يوسف وهبي كاد يفقد الجنسية.. السبب كيف يصورون النبى!

كاد الفنان الكبير الراحل يوسف بك وهبي يفقد الجنسية بسبب عزمه على تجسيد شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا ما رصده أرشيف جريدة الأهرام فترة العشرينيات ووقفت أمام مشروع كان سينهي حياة يوسف وهبي الفنية. وفيما يلي تفاصيل قصة تجسيد يوسف وهبي للنبي.

تحيا مصر يرصد تفاصيل قصة تجسيد يوسف وهبي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم

فيلم عن حياة النبي بطولة يوسف وهبي!

كيف يصورون النبى، فهذا العنوان فتحت الأهرام النار على يوسف وهبي، الذي استعد لتقديم فيلم يجسد حياة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عام 1925، وذلك بعدما حضر المخرج التركي وداد عرفي في ذلك العام ممثلًا عن شركة ماركوس الألمانية.

الهجوم على يوسف وهبي

هاجم الجمهور ورجال الدين، الفنان يوسف وهبي، ليحاول تبرأة نفسه فكتب في الجريدة الرسمية إنذاك يوم 22 مايو 1926: "اطلعت على مقال كتبه مسلم غيور وبه يشكو إلى ولاة الأمور ما قرأه عن عزمى على تجسيد رواية النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بشكل وهيئة لا تليق بكرامة النبوة ولا تتفق مع عظمة الدين، مع أن هذا خبر كاذب وحقيقة لا أصل لها".

وتابع يوسف بك وهبي، حديثه لأحد الشيوخ الذين انتقدوه وقال: "سيدى إنى إذا كنت قد رضيت أن ألعب هذا الدور فى السينما فليس إلا لرفعة شأن محمد عليه الصلاة والسلام، وتصويره أمام العالم الغربى بشكله اللائق به وحقيقته النبيلة وليس الغرض من هذا الفيلم سوى الدعوة للدين الإسلامى الذى تعضده الحكومة التركية نفسها".

الجمهور وعلماء الدين لم يقتنعوا بحديث النجم الكبير. فقرر أن يكتب مجددًا، وقال: "من يوسف وهبى الممثل إلى حضرات السادة العلماء وجموع الشعب الإسلامى.. سادتى أتقدم إليكم بصفتى طالبًا منكم الإرشاد والنصيحة وأن تدلونى على السبيل السليم الذى يجدر بى أن أسلكه".

يوسف وهبي يروي كيف وصله فيلم عن النبي

وأضاف: "ارسل لى منذ شهر الكاتب والمخرج التركي وداد عرفى الذى جاء إلى مصر قريبا ومندوب شركة ماركوس يطلب منى مقابلته فذهبت اليه، حدثنى عن شركة سينما تريد أن تأخذ بعض المناظر فى مصر، وتقوم بإخراج روايات شرقية ومصرية وعربية، مثل تاريخ جزيرة العرب، حياة محمد على باشا وغيرها. وطلب منى وداد عرفى أن أهديه بعض صورى الفوتوغرافية، وسافر إلى باريس، وبعد 15 يوما وصل إلى القاهرة ماركوس رئيس الشركة وطلب مقابلتى، وعندما تقابلنا قال لى إن الشركة وقع اختيارها على أنا لتمثيل أدوار البطولة، وعرض على شروطه وبعد مناقشة قبلتها، بادرنى قائلا سنبدأ بعمل تاريخ سيدنا محمد".

واستكمل: "صدمت وقتها قليلا وسألته عما يعنى فأجابنى  نريد أن نظهر للعالم أجمع عظمة محمد ومجد الدين الإسلامى، نريد أن يؤمن به الجميع، ولكننى لم أندفع وأجبته قائلا: لا أستطيع! فأجاب لماذا؟ فقلت إن ديننا يحرم علينا أن نصور هذا الرجل العظيم مهما كان قصدنا حسنا، فقال : ولكنك إذا رفضت القيام بهذا الدور فسيلعبه أجنبى غيرك لا يعلم عن الدين الإسلامى حرفا، أيها المسلم لا تدع غيرك يلعب هذا الدور المهم، لقد كانت المناقشة حادة بينى وبينه.

اختتم يوسف وهبي روايته للقصة، وقال: "هذه قصة المشروع يا سادتى والآن ما هو رأيكم؟ إن أمثال هذه الشرائط ممكن منعها من الدخول فى البلاد الإسلامية فلا أظنكم تستطيعون منعها فى البلاد الأجنبية وفى هذا تكون الطامة، أم ندع القوم يعبثون بنا ويمسخون حقيقتنا، وليعلم اخوانى المصريون أن شعارى دينى قبل كل شئ".

رجال الدين والمجتمع ينصحون يوسف وهبي

تلقى يوسف وهبي الكثير من الرسائل والمقالات النقدية حول تقديمه السيرة الذاتية للرسول عليه الصلاة والسلام. ونصحوه بأن لا يقترب من هذه المنطقة ويفعل مثلما قال في مقالته "شعاري ديني قبل كل شيء".

تهديد بسحب جنسية يوسف وهبي

كان للأزهر الشريف ردًا صارمًا حيث ارسل خطابًا إلى وزارة الداخلية يطالبها بالتحقيق معه الفنان يوسف وهبي والمخرج وداد عرفي ومنعهما من القيام بالشخية. وقتها استدعت وزارة الداخلية يوسف بك وهبى وحققت معه وطالبته بعدم تقديم هذا العمل واتفقا سويًا خاصًة بعد تحذير وتهديد الملك فؤاد بسحب الجنسية من يوسف وهبي.

يوسف وهبي يعتذر عن الفيلم

اعتذر في النهاية يوسف وهبي من الجميع وقرر أن العدول عن تجسيد الدور، وكتب: "بناء على قرار حضرات اصحاب الفضيلة العلماء واحترامًا لرأيهم السديد أعلن انني عدلت عن تمثيل الدور وسأخر الشركة بعزمي هذا"

.

واستأنف: "انتهز هذه الفرصة لأقدم شكري لصاحب الأهرام الفاضل لافساحه المجال لهذا الموضوع الخطير في جريدته كما انني ممتن لكل من اهتم لهذا المشروع من غيروين ورجل الدين".