فيها حاجة حلوة.. «عم حريصة» أشهر بتاع فول في البحيرة يدشن مبادرة لافطار المسيحين في نهار رمضان: «يعني احنا نصوم وهما مياكلوش»

مع دخول شهر رمضان المبارك وتوثيق حالات الحب والترابط التي تجمع بين أبناء الوطن الواحد، وتدعيم أواصر العلاقات الإجتماعية بين المسلمين والأقباط في مصر، وتأكيداً على وقوف جميع المصريين  خلف وطنهم، نجد العديد من المشاهد التي تدل على وحدة الوطن، ومع دخول شهر رمضان نجد الأقباط يتشاركون مع المسلمين في تعليق الزينة والإحتفال بقدوم الشهر الكريم، بل يقيم الأقباط العديد من الموائد الرمضانية لإفطار المسلمين وتوثيق جو المحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد.

و في محافظة البحيرة، كانت القصة مختلفة ، بطلها الحاج محمود سلامة، أو الحاج "حريصه" كما يطلق عليه أهالي قريته، صاحب أحد أشهر مطاعم "الفول والفلافل" في قرية بولس التابعة لمحافظة البحيرة، يستيقظ يوميا في رمضان وهو صائم من السادسة صباحاً، يفتح أبواب مطعمه أمام أبناء قريته من الأقباط، ويقول جملته الشهيرة"هو إحنا عشان صايمين إخوتنا الأقباط ما يفطروش".

وقدم موقع "تحيا مصر" بثاً مباشراً مع عم حريصة، الذي راح يحكي لنا قصته، في الوقت الذي ينام فيه معظم المسلمون، بينما هو يستيقظ لإطعام وإفطار أبناء قريته من الأقباط، الذين يعتبرون مطعم عم حريصه هو رقم واحد بالنسبة لهم ولا يأكلون من مكان غيره.

وبعبارات يملئها الحب والسلام يقول عم حريصه، نحن هنا في قريتنا نحرص إبقاء جو المحبة والعرفان سائد بيننا، فتجد إخوتنا الأقباط يعملون دائماً في رمضان على إظهار حبهم ومشاعرهم نحونا، ونحن أيضاً نبادلهم نفس الشعور، ونحاول أن نفعل مثلما يفعلون معنا، ونسد جزء من أشياء كثيرة يفعلونها من أجلنا، حتى أنهم يقيمون موائد الإفطار ويعلقون زينة رمضان مثلنا.

مش عشان إحنا صايمين هم ما يفطروش

يقول عم حريصه جملته الشهيرة "هو إحنا عشان صايمين إخوتنا الأقباط  ما يفطروش" ويحرص عم حريصه على النوم مبكراً بعد الصحور مباشرة، في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، كي يستطيع الإستيقاظ مبكراً لفتح مطعمه أمام أبناء قريته من الأقباط، ليس بغرض جمع الأموال وإنما محبة في أهالي قريته الأقباط، فهو أيضاً يعمل بعد الإفطار

أهالي القرية ما يفطروش غير عنده

ويقول مينا أحد رواد مطعم عم حريصة، نحن هنا تعودنا على الحاج حريصة، ولا نأكل إلا من عنده لذلك تجده يفتح يوميا وهو صائم من أجلنا، وجميع الأقباط يحبونه، ونحن نؤكد أن هذا الجو لا يوجد إلا هنا في مصر" وبنقول لعم حريصة كل عام وانت بخير وربنا يديك الصحة وتعيش وتأكلنا".