عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

أول تليفزيون في قنا.. كان بيشتغل بالحجارة والناس مكانوش مصدقين: صاحبه اشتراه بـ40 جنيه ورفض بيعه بـ 800 جنيه

أول تليفزيون في قنا..
أول تليفزيون في قنا.. كان بيشتغل بالحجارة والناس مكانوش مصدق

في قرية أبو مناع بمحافظة قنا نجد عم محمد فاقوس، صاحب الـ 70 عام، يجلس على كرسيه وسط بعض "الأنتيكات" داخل متجره، وفي أحضانه قطعة من أقدم الأنتيكات من نوعها في مصر، يحتضنها كأنه أحد من أبنائه، وقد يرى البعض أنه يحتضنها وكأنها قطعة من جسده، يخاف عليها من أي شئ يقترب منها، الأمر الذي أثار الفضول عند البعض أن يعرف ما قصة هذه "الأنتيكة" ولماذا يخاف عليها كل هذا الخوف.

تحيا مصر

وقدم موقع "تحيا مصر" بثاً مباشراً مع عم محمد فاقوس، يكشف من خلاله قصة حبه لهذه “الأنتيكة” التي يعتبرها قطعة من الذهب، فراح عم محمد فاقوس، يحكي لنا قصتها قائلا: إنه عندما كان في دولة ليبيا وجدها في أحد المحال، في سوق ليبيا فسأل على سعرها ووجد قيمتها يعادل 40 جنيه مصري، فأصر على شرائها رغم أنه لا يملك في هذا الوقت غير 50 جنيه مصري.

 

 

أنهي عم محمد سنين غربته في ليبيا وعاد إلى قرية أبو مناع بقنا ومعه الآله التي لا يعرفها العض في بلده   

يقول عم محمد عندما أتيت به إلى قريتي لم يعرفه الناس ولم يكون هناك كهرباء في بلدنا، لكن التليفزيون كان يعمل بالحجارة والبطارية، فلم يصدق البعض أن في قريتهم تليفزيون، وكان الناس يجتمعون أمام منزل عم محمد فاقوس يومياً لمشاهدة خطب الرئيس الراحل جماتل عبد الناصر وسماع أغاني عبد الحليم وشادية وأم كلثوم، ولم أتقاضى أي أجر مقابل فرجة الناس.

"ناس كتير حاولوا شرائه حتى أن أحدهم عرض عليا 800 جنيه لكني رفضت"

وينظر صاحب أول تليفزيون في قنا إليه، ويقول هذا بالنسبة لي أعتبره أحد أبنائي، وعُرض علي أضعاف ثمنه لكني كنت دائماً أرفض بيعه، وكنت أحب أن يتجمع الناس أمام بيتي فكانوا يستمتعون معي ويشترون من متجري حوائجهم، ويتفرجون معي على مباريات الأهلي والزمالك التي كانت تذاع في الثنية ظهراً ومتستمع سوياً بأغاني رمضان وهذا كان عندي أغلى من أي شئ.

يوم خطبة تأميم قناة السويس كانت ساحة أمام منزل عم محمد ممتلئة بالناس من قنا

ويستكمل الحاج محمد فاقوس حديثه قائلاً: كان الناس عندما يؤذن المغرب يأتون إلي بيتي وكنت أضعه أمام المنزل، وفي يوم تأميم قناة السويس ليلة لن أنساها طوال عمري، وكان صوت الرئيس جمال عبدالناصر يزلزل المكان، حيث ساحة شارعنا تمتلأ بالناس، فبعضهم كانوا لا يريدون الذهاب إلى منازلهم والجلوس طوال اليوم أمام التليفزيون الذي كان يعمل بالحجارة آن ذاك، فكان التليفزيون بالنسبة لهم انجاز وجوهرة في المكان.

 

تابع موقع تحيا مصر علي