فى ذكراه العاشرة.. تحيا مصر فى مسقط رأس "بابا العرب".. أرضعته سيدة مسلمة.ز وتوفيت والده عقب ولادته بأيام.. محطات فى حياة البابا شنودة
ADVERTISEMENT
داخل حجرة بسيطة في الطابق الثاني لمنزل ريفي في قرية "سلام" بمحافظة أسيوط، كانت أسرة "جيد" على موعد مع مولود رزقهم الله به في الثالث من أغسطس عام 1923 ، ليطلقوا عليه اسم "نظير" قبل أن يتحول فيما بعد إلى "البابا شنودة".
وكان لوقع " تحيا مصر " حواراً مع أحد أقارب البابا شنوده، من داخل قرية سلام بمحافظة أسيوط ، وذلك تزامنًا مع اقتراب الذكرى العاشرة لوفاته، والذي توفى في السابع عشر من مارس عام 2012، عن عمر يناهز 88 عامًا.
قال رؤوف عادل، أحد أقارب الراحل البابا شنودة الثالث لـ " تحيا مصر " : " نحن نفتخر بأن قرية سلام هي مسقط رأس البابا شنودة الثالث والذى لقب بحكيم الكنيسة الأرثوذكسية لمواقفه الوطنية التي خلدها التاريخ في المحبة والسلام بين جميع أطياف المجتمع المصري".
مراحل فى حياة بابا العرب
أضاف رؤووف: " نحن نعيش في قرية سلام بالخير والمحبة والمودة بين المسلمين والأقباط كلنا أخوة ونسيج واحد نشارك بعضنا في الأفراح والمواسم والأعياد والجنائز ولا يوجد تفرقه بيننا"
ويقول رؤوف: سمعت من أبي أن عقب ولادة البابا شنودة توفيت والدته بعد 3 أيام بسبب حمى النفاس بعدها رضع البابا من 3 سيدات بقرية سلام ومن بينهنّ سيدة مسلمة، وبعدها انتقل مع أخيه الأكبر وترك قرية وتولى اخوته رعايته منذ صغره"
مشوار حياة بابا العرب
1- مرحلة الطفولة في حياة نظير جيد
ولد البابا الراحل في 23 أغسطس 1923، في إحدى قرى أسيوط، وكان اسمه العلماني نظير جيد، وماتت أمه دون أن يرضع منها، فكان طفلًا وحيدًا ولم يكن له أيضًا أصدقاء أو زملاء.
2- مرحلة الدراسة في حياة البطريرك الراحل
درس البطريرك الراحل في مرحلة ما قبل الابتدائي في أسيوط، ودرس الصفين الثاني والثالث الابتدائي في الإسكندرية، ثم عاد إلى أسيوط في السنة الرابعة، وذهب إلى بنها مع أخيه الأكبر، ومنها إلى القاهرة، ثم التحق بمدرسة الإيمان الثانوية في شبرا.
درس التاريخ في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) كلية الآداب قسم التاريخ، وفي السنة الرابعة التحق بالكلية الإكليريكية، كما التحق بكلية الضابط الاحتياط، وروى في فيلم وثائقي عن حياته عنوانه «همسات حب»ن قائلًا «هكذا كنت أدرس بالكليات الثلاث في سنة واحدة».
3- البابا شنودة ضابطًا
التحق البابا شنودة الثالث بالكلية الحربية كمتطوع عام 1947، لكنه لم يُستدع للقتال رغم اندلاع حرب عام 1948 آنذاك، وقال البابا شنودة عن العام الذي قضاه بالكلية الحربية كان له «أثر بالغ في حياته في تعلم الانضباط».
4- مرحلة الخدمة
خدم البابا شنودة الثالث في التربية الكنسية، واجتماعات الخدام، واجتماعات الشباب في العديد من الكنائس والجمعيات، منها كنيسة السيدة العذراء بمهمشة عام 1939، وجمعية النهضة الروحية بشبرا في أوائل الأربعينيات، وخدم في بيت مدارس الأحد القبطي.
عندما صار أسقفًا للتعليم وبعدما أصبح بطريركًا اهتم بخدمة التربية الكنيسة ووضع مناهجها، كما اهتم بخدمة وأنشطة أسقفية الشباب وأسقفية الخدمات، كما اهتم باجتماعات أمناء الخدمة، واجتماعات الأسر الجامعية.
5- مرحلة الرهبنة
في 18/7/1954 ذهب نظير جيد إلى دير السريان وترهبن باسم الراهب أنطونيوس السرياني، وكانت له قلاية منفردة في حصن الدير يطلق عليها (قلاية الكرنك)، وفي عام 1956 اشتاق إلٍى حياة الوحدة واختار لنفسه مغارة في الجبل تبعد 3,5 كم عن الدير.
6- الرسامة قسًا
رسم الراهب انطونيوس قسًا في 31 أغسطس عام 1958 حتى عام 1960، حيث ذهب إلى مغارة في منطقة البحر الفارغ، والتي تبعد نحو 12 كم عن الدير، وتعرف علي الراهب عبد المسيح الحبشي.
7- سكرتيرية البابا كيرلس السادس ودرجة الأسقفية
اختير سكرتيرًا لقداسة البابا كيرلس السادس، وفي 30 سبتمبر 1962 سيم أسقفًا للتعليم. وفي فترة الأسقفية وأيضا في فترة البطريركية ارتبط بحب الرهبنة، ولم يتخل عن حياة الدير وسكونه.
8- بطريركية الكرازة المرقسية
في 31 أكتوبر لعام 1971 احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتجليس البابا شنودة الثالث ليكون بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 117.
ومنذ تجليسه حتى مماته، كان البابا شنودة الثالث راعيًا ومعلمًا، فخرج في 104 رحلات في جميع أنحاء العالم زار فيها 195 زيارة، لـ38 دولة، ودشن الكنائس وتفقد الرعية. قسية
واهتم بالبحث والاطلاع، والتعليم والتأليف، وأسس مركز البابا شنوده الثقافي للتعليم وتكولوجيا المعلومات، وألقى مئات العظات التعليمية في الكلية الإكليريكية وفي الندوات واللقاءات التي كان يُدعى إليها. وظل أمينا في خدمته حتى تنيح في 17 مارس لعام 2012 .