فقط يحدث في الفيوم.. بلد كامل لا يأكلون في الصباح غير السمك المشوي

تشتهر عزبة عبد العظيم بجوار بحيرة قارون في محافظة الفيوم، بشواء الأسماك وطهيها، لكن الغريب أن العزبة بكاملها لا يأكلون في الصباح إلا بالسمك المشوي.

وفي لقاء "تحيا مصر" مع بعض أهالي عزبة عبد العظيم قال الحاج عيد ، أحد أشهر بائعي السمك المشوي في قارون: الناس هنا يعتمدون بشكل كلي على شوي وبيع الأسماك ، لأن هذا يكاد يكون مصدر رزقهم الوحيد، مضيفاً: زمان كنا بنطلع السمك من بحيرة قارون بالجاروف، كانت الناس بتشوي، وتقلي بالشكاير، لكن سبحان مغير الأحوال، بقى كل واحد بيحاول يادوب يدبر ثمن كيلو سمك لأسرته، بسبب تلوث البحيرة، لكن دلوقتي كلنا بنجيب الأسماك من اسكندرية والسويس وبورسعيد. 

تحيا مصر 

وبوجه نحتته تجارب الحياة، تتشح بسواد الحشمة، فيما يُخضّب يديها المتشققتين سواد ردّة السمك المشوي، قالت لنا "الحاجة مديحة" وهي جالسة أمام الفرن": منذ 10 سنوات، تركني زوجي أنا وبنتي، وطردنا من البيت بعدها عانيت معها، وفي سبيل تربيتهما ذقت المرّ، وتحملت مصاعب العمل، واتخذت قرار بأن أعمل في طهي وشوي الأسماك خاصة أنا بلدنا تشتهربهذه الأكلات.

صعوبات صيد السمك فى الفيوم 

وتضيف الحاجة مديحة: نحن نعمل من الساعة السابعة صباحاً حتى الرابعة عصراً وفي الصيف بيكون الشغل صعب شوية عشان الحر ونار الفرن ، وبنشتغل طول السنة معادا شهر رمضان ، بنشوي المكاريل والبلطي والوري، والناس بتاخده تبيعة في ابلاد اللي جنبنا.

الحاج كمال علي: ،  نحن نعمل في هذا المهنة منذ 15 سنة ، أي حد هنا لازم يفطر سمك مشوي، أثناء البركة، ودلوقتي مفيش سمك في البركة، احنا  بنجيبه من بورسعيد، لكن نسبة البيع حاليا أقل من زمان، بسبب زيادة أسعار كليو سمك الموسى بــ 70 جنيهًا، بعد ما كان بـ5 جنيهات، والبلطي بــ30 جنيهًا، والبوري بــ50 جنيهًا، أما الجمبري فخلاص، معدش يطلع من البحيرة. 

بحيرة قارون منفذ السمك البلطى فى الفيوم 

وتقول الحاجة "أم أحمد" صاحبة أحد مطاعم الأسماك في قارون، لــ"تحيا مصر ": بدأت بتجهيز كيلو السمك البلطي والموسى والبوري، وهي الأسماك التي كانت منتشرة في بحيرة قارون، مقابل 5 قروش للكيلو، ومن هنا فُتحت لي بوّابة رزق جديدة، عوضتني الكثير من سنوات الشقاء وسط الطين.

وتابعت "زبائني من نجوم الفن والتمثيل، يأتون إلى فنادق الفيوم، ويطلبون الأسماك مني، ويُحبون من يدي "طاجن البوري، وثعبان السمك، والجمبري المقلي" إلى جانب الأرز، والعيش البلدي، والسلاطات والذي منه، وأستخدم فرني البلدي في تسوية الوجبات.