النائب حسانين توفيق يكتب: التسرب من التعليم الثانوى ناقوس خطر

قبل أيام أصدر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء النشرة السنوية للتعليم ما قبل الجامعى، ودائما أقول أن لغة الأرقام هى الأصدق والأوثق والأدق، وأن الأرقام هي أكثر المعطيات التي يمكن الاعتماد عليها لاتخاذ أى قرار أو لصياغة استراتيجية ما على مستوى الدولة بخصوص الأمور الحيوية وفي القلب منها سياسات التعليم.

تحيا مصر

 

النشرة تتضمن عددا من الأرقام حول أعداد الطلاب والمدارس والمدرسين بداية بالتعليم ما قبل الابتدائى ونهاية بالتعليم الثانوى بأنواعه المختلفة، وتكشف أزمات تعليمية مختلفة نواجهها يوميا مثل النقص الحاد فى أعداد المدارس والمدرسين بشكل يؤثر على سير العملية التعليمية، لكن أهم ما لفت نظرى هو الأرقام الخاصة بقدرة النظام التعليمى فى مصر على مواجهة ظاهرة التسرب من التعليم فى المراحل التعليمية المختلفة وهى فى رأيى تستحق أن نتوقف أمامها كثيرا.

تٌحدثنا الأرقام أن أعداد الطلاب الذين التحقوا بالتعليم الابتدائى خلال العام الدراسى 2020/2021 يبلغ 14,4 مليون تلميذ بنسبة 54,7% من إجمالي مراحل التعليم ما قبل الجامعى، بينهم حوالى 13,4 مليون تلميذ بنسبة 54,8% فى مراحل التعليم العام، و1,0 مليون تلميذ بنسبة 53,8% فى مراحل التعليم الأزهري.

النائب حسانين توفيق يكتب:

التسرب من التعليم الثانوى ناقوس خطر

النشرة تقول أن معدل الانتقال من التعليم الابتدائي إلى التعليم الإعدادي يصل إلى 99.9% وهى نسبة ممتازة تؤكد أن السياسات التعليمية نجحت إلى حد كبير جدا فى مواجهة ظاهرة التسرب من التعليم خلال المرحلة الإبتدائية، لكن الأرقام نفسها تطرح تساؤلات أكثر عمقا حول التسرب من التعليم فى المراحل التالية.

 

فوفقا للنشرة فإن أعداد الطلاب الملتحقين بالمرحلة الإعدادية يبلغ 5.9 مليون تلميذ بنسبة 22,6% من إجمالي المراحل التعليمية المختلفة خلال العام الدراسى 2020/2021، وهنا لابد من الإشارة إلى ضخامة الفجوة بين أعداد الملتحقين بالتعليم الابتدائى والتعليم الإعدادى فى نفس العام، وهو بالتأكيد يرجع إلى الزيادة السكانية والفارق فى عدد السنوات الدراسية بين التعليم الابتدائى والتعليم الإعدادى، لكن التساؤل عن التسرب يبدو منطقيا بالنظر للنسب الخاصة بطلاب المرحلة الثانوية، فطبقا للنشرة فإن نسبة الانتقال من التعليم الإعدادى إلى التعليم الثانوى العام يبلغ 42.8% بواقع 2.3 مليون طالب، فى حين أن إجمالى الملتحقين بالثانوى الفنى يبلغ 2.1 مليون طالب، وبالتالى فإن نسبتهم أقل من الملتحقين بالثانوى العام وتكاد تصل إلى 40% أو أكثر قليلا من طلاب المرحلة الإعدادية، وبالتالى فإن هناك حوالى 20% من طلاب المرحلة الإعدادية لم نعرف مصيرهم بشكل محدد.

إذا افترضنا أن هناك أنماط أخرى من التعليم الثانوى مثل الثانوية الرياضية أو مدرسة الضبعة أو المدارس الفنية التابعة للشركات والمصانع الخاصة لم تخضع لهذا الإحصاء، فالمنطقى أن أعداد الطلاب الملتحقين بهذه المدارس منخفض للغاية ولا يمثل نسبة تذكر وبالتالى فإننا نحتاج إجابة واضحة عن سؤال محدد: كم تبلغ نسبة التسرب من التعليم بين طلاب المرحلة الثانوية؟ وكيف نعالج هذه الظاهرة؟

وللحديث بقية..