عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفة السلامي تكتب: يوم للاحتفال بالحياة !

تحيا مصر

إنه الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة، وهو يوم خاص للاحتفال بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمرأة. إنه يوماحتفال كله فرح وبهجة وامتنان؛ ولكنه أيضا يوم للتذكير بالحاجة للمزيد من التمكين وعدالة الوصول للفرصة وإنهاء التحيز المجتمعي للرجال. كما أن هذا اليوم هو خير موعد للتركيز على القضايا المتعلقة بصحة المرأة، واتخاذ المزيد من التدابير الحكومية والسياسات العامة الرشيدة لإتاحة الخدمات الصحية لها لتعتني بنفسها وتكتشفمبكراالأمراض التي تصيبها حتى يتسنى علاجها في أفضل الظروف.أما بالنسبة لمريضات السرطان والناجيات منه، فهذه المساحة مخصصة لهن في هذا اليوم.

تحيا مصر 

لماذا أنتن من أركز عليكن اليوم؟ لأنه احتفال خاص جدا بالحياة كما هو الحال كل يوم بالنسبة لكنّ بعد سرطان الثدي.. فأن تكون امرأة ناجية من صراع مع مرض مثل السرطان فهذا يعني أنها تستحق أن تكون نموذجًا يُحتذى به، قادرة أن تلهم النساءالأخريات، بل والرجال أيضا، في الصراع مع الصعوبات والتحديات اليومية الأخرى التي تقابلهم في الحياة. بمعنى آخر، الناجيات من السرطانهن أبطالنا في الحياة اليومية: هن قهرن السرطان ويستطعن قهر أي مرض اجتماعي وغيره من المحن، كما يستطعن المساهمة في رفعمستوى الوعي بقضايا المرأة والتحديات الاجتماعية لأنهن خير قدوة لبناتهن وأبنائهن وأخواتهن ونساء أخريات كثيرات، وربما ينجحن أكثر من غيرهن في توسيع دائرة صلبة وعنيدة من النساء والرجال الداعمين الذين يجتمعون على هدف تحسين حياة المجتمع وما يواجهه من تحديات معقدة. 

اقرأ أيضا: ألفة السلامي تكتب: نزيف هجرة الأطباء!

الناجيات من سرطان الثدي عددهن كبير في العالم وليس في مصر فحسب. فهناك امرأة من كل ثماني سيدات يصبن بهذا النوع، ونسبة أعلى من المريضات تقل أعمارهن عن 40 عامًا والأغلبية العظمى (60٪ تقريبًا) موجودة في المرحلة 3 أو 4 من المرض، وهو ما يعرف بالانتشاري،وقد يعانين بقية عمرهن من بروتوكولات العلاج والأدوية والمتابعة الطبية الدورية، لذلك أحب أن أطلق عليهن "خريجات أكاديمية سرطان الثدي".

ويكافح العديد من الناجياتلتعزيز الثقة بالنفس وإعادة ثتبيت أنفسهن في مكان العمل، ومواجهة مشكلات طارئة مثل طلاق بعد تخلي "أنذال" من الرجال عن بعضهن بعد المرض وما قد يتطلبه منتأمين موارد مالية للسكن وتربية الأبناء "منفردات"، إضافة لإدارة المشكلات الصحية المزمنة من تداعيات العلاج، وقبل كل ذلك إعادة "تعريف" أنفسهنبأجسادهن الجديدة ومحاولة التآلف معها نفسيا! أن نكون لطفاء مع بعضنا البعض هو أعظم شيء يمكننا القيام به. لكن ما يهمني هنا أكثر هي السياسات التي تتبناها الدولة لصالح المرأة؛ وقد وفرت العديد من المبادرات خدمات للاكتشاف المبكر وتحسين نوعية الحياة لـ"خريجي هذه الأكاديمية"،مثل "100 مليون صحة" و "صحة المرأة" والقوافل الطبية خاصة للمناطق البعيدة عن الخدمات. وكل ذلك أحدث فروقا نوعية في حياة هذه الفئة.

أقرأ أيضا: ألفة السلامي تكتب: التحديات والفرص في الأزمة الأوكرانية

 

المطلوب حاليا هو تكثيف تلك الخدمات دون اقتصارها على وقت المبادرات وإتاحتها على نطاق أوسع خاصة لدى الفئات الأكثر احتياجا التي لا تملك موارد للإنفاق على علاج هذا المرض المكلف. جميع النساء (وحتى الرجال: مصاب واحد من كل ألف رجل) معرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي. تختلف المخاطر حسب العوامل الوراثية والبيئية. تشمل العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي التاريخ العائلي ، والسمنة، والتلوث، والتعرض للإشعاع، والتاريخ الإنجابي (الحيض المبكر، وانقطاع الطمث المتأخر، وعدم الإنجاب) وما إلىذلك من أسباب. ومع ذلك، في حوالي النصف من الحالات قد لا يظهر عامل خطر من هذا القبيل. 

يمكن علاج سرطان الثدي إذا تم اكتشافه مبكرًا. بالرغم من ذلك، أصبح بالإمكان علاجه في جميع المراحل، حتى في المرحلة الرابعة عندما يكونمنتشرًا في أجزاء مختلفة من الجسم. تتوفر الآن في مصر علاجات فعالة يمكن أن تجعل المرضى يعيشون حياة أطول وأفضل. وتوجد فرق متعددة التخصصات بما في ذلك أطباء الأورام وجراحي الثدي، إلى جانب طواقم دعم أخرى، جميعم على درجة كبيرة من الكفاءة والخبرة. كما تتوفر الإمكانيات الطبية لتقديم أفضل علاج موصى به في العالم. العمليات الجراحية هي الآن اكثر تطورا وأقل تشويهًا مع أحدث الطرق في التجميل وإعادة البناء. يمكن لتقنيات العلاج الإشعاعي حاليا أن تقدم هذا العلاج بأمان أكثر مما سبق. الاختبارات الجينية لإيجاد الطفرة الجينية (مثل براكا1 وبراكا2 وغيرها من تحاليل الدم الوراثية) أصبحت متاحة ولا تقل جودة عن الدول المتقدمة.الجراحة الوقائية لإزالة الثديين و/أو المبايض هي الأخرى اختيار متاح في حالة التأكد من الخطورة المضاعفة عند تحليل الطفرة الجينية. من ثم، مع التقدم في علاج السرطان، هناك أسباب أكثر للتفاؤل الآن والحد من المخاوف.. وحتى تحافظ النساء على إيجابيتهن ولا يفقدن الأمل أبدًا!  

تابع موقع تحيا مصر علي