صناعة الأساس من جريد النخل.. فن العمل "بالإيد والرجل"
ADVERTISEMENT
"يعمل بيده ورجله" مقولة نسمعها دائما عندما يكون الحديث عن الأشخاص المجتهدون في حياتهم اليومية تمجيداً لهم، لكننا اليوم نرى على الواقع مشهداً حقيقياً لأسرة تعمل كلها "باليد والرجل" في بث مباشر أمام كاميرا "تحيا مصر" ففي صباح كل فجر، وبدقة عالية وأياديٍ ذهبية توارثت فن مهنة صناعة الكراسي والأقفاص من جريد النخل، تنطلق أسرة الحاج عادل، ابن محافظة الدقهلية إلى رحلتهم اليومية للبحث عن "لقمة العيش"، يمسكون بآلاتهم الحادة لتقطيع جريد النخل بالمقاسات والأشكال المطلوبة دون الحاجة للقياس بالمتر، لتجهيز المستلزمات المطلوبة، من الكراسي والأنتريهات لزبائنهم في محافظة الدقهلية.
وقدم موقع تحيا مصر بثاً مباشراً مع الحاج عادل، صاحب ورشة الصناعات اليدوية من جريد النخل، الذي ورث المهنة منذ 37 سنة من أجداده، عندما كان طفلاً لا يتجاوز العشر سنوات.
"يعمل بيده ورجله"
وتتطلب مهنة صناعة الأساس من جريد النخل دقة عالية، في استخدام اليد والقدم في نفس الوقت، لأن المُعلم "الصنايعي" يمسك بقدمية أعواد الجريد الُقطعة ليتحكم بها ويوجهها حيثما يشاء، بينما تكون يديه مشغولة في أشياء أخرى مثل الطرق والتخريم.
ويقول الحاج عادل إنه منذ طفولته وهو يعمل في هذه المهنة مع والده الذي ورثها عند جده، فهي مهنة الفن في تشكيل الأشكال المختلفة من الكراسي والأنتريهات والترابيزات، فضلاً عن صناعة الأقفاص التي تستخدم في نقل تعبئة ونقل الخضروات عند المزارعين في كافة محافظات مصر، ويكمل الحاج عادل، حديثه إنه هو وعائلته يعملون في هذه المهنة منذ عشرات السنين، ولا يوجد لهم مصدر دخل غيرها، فالأطفال يذهبون إليه بعدما ينتهوا من دراستهم اليومية والكبار يعملون معه منذ الصباح.
المهنة تكاد تندثر والإقبال يقل عاماً بعد الآخر بسبب التقنيات الحديثة
صناعة الأثاث والكراسى من جريد النخيل، حرفة تاريخية قديمة كانت تنتشر فى مختلف قرى ونجوع محافظات مصر وخط الصعيد بالكامل، ورغم أشكالها الجذابة وتصميماتها العصرية، إلا أنها من المهن التي تكاد تندثر، فالإقبال عليها لم يصبح مثلما كان في السابق، والطلب يقل عاماً بعد الآخر، ومع مرور الزمن وتطور المعدات والورش الحديثة للأخشاب إندثرت المهنة وقل عدد العاملين بها خلال الآونة الأخيرة مع تقدم المجتمع وانتشار الصناعات الحديثة والمصانع والورش الضخمة لصناعة الأثاث داخل مصر وجلب أثاث مستورد من دول أوروبا والصين.