شجرة "الدم".. تفرز سائل أحمر يشفي الأمراض الجلدية.. وروادها من جميع المحافظات
ADVERTISEMENT
في نجع الخولي بمركز دشنا بمحافظة قنا، يتسلق الناس شجرة الشيخ نصرالدين أو "شجرة الدم"، كما يطلقون عليها ويذهبون بعيدا نحو الفروع المرتفعة، لجمع السائل الأحمر، الذي يشفي العديد من الأمراض الجلدية ، فيما تتساقط ثمار النبق فما عليك غير أن تمد يديك، تجمع حبات الثمر.
تحيا مصر
ويرجع تاريخ زراعة تلك الشجرة في قنا إلى 860هـ، حيث نزح العارف بالله نصر الدين بن السيد جمال الدين الإسنوي نسبة إلى مدينة إسنا، إلى مدينة دشنا بقنا، واستقر بنجع الخولي، ويرجع نسب الشيخ نصر الدين إلى الإمام الحسين ابن على ابن أبى طالب رضي الله عنهما، ومع مرور السنين، أفرزت الشجرة مادة غريبة يشبه لونها الدم الأحمر، بعد موت صاحبها، والغريب أن هذه الشجرة لا تُفرز تلك المادة أو "الدم" على حد تسمية الناس لها، إلا في يومي الإثنين والجمعة.
وقدم موقع "تحيا مصر" بث مباشر أظهر خلاله موقع الشجرة ، وآثار المادة التي تفرزها من وقت لآخر.
والشجرة التي تمت زراعتها منذ مئات السنين، أفرزت مادة غريبة يشبه لونها الدم الأحمر، بعد موت صاحبها، والغريب أن هذه الشجرة لا تُفرز تلك المادة أو "الدم" على حد تسمية الناس لها، إلا في يوم الجمعة.
ويُقال إنه اليوم الذي توفي فيه العارف بالله نصر الدين، وكأن الشجرة تنزف هذا "الدم" حزنا على وفاته، ومع مرور الأيام زاد توافد الناس من كل القرى لزيارة المقام والشجرة، ومن هنا اتخذت الشجرة صفة الوفاء، وصارت من أهم الظواهر التراثية الشعبية في الصعيد.
ويقول أحفاد الشيخ في نجع الخولى
إن جدهم العارف بالله قام بزراعة تلك الشجرة، وبعد وفاته بدأت مع مرور الوقت في إفراز تلك المادة الغريبة
ومع مرور الوقت بدأ الأهالي يستخدمون تلك المادة لعلاج بعض الأمراض الجلدية، مؤكدين أن الشجرة من ميراث الشيخ، وتشهد الشجرة فى يوم الجمعة والأثنين من كل أسبوع، توافدًا من الأهالي الذين يصطحبون أطفالهم.
ومن العادة أن أطفال نجع الخولي يقومون بتسلق الشجرة لاستخراج تلك المادة الصمغية الحمراء عن طريق قطع صغيرة من القطن أو القماش لامتصاصها من داخل شقوق الشجرة، ثم يتم تعبئته لشفاء الأمراض الجلدية، الأطفال يرونها جزءا أصيلا من عالمهم ولا يستغنون عن اللعب بجوارها .
نبذة عن شجر السدر أو النبق
شجر السدر الذي يعرف في مصر بالنبق، من الطقوس والظواهر التراثية التي ارتبطت بالأهالي، فهي تعد من أشهر الأشجار وأقدمها، ليس في الصعيد فحسب، بل في عموم مصر شأنها شأن "شجرة دم الأخوين" في إحدى المحميات الطبيعية باليمن، التي كانت تشفي من الجروح والأمراض، كما حدد العالم الطبيب ابن سينا، حيث كتب عن فوائدها الصحية في شفاء الأمراض الجلدية في مؤلفاته الطبية.
ويُستخدم الثمار والأوراق والجذور واللحاء لعلاج العديد من الأمراض، كما عُرفت بخصائصها العلاجية المضادة للالتهابات منذ قرون بدءاً من تعقيم الجروح إلى علاج الأمراض الجلدية، ودخلت في صناعة الصابون أيضا، أقدم المنظفات في تاريخ البشر، وكان إلى وقت قريب توضع أوراقها في ماء الغسل لأنها مباركة .