كرم الصعيد.. شباب قنا يُفطرون القطار بالكامل يومياً "الشراقوة مش لوحدهم اللي يقدروا يفطروا القطر"
ADVERTISEMENT
ليس غريباً أن تسمع مقولة أهل الكرم تترد على ألسنة الجميع عندما نذكر كلمة صعيد مصر في مكان أو جلسة، ففي محطة قطار قنا يستمر العطاء للعام العاشر على التوالي، ليُظهر أهالي قنا معدن وأصل كلمة صعيد في مبادرة ابتكرها الشباب وهي إفطار القطار بالكامل داخل المحطة.
وقدم موقع "تحيا مصر" بثاً مباشراً لبعض الشباب في محافظة قنا تحديداً في مركز دشنا وهم يستعدون لإستقبال القطار القادم من ناحية محافظات وجه بحري والقطار القادم من أسوان، ليقومون بتوزيع الوجبات والمياه على الصائمين في مبادرة كلما جاء عليها رمضان تلقى دعم أكبر من سابقه.
أهالي قنا هم جزء أصيل من "أهل الكرم" في محافظات الصعيد، فالكثير منهم يستغل شهر رمضان لتكريث العطاء ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ومنهم مجموعة من الشباب قاموا بتدشين حملة أطلقوا عليها "محطة السعادة" وهي إفطار القطار بالكامل، الذي يصل محطة دشنا في موعد الإفطار.
المبادرة تلقى إهتماماً أكبر في كل عام عن سابقه
ويقول الشاب محمد علي حسان، أحد القائمين على المبادرة، إن المبادرة بدأت منذ 10 سنوات تقريباً وكل عام يلقى دعم وتفاعل من أهالي مدينة دشنا أكثر من العام الذي سبقه، ففي بداية المبادرة كان بعض الشباب يقدمون المياه البارده والبلح في أكياس للصائمين، والعام الذي تلاه تبرع أحد رجال الأعمال بمجموعة كراتين من العصائر الجاهزة، وبعدها بدأ جمع كبير من الناس يتفاعلون ويقدمون الكثير من المساعدات للمبادرة وهكذا حتى أصبحنا نقدم الوجبات والمياه المعدنية.
وقال محمد حجازي منسق حملة "محطة السعادة" إن فكرة تقديم وجبات الإفطار للمسافرين بالقطارات المميزة؛ تشبه موائد الرحمن المنتشرة خلال شهر رمضان بكافة الطرق السريعة الصحراوية والزراعية ومداخل المدن والقرى؛ وتنبع من حرص أهالي الصعيد على استضافة الصائمين المسافرين عبر هذه الطرق، لكن وجدنا أن المارين بالقطارات لا يحظون بالاهتمام الكافي فقررنا التوجه لهم.
المتطوعون يتجمعون يومياً بعد صلاة العصر
ويتجمع المتطوعون في أحد المنازل المختارة سلفًا لإعداد طعام الصائمين، وتجهيز وجبات الإفطار الطازجة لهم، وغالبا ما تتكون من ساندوتشات "فراخ بانيه أو فلافل أو كبدة وشاورمة وعبوة عصير وثمرتي فاكهة تفاح أو موز وتمور ومياه غازية، وتنطلق بهم سيارة نصف نقل إلى محطة السكة حديد في تمام الساعة الخامسة قبل ارتفاع أذان المغرب قبل أن يصل القطار.