عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الأزهري: التشكيك في الدين تخطيط بعيد المدى وليس أمرا عشوائيًا

تحيا مصر

استضافت جامعة المنيا الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أحد علماء الأزهر الشريف، اليوم الأحد، بحضور اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، على هامش محاضرة ألقاها بعنوان: " الإسراء والمعراج.. والرد على الشبهات المثارة حولها".

تحيا مصر 

وقدم الدكتور أسامة الأزهري الشكر لمحافظ المنيا، ولجامعة المنيا على الدعوة الكريمة، ولكل إنسان كريم على أرض المحافظة الكريمة، كما قدم الشكر للطالب القارئ على تلاوته الكريمة قائلا: إنها كانت تلاوة صادقة لمست قلبي ووجداني ودليلًا على نموذج من المواهب الرفيعة لطلاب الجامعة.   وشرح الأزهري موجات التشكيك التي يتعرض لها الإنسان المصري موضحًا أن هناك حربًا من نوع آخر بدأت عقب انتصارات أكتوبر تهدف إلى تشكيك وتفريغ الإنسان المصري من مضمونه ومن عوامل بطولته، موضحا أنه عقب انتصار حرب أكتوبر وعلى وجه التحديد منذ عام 1974 كانت هناك رؤية وأطروحة معينة أن خوض حرب مسلحة ستكون مرتفعة التكلفة فبدأت الفكرة تسعى لحرب من مدخل مختلف وهو العمل على تفريغ الإنسان المصري من مضمونه، ومن عناصر صناعة بطولته، وعلى نحو صبور ومدروس ليس عنده غضاضة أن يظل على مدار عقود وهو يحارب الإنسان المصري، مشيرا إلى أن هذه الحرب تقوم على 3 أسس، الأول: تشكيك الإنسان المصري في مؤسسات وطنه، والمسار الثاني: تشكيك الإنسان المصري في تاريخه، والمسار الثالث: خلخلة وتشكيك الانسان المصري في ذاته.

الأزهري: التشكيك في الدين تخطيط بعيد المدى وليس أمرا عشوائيا

وأوضح الدكتور أسامة الأزهري أن المسار الأول: تشكيك الإنسان المصري في مؤسسات وطنه، والمستهدف منها شرخ ثقة المصري في هذه المؤسسات وبالتحديد القوات المسلحة والشرطة والقضاء والأزهر الشريف، والمسار الثاني: تشكيك المصري في  تاريخه الذي يستمد منه ثقته ونجاحه، وأن المصري ليس هو الذي بنى الهرم، وعلى سبيل المثال ظهر ذلك على لسان مناحم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، حيث كان يلقي خطابات أن مَن بنى الهرم اليهود وهو كلام غريب، والبحث العلمي الحر يفضي إلى أن هذا وهم بلا شك، الديانة اليهودية وسيدنا موسى كانا قبل سيدنا المصطفى ﷺ بألفي سنة وبين سيدنا عيسى وسيدنا محمد 600 سنة، والهرم الأكبر بني على أقل تقدير قبل 5 آلاف سنة، قبل أن توجد الديانة اليهودية على الأقل بألفي سنة.

وأضاف: إضافة إلى ذلك التشكيك في صلاح الدين الأيوبي، والتشكيك في الزعيم أحمد عرابي، والتشكيك في انتصار أكتوبر العظيم، وأخيرًا التشكيك في معجزة المعراج، فهي دائرة مفرغة من الشك في كل شيء، بحيث يتحول كل ما هو ثابت إلى محل شك وريبة. 

والموجة الثالثة من التشكيك: تشكيك الإنسان في ذاته، وفي مقدرته على حماية وطنه، ومقدرته على تجاوز الأزمات، وصولا إلى محاولة إيهام الإنسان المصري أنه محبط حزين ويائس وليس قادرًا على صنع شيء.

وقال الازهري: العلم يؤدي إلى وضوح الحقائق والمبادئ وتضاريس الواقع، مما يساعد الإنسان على حسن التعامل مع الواقع، والمسار البديل عن العلم يؤدي إلى الحيرة والتردد، والاصطدام بالواقع وعدم حسن التعامل.

ووجه رسالة لكل الطلاب قائلًا ": اجتمعنا جميعا لأجلكم، لنكون في خدمتكم، والمساعدة في عقد لقاء يملأ القلوب سكينة".

موجات التشكيك هدفها احباط المصريين

واستطرد الازهري: المصري عظيم الاعتداد بنفسه، موجات التشكيك هدفها  أن يغرس في المصري أنه محبط ومكتئب وفاشل ويائس ولا أمل عنده ولن يصنع شيئًا إلى أن يصير كيانا محبطا ليس عنده همة ولا أمل ولا طموح ولا وعي، مؤكدا أنها ليست قضية إسراء ومعراج، لكن حرب تستهدف المصري حتى تجعله عازفًا يائسًا ومتحيرًا في كل شيء ليس عنده شيء ثابت يستند إليه، ولو  أنه وقع فريسة لهذه الموجة العارمة من التشكيك ستصل به إلى الإدمان، أو الانتحار، أو الإلحاد والإرهاب والتطرف أو الانهيار السلوكي والأخلاقي إذا فقد الإنسان البنية النفسية المتماسكة التي تمده بالثقة والوقوف على أرض صلبة فتلقي الإنسان في دائرة مفرغة تدفعه لأي كارثة.

وأكد مستشار الرئيس أن القضية نسف وتدمير البنية التي صنعت المصري وصنعت كل شيء مشرف في الإنسان المصري، مشيرا إلى أن المعراج ثابت في القرآن كثبوت الإسراء ولا مجال للتشكيك في الإسراء والمعراج قال تعالى ۞ وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهى عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰۤ إِذۡ یَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا یَغۡشَىٰ مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَایَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ ۞ [النجم ١٣-١٨]، مشددا على أن الآية واضحة وصريحة في قوله: ۞ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰۤ ۞. 

وأوضح فضيلة الدكتور أسامة الأزهري أن أسباب التشكيك في الدين ليس أمرا عشوائيا بل تخطيط بعيد الأمد، فعليك أن تتسلح له بالعلم والوعي، مؤكدا أن القضية هي قضية علم ولكل عالم من علماء الشريعة ولكل إمام مسجد: املؤوا المساجد والبيوت بالعلم والبيان والحجة والنور والسكينة والفهم والمناقشة العلمية الجادة الخالية من العصبية والتطاول. 

واختتم حديثه بأن القيمة العظمى التي استخرجها من الإسراء والمعراج هي: الخلود والبقاء والاستدامة والثبات في مواجهة كل تشكيك.

ووجهالدكتور أسامة الأزهري  رسالة لكل شاب: إياك أن تبدأ في برنامج عمل وتفشل فيه أو في مسار دراسي وتنقطع عنه، ومن هديه ﷺ كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وكان يقول: أحب العمل إلى الله أدومه.. إياك أن تقبل بالفشل، ولكل طالب: أريد منك الإبداع في مجالك، أريدك أن تحصل على جائزة نوبل، أن تبقي للأجيال مكانا ووطنا في مكانه الذي يستحقه.

تابع موقع تحيا مصر علي