عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

سهى أحمد تكتب: كيفية التخلص من الفراغ المقترن بالضغوط النفسية وأثرهم على الإنسان

تحيا مصر

للوقت أهمية كبرى في حياة الإنسان، فهذه الأنفاس التي تذهب لن تعود والعمر الذي قدره الله عز وجل للإنسان يجب استثماره في ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته فحسن استغلال الوقت يعني حسن الاستغلال لحياتك.  وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: (نعمتانِ مغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصِّحَّة والفراغ).. رواه البخاري. 

مما لاشك فيه أن  الفراغ السلبي، هو السم الذي يقتل صاحبه تدريجيا فهو لايعرف هدفه من الحياة، ولماذا يعيش وليس لديه رؤية واضحة، بل ويضيع الوقت في أمور تافهة تعود عليه بالهباء المنثور  تجده لدية الصحة والوقت والفرص ولكنه متكاسل مستسلم داخل (Comfort zone).

 منطقة الراحة 

العقلية التي تسول له أن يستمتع بوقت الفراغ، لأنه الدرع الحامي ونعمة كبيرة تحميه من الإجهاد و الاجتهاد، وخوض المغامرات الحياتية لكي يكون شخص أفضل وأنجح وأقوى. 

ثم يبدأ الفراغ به أن يدخله في دوائر الإكتئاب والأمراض النفسية، التي تقع على عاتقه، فأكثر شخص تجده شاكيا ملئ بالملل واليأس طول الوقت هو الشخص الفارغ والسلبي، ومن صفاته ضعف الهمة قليل الوعي وسوء التخطيط.

إذن كيف تتعامل مع فراغك؟ 

 أوقات الفراغ تتيح لك التفكير بحياتك وممارسة هواياتك وإعادة حساباتك وجدولة أعمالك، لتفكر هل أنت على الطّريق الصّحيح الذي تريد أم عليك تغيير المسار حتى تجد نفسك، فوقت الفراغ مفيد لإعادة شحن الطاقات والانطلاق من جديد، لكن الفراغ يجب أن يكون محددًا ومدروسًا؛ لأنك لن تستطيع الإفلات منه بسهولة، وستبذل مجهودًا مضاعفًا للإمساك بزمام أمور حياتك من جديد.

وعلى الشخص، الذي يعاني فراغًا بأن يقاوم رغبته بالانفتاح على العالم الخارجي للتغلب على شعوره بالفراغ، فبدلاً من محاولة سد الفراغ بتناول العقاقير أو إدمان الكحول أو مشاهدة التلفزيون، أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر أو أي شيء آخر، عليه أن يبحث عن نفسه ويقضي معها ما يعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه ووطنه.

وكلما أحب الإنسان ذاته ووقع في غرامها ستجده يغتنم كل لحظة من وقته بالانشغال في تطوير ذاته.

كيف نحد من الضغط النفسي المقترن بالفراغ؟ 

بأن يبدأ الشخص في ترتيب يومه، ويرتب لحاضره الذي يصنع  لمستقبله، بأن يبدأ الشخص في تدوين يومياته بهدف مراقبة أفكاره ومشاعره، كما يساعده ذلك على فهم مشاعر الفراغ النفسي التي يمر بها بشكل أفضل، وهي كذلك طريقة جيدة لتخفف من التوتر والمشاعر السلبية، وللبدء في كتابة اليوميات، عليه أن يختار مكاناً يشعر بالارتياح للجلوس به، ويخطط لتكريس ما يقارب 20 دقيقة من يومه للكتابة، حيث يمكنه أن يبدأ بالكتابة حول ما يشعر أو يفكر به، وقد يشعر بعدم الارتياح في البداية، ولكن كلما مارس وقتاً كبيراً في تكريس الوقت والطاقة لنفسه ورعايته لنفسه، كلما قل شعوره بالفراغ، وشعور المهمش وعدم الإحساس بالمسؤولية وانعدام قيمته وأثرها على نفسه وعلى قيمته مما يضيفه للمصلحة المجتمعية، لأن آفات الفراغ في أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل.

خبيرة التنمية الذاتية والمتخصصة في علم النفس الإيجابي وباحثة في العلوم الإنسانية وتطوير الذات

 

تابع موقع تحيا مصر علي