إلهام شاهين: «فكرت في الاعتزال قبل حظر تجول»
ADVERTISEMENT
انطلق مساء أمس الأحد 30 يناير، عرض فيلم «حظر تجول» ثالث أفلام الدورتين السابعة والثامنة والأبعين لمهرجان جمعية الفيلم السنوي، بمركز الإبداع الفني للأوبرا.
تحيا مصر يرصد تفاصيل ندوة الفنانة إلهام شاهين بمهرجان جمعية الفيلم السنوي.
عرض حظر تجوار بمهرجان جمعية الفيلم
وكان من أبرز الحضور المخرج أمير رمسيس وبطلة العمل الفنانة إلهام شاهين، ورئيس المهرجان مدير التصوير محمود عبدالسميع، وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة لمناقشته مع الحضور من الجمهور، أدارها الناقد السينمائي أندرو محسن، والذي عبر عن سعادته بإدارة ندوة تخص «حظر تجول» للمرة الثانية بعدما فعل نفس الأمر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قبل عامين.
إلهام شاهين تقع في غرام شخصية فاتن
وأعربت إلهام عن حبها لشخصية فاتن التي قدمتها في الفيلم، وأنها في كل مرة تشاهده تبكي وتضحك كما لو كانت تراه للمرة الأولى، مُرجعة الفضل إلى المخرج أمير رمسيس، كونه صنع عملا شديد العذوبة والجمال، وجعل الشخصية قادرة على أن تُضحك وتُبكي المتفرج، متابعة "إلى جانب أن الأمومة شيء مؤثر بالنسبة لي فهي عندي شيء مقدس في مرتبة بعد ربنا مباشرة، يتعبني أن الأم تُهان وتُعذب بهذا الشكل رغم أن الخطأ الذي ارتكبته كان بهدف أن تحمي ابنتها، والفيلم كان شديد التعقيد وشديد الإنسانية وموضوع جديد جدا".
وأشارت إلهام إلى أن عند قراءتها لأول مرة لسيناريو الفيلم وقعت في غرامه "حظر تجول عن زنا المحارم دون أن يكون فيه ما يضايق المُتفرج، خاصة وأن فكرته صعبة جدا لكن ليس هناك مشهد يؤذي رغم تصنيفه فوق سن 18 عاما إلا أن مشاهدة الأطفال له لن يضر بل على العكس سيكون مفيد لتوعيتهم بطريقة جيدة، فالفيلم في رأيي سيمفونية شديدة العذوبة ومن أكثر الأدوار التي تأثرت بها، كنت أذهب لبيتي بعد انتهاء التصوير وفاتن معي تلازمني، استيقظ وهي معي، كنت هي تماما ونسيت إلهام".
ووجه مدير الندوة أندرو محسن سؤالا للمخرج أمير رمسيس عن استغلاله لفترة حظر التجول والعمل على السيناريو وخلق شخصية فاتن، أي خطوة سبقت الأخرى، وكم من الوقت استغرقه في العمل على الشخصية لتصل للمرحلة النهائية التي تم تصويرها، وقال أمير "السيناريو ولد على مرحلتين، وقت حظر التجول كانت لدي رغبة لتقديم فيلم عن حالة الحبسة التي نعيشها، كنت أسأل نفسي ماذا لو اضطرتني الظروف أن أقضي وقتا مع شخص وبيننا أشياء مسكوت عنها، فكرت في تقديم فيلم عن شخصيتين في ليلة واحدة يتحدثان عن المسكوت عنه، تلك الفكرة كانت لدي في 2013، وبعد سنوات ظهرت الكثير من القضايا عن التعدي الجنسي في إطار العائلة ووجود صمت عائلي فلا نقرأ عن هذه القضايا إلا وهي مرتبطة بجريمة القتل مثلا كما لو كان البعض لا يعتبرها جريمة كافية لنتكلم عنها، أردت تقديم عمل عن حالة الصمت هذه، بدأت اقرأ واستعين بأشخاص تعاملوا مع حالات مشابهة، وكتبت السيناريو وكنت مهتم في الكتابة برحلة فاتن وليلى وأنهما غريبتين بحكم الزمن الذي افترقتا فيه، ومهتم أن يقتربان من بعضهما البعض وتكسران حاجز الصمت".
وتطرقت إلهام شاهين إلى قضية الفيلم، وتعاطفها مع شخصية فاتن مؤكدة أنها لو كانت مكان بطلة العمل كانت ستقتل، متابعة "المرأة التي تقوم بذلك الفعل كي تحمي ابنتها لابد أن تحصل على البراءة لا تُسجن 20 عاما، كنت أتمنى يكون هناك صدى للفيلم على مستوى القوانين ويغير الأوضاع، الأب أو الأخ أو العم أو الخال الذي يرتكب هذه الجرينة يستحق القتل، والفيلم كان يضم مشهدا تقول فيه فاتن إن إذا خرج زوجها من تُربته ستقتله للمرة الثانية والثالثة، أحب هذا المشهد، فهذا الرجل يستحق القتل والتمثيل به، وفي رأيي أن الصمت من الأسرة التي يحدث فيها ذلك يرجع إلى خوفهم على البنت وسمعتها، حتى لا توصم الابنة بنظرة غير جيدة طوال الحياة، فهو نوع من أنواع الحماية للبنت، لا للتقليل من الجريمة فأنا أعتبرها من أكبر الكبائر".
إلهام شاهين تفكر في الاعتزال
وأوضحت أنها كانت تفكر في الاعتزال بعد فيلمها رقم 100، وأنها لم تكن تتوقع أن هناك أدوارا لم تقدمها من قبل في السنيما المصرية، خاصة وأنها قدمت كل الألوان تقريبا: المجنونة، المنحرفة، المحامية، عضو مجلس الشعب، الدكتورة الجامعية، والمعاقة ذهنيا، لكن "حظر تجول" جعلها تتحمس للسينما مرة أخرى وتكتشف وجود شخصيات لم يسبق لها تقديمها، خاصة وأنها لا تحب تكرار نفسها، حيث تري أن المجتمع به الكثير من القضايا المهمة التي لم يتطرق إليها أحد، وأن الفن دوره أن يكون له صوت ويقدم للناس هذه الأمور، مشددة على أن رسالة الفنان ليست فنية فقط، ولكن إنسانية أيضًا يحملها بداخله يجب أن يدافع عن قضايا مسكوت عنها وموجودة في المجتمع و"الفيلم جعلني أشعر أن لي دور وصوت وقيمة، أنني أقدم فنا يؤثر في الناس ويا رب يؤثر في القوانين".
وأوضح أمير صعوبة تقديم فيلم في موقع تصوير واحد والأحداث تدور في يوم واحد، قائلًا "كانت تجربة صعبة جدا، أنا كنت أرى أن التجربة يجب أن تُنفذ بالشكل الذي ظهرت عليه منذ البداية، كان لابد من تقديمها بجرأة وأتحرر من تجميلها ومن البداية أعرف أنه فيلم عن حالة الخنقة، وكان الحل الأمثل التعامل مع الموضوع والرهان للنهاية، وأن أعرف أن جماليات الفيلم تأتي مما يحدث دون التركيز على جماليات الشقة".