«الطفلة الحديدية» طالبة بالنهار وبائعة فشار بالليل.. تعول أسرتها المكونة من خمس أفراد وتساعد والدها الكفيف
ADVERTISEMENT
طفلة صغيرة لم تتعد 12 عاما من عمرها، تجوب كل ربوع القرية بالتروسيكل لبيع الفشار عندما تنظر إليها تجد فى عينيها براءة الأطفال ولكن عندما تقترب من حياتها تجدها تتمتع بقوة وشجاعة الكبار "الطفلة الحديدية "تواجه الشقاء الذي فرضته عليها الحياة مبكرا و أجبرتها الظروف بأن تعول أسرتها المكونة من خمس أفراد وتكافح لتساعد والدها الكفيف ،وتواجه مشاكل الحياة المريرة بابتسامتها الطفولية البريئة ، وحبها لوالدها جعلها تضحي بطفولتها وتتحمل أعباء الحياة من أجل مساعدته .
أصرت الطفلة الحديدية "فاطمة العشري " بائعة الفشار والطالبة بالصف السادس الابتدائي بإحدي مدارس مدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية أن تتحمل المسئولية كاملة لتساعد والدها الكفيف الذي فقد بصره في طفولته نتيجة لخطأ طبي ولكن استسلم لقضاء الله وقدره وظل مكتوف الأيدي حتي جاءت الي الدنيا وأهداه الله إياها لتكون له بصره وسنده علي الحياة الصعبة المريرة وسرعان ما كبرت فاطمة ففكرت في عمل مشروع ليساعدهم علي المعيشة ليتمتعوا بحياة كريمة .
ليس لدينا أي دخل وانها من فكر في عمل المشروع
يقول والدها الكفيف الذي يبلغ من العمر 39 سنه ليس لدينا أي دخل وانها من فكر في عمل المشروع بعد ان رأت الحياة صعبة علينا:” مافيش فلوس نعيش منها ولكن كنت رافض بشدة لان غير مستوعب الفكرة لصغر سنها ولكنها اصرت عليها”، ونجحت فاطمة في اقناع والدها بالعمل سويا في بيع الفيشار، من أجل إيجاد قوت يومهم، ورغم رفض والدها للفكرة في بادئ الأمر الا انها تمكنت من اقناعه وضربت أروع الأمثلة في الكفاح والصمود والتحدي للجميع ، وقدرتها علي تحمل المسؤولية وأعباء الحياة معًا.
بدءنا بشكل تجريبي في أول الأمر وبعدها اشترينا تروسيكل وتمرست علي قيادته
وأضاف والدها الكفيف:”بدءنا بشكل تجريبي في أول الأمر وبعدها اشترينا تروسيكل وتمرست علي قيادته مره بعد مره حتي أتقنت ذلك والآن تجوب به كل ربوع المركز بكل سهولة وبدأوا سويا ببيع الفشار أمام مدرستها بعد انتهاء يومها الدراسي وبعد فترة قررا شراء تروسيكل بالقسط، يسهل عليهم العمل ، ويمكنهم من التنقل في أرجاء المدينة وبعد الانتهاء من العمل ببيع الفشار علي التروسيكل تهتم أيضا بدراستها ومدرستها وعمل واجباتها لانها تتمتع بتفوق دراسي .
قدم"تحيا مصر " بثا مباشرا ليرصد رحلة بيع الطفلة فاطمة مع والدها الكفيف لبيع الفشار أمام قاعات الأفراح بالقرية وقامت بتجهيز الفشار ذو الطعم والخلطة المميزة والسرية التي تقوم والدتها بعملها خصصا حتي نالت أعجاب الجميع .
وتقول فاطمة: “ رحت أنا وابويا اشترينا التروسيكل بالتقسيط وكتبنا شيكات على نفسنا بثمنه، وبنلف كل يوم بالتروسيكل نبيع الفشار وغزل البنات”
وأضافت::بنكسب منه كل يوم من 70 ل 80 جنيه بتساعدنا في مصاريف البيت وتعليم اخواتي وبنوفر منه كمان عشان ندفع قسط التروسيكل “
وناشدت "فاطمة "بائعة الفشار المسئولين بمحافظة الدقهلية بمساعدتها في فتح كشك يقتاتون منه هي ووالدها الكفيف، مؤكدة أن دورها يحتم عليها اعانة والدها واسرتها.