عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

صاحبة المعارك بـ«المنصة والتحرير» لمواجهة «الإخوان».. «رحيل هادئ» للمستشارة تهاني الجبالي

المستشارة تهاني الجبالي
المستشارة تهاني الجبالي

على منصات القًضاة جلست بين هيئات المستشارين مرفوعة الرأس، غير عابئة بسهام دامية وُجهت نحوها بسبب آرائها الجريئة، ومعارك طاحنة خاضتها دفاعًا عن مواقفها الداعمة للحرية، لتقول بكل فخر وتباهي :"ها هي المرأة المصرية يمكنها الوصول لأعلى المناصب"، لتنهي رحلتها قبل أن ترحل عن عالمنا برسالة سيذكرها التاريخ بعد أن حصدت لقب أول قاضية في مصر الحديثة.

تحيا مصر

مواقف وطنية مشرفة سجلتها المستشارة تهاني الجبالي، النائب السابق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، خلال سنوات عملها القضائي، فمنذ تخرجها من كلية الحقوق بجامعة المنصورة عام 1973 تحمل فوق عنقها راية الحرية والحق، الأمر الذي ادخلها في صدامات شرسة مع جماعة الإخوان الإرهابية، الذين حاولوا مرارًا وتكرارًا التشكيك في نزاهتها ووطنيتها حتى لجأوو لتشويه صورتها من خلال نشرهم على صفحاتهم الرسمية صورًا لتكويلات رسمية في القضايا من سوزان ثابت، قرينة الرئيس الأسبق، حسني مبارك، قبل تعيينها بقرار جمهوري فى 22 يناير 2003 كأول قاضية مصرية، مشككين في مواقفها الرافضة لمشاركة رجال الحزب الوطني المنحل، فى الحياه السياسية.

معركة تهانى الجبالى ضد الإخوان 

رغم منصبها الرسمي، وقفت المستشارة تهاني الجبالي جنبًا إلى جنب مع المتظاهرين بميدان التحرير منذ اليوم الثالث للثورة، مدافعة عن الحق في الحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة، وكانت من أوائل المطالبين بإجراء الاستفتاء الدستوري قبل انتخاب المؤسسات التشريعية، والتنفيذية أيضًا، منتقدة، في الوقت نفسه، إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في ظل ما سمته "اختلال الموازين بين القوى الاجتماعية"؛ الأمر الذي عرَّضها بعد ذلك للاعتداء من قِبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، أثناء محاولتها دخول المحكمة، وألقوا بأجسادهم أسفل إطارات سيارتها، مهددينها بالقتل والذبح.

قائمة وطنية لتهانى الجبالى فى الانتخابات

محاولات  التهديد والنَيّل من "الجبالي" لم تجبرها يومًا على التراجع، أو التخلي عن دعمها للوطن، فمن هذا المنطلق خاضت النائبة السابقة لرئيس المحكمة الدستورية الانتخابات البرلمانية في 2015 بقائمة وطنية تحت عنوان "التحالف الجمهوري"، ورغم عدم توفيقها بالفوز والتمثيل البرلماني حينها، إلا أنها استمرت في المساندة والدعم للوطن في كل مواقفه، الأمر الذي دفع رئيس مجلس الشيوخ، المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، إلى أن ينعاها في بيان رسمي له، واصفًا إياها بـ"قوة وصلابة شخصية المرأة المصرية".

رحيل هاديء لتهانى الجبالى 

رسائل اجتماعية ووطنية عديدة تركتها "الجبالي" قبل أن ترحل روحها إلى بارئها، في الساعات الأولى من صباح اليوم، السبت، بعد صراع طويل مع فيروس كورونا، لتنهي بذلك رحلة سيدة مصرية اقتحمت ساحات الرجال في العمل وساحات الأعداء في الوطن، بنصر مشرف دون تراخي ولا هزيمة.

تابع موقع تحيا مصر علي