؤسسية؛ ليكون مرجعا للمسلمين جميعا وخير معين لهم في معرفة الأحكام ومعالجة القضايا التي طرأت عليهم في هذا العصر، ومن هنا جاء هذا الاقتراح برغبة؛ لتنفيذ هذا المشروع العلمي الكبير قياما منا بواجب زماننا في خدمة الشريعة وبيان صورتها الحقيقية للناس جميعا، وحفاظا على أبنائنا ومجتمعاتنا وأوطاننا من الوقوع في براثن التطرف إفراطا أو تفريطا.
أهداف الاقتراح برغبة المعروض
1. إعداد تفسير جامع يعنى بتفسير القرآن الكريم بلغة سهلة وبأسلوب مباشر، يفهمه العامة والخاصة، ويعبر عن وسطية الإسلام واعتداله، وذلك بشكل مؤسسي، وذلك مع مراعاة المحددات والضوابط الآتية:
-إبراز معالم المنهج الأزهري عقيدة وشريعة وسلوكا. العناية بمقاصد القرآن الكريم الكلية.
-إظهار السنن الإلهية (الكونية والاجتماعية) من خلال الآيات الكريمة.
-إظهار منهج القرآن الكريم في عرض القضايا الشرعية.
- معالجة المشكلات المجتمعية والسلوكية المستجدة، كمشاكل الأسرة، وعقوق الوالدين، والمرأة، والميراث، والعنف، والثأر، والتنمر، والجرائم الأخلاقية كالشذوذ الجنسي المعروف بالمثلية، والإلحاد، وجرائم الانترنت الأخلاقية وغيرها .
-الرد على المعترضين على أحكام القرآن الكريم لا سيما في القضايا المتعلقة بالمرأة خصوصا مع انتشار ما يسمى بفلسفة "الجندرية" في الغرب .
-معالجة الأفكار المتطرفة (إفراطا وتفريطا) التي تعتمد تفسيرات مغلوطة لآيات القرآن الكريم من خلال التفسير الصحيح لهذه الآيات الكريمة.
-رصد أهم القضايا المجتمعية والأخلاقية والفكرية التي تؤثر في وجدان وعقول الشباب والناشئة ومحاولة علاجها من خلال هذا التفسير.
-إبراز القيم الحضارية في القرآن الكريم.
-إظهار المبادئ العامة للحضارة في القرآن الكريم.
-إظهار الجوانب الإنسانية في القرآن.
-الربط بين القرآن الكريم ومكتشفات العلم الحديثة. -إبراز مناهج القرآن الكريم في التربية .
-تعزيز مفاهيم السلام والتعايش وقبول التنوع.
-التركيز على منهج القرآن في التعامل مع الآخر والمختلف.
-استنباط الأحكام الشرعية المتعلقة بالآيات القرآنية خاصة ما يتعلق بالقضايا المعاصرة.
-إظهار الموضوع الرئيس الرابط بين كل موضوعات السورة .
-أن يقدم التفسير بلغة دقيقة سهلة موجزة.
2-طباعة المصحف الشريف ورقيا وإلكترونيا مزودا بتفسير مختصر (على هوامش صفحاته) مستمد من التفسير الجديد - المقترح إعداده - بوجه الناس للفهم الصحيح المنضبط لكتاب الله تعالى، وأن يكون هذا المصحف الشريف متاحا كذلك لأصحاب الهمم وذوي القدرات الخاصة مسموعا وعن طريق "برايل"، وذلك مجابهة لانتشار عدد من المصاحف الورقية والإلكترونية المفسرة، التي تحمل فكرا خاطئا وموجها ومضامين وأيدلوجيات جماعات متطرفة وإرهابية، وانتشارها كذلك على تطبيقات الهاتف المحمول وهوامش المصاحف الورقية والإلكترونية، مما يزرع الفكر المتطرف في قلوب ووجدان كل من يقرأ هذه المصاحف. إعداد موسوعة حديثية، من خلال اختيار مجموعة من السنة المشرفة الصحيحة فيما يتعلق بالعقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، وسائر شئون الحياة مع شرحها شرحا ميسرا ومعالجا لقضايا العصر بلغة سهلة وبأسلوب بسيط معبر عن وسطية الإسلام واعتداله، وذلك بشكل مؤسسي.
وإننا نيمم وجهنا شطر الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء للقيام بهذه المهمة السامية، استمرارا لجهودهم التي شهدت عليها العصور الماضية، في الحفاظ على ثوابت الشرع وتقديمه للعالمين بصورة صحيحة ومناسبة، وحتى يتصل الماضي بالحاضر، ولنحافظ معا على هذا الإرث الحضاري والعلمي والفكري الواصل إلينا عبر القرون.
رأي اللجنة وتوصياتها
أولاً: توافق اللجنة على الاقتراح برغبة المعروض؛ لما له من أهمية كبيرة في: نشر صحيح الدين وسماحة الإسلام، والحفاظ على الهوية الإسلامية، وتحديد الخطاب الديني، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة، ومواجهة الفكر المتطرف (إفراطا أو تفريطا)، وتلبية حاجة ملحة يفتقر إليها المجتمع والعالم الإسلامي أجمع، وتمكين القارئ العادي من أن يقي نفسه بنفسه من الفكر المتطرف (إفراطا أو تفريطا)، وتعزيز الانتماء الوطني، والحث على البناء والتعمير .
وتدعوا اللجنة المجلس الموقر إلى الموافقة عليه وإرساله إلى الحكومة الموقرة لاتخاذ اللازم نحو تنفيذه طبقا لما ورد في هذا التقرير من فلسفة وأهداف ومحددات وضوابط، وفي ضوء ما أوصت به المؤسسات الدينية أيضا، وعلى أن تتم طباعة المصحف الشريف المزود بالتفسير وفقا لأحكام القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس الجمهورية رقم 350 لسنة 1975