عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إسماعيل ياسين المُضحك الحزين.. امرأة تسببت في إفلاسه وجدته طالبت الإنجليز بقتله

إسماعيل يس _ أرشيفية
إسماعيل يس _ أرشيفية

ملك قلوب الملايين ببساطته وأدائه الرائع، استطاع بكل سلاسة أن يرسم الضحكات على أوجه محبيه، لقفشاته مذاقها الخاص التي جعلته يعتلي عرش النجومية، عاش حياة شاقة منذ نعومة أظافره وحتى وفاته، لم ينعم بطرف العيش، هو إسماعيل يس أبو ضحكة جنان. 

ويرصد لكم موقع تحيا مصر لقطات صادمة وتفاصيل غامضة من حياة المضحك الحزين إسماعيل يس.

وفاة والدته ودخول والده السجن 

قضى إسماعيل سنوات عمره الأولى مع جدته بعد أن فقد أمه نتيجة إصابتها بأزمة قلبية و دخول والده السجن، وعاش معها حياة مريرة حيث كانت تضع له رغيفًا واحدًا بالسمن والسكر فى اليوم، وفى أحيان كثيرة تتركه طوال اليوم بلا أكل ولا شرب. 

 

 

حياة مريرة مع جدته

وفى إحدى المرات اصطحبت معها  إسماعيل، وكانت تأخذه معها بشكل شبه يومى إلى المقابر، وتجبره على حمل «الشيشة» ومستلزماتها، وكان بعض نساء السويس القدامى قد تعودن أن يلتقين يوميا ليدخن الشيشة وكان مكانهن المفضل فى المقابر.

وذات يوم تأخرت جدة إسماعيل فى العودة وحل الظلام عليها وهى تدخن الشيشة فى المقابر وتاهت هى وإسماعيل، فجأة وجدت نفسها أمام سيارات الجيش البريطانى، أثناء احتلال الإنجليز لمصر، وما لبث الجنود أن رأوا الجدة وحفيدها حتى أشهروا أسلحتهم واقتربوا منها مهددينها لأنها دخلت منطقة محرمة، وكاد الجنود يقتلون الجدة وإسماعيل لولا تدخل احد الجنود الكبار بعد أن سمع هرجًا ومرجًا وطلب من الطفل والعجوز المثول للتحقيق وتمت مصادرة الشيشة.

جدته تتخلى عنه للإنجليز مقابل سلامتها 

وهنا كانت الصدمة، فلم يصدق إسماعيل ما سمعه من جدته  عندما قالت للمحقق "خذوا الطفل وافعلوا به ما تريدون اقتلوه ولكن اتركونى لحال سبيلى".

إفلاسه بسبب زوجته

في لقاءات تليفزيونية سابقة تحدثت الفنانة الراحلة آمال فريد عن الفنان إسماعيل يس، كاشفة أسرار هامة عن سبب إفلاسه فقالت أن زوجة إسماعيل هي السبب الحقيقي وراء إفلاسه وخسارة ثروته وما تعرض له من تدهور. 

 

 

تاريخه الفني

قدم إسماعيل، 70 مسرحية خلال مشواره الفني، سجل منها 52 مسرحية، إلا أنه لم يتبق منها سوى «يا قاتل يا مقتول»، وفصلان من مسرحية «كل الرجالة كده»؛ بعد أن مسح القائمون على التليفزيون معظم شرائطه التي تحوي مسرحياته، وسجلوا عليها مباريات كرة القدم. 

عام 1939 شهد انطلاقة إسماعيل يس السينمائية، عندما اختاره فؤاد الجزايرلى ليشترك في فيلم "خلف الحبايب"، وقدم العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثاني من أشهرها في تلك الفترة "لي بابا والأربعين حرامي"، و"نور الدين والبحارة الثلاثة" و"القلب له واحد"، وقدم أكثر من 400 فيلم في حياته أكثر من نصفها بطولته المطلقة، والمشتركة، وأهمها تلك الأفلام التي قدمها للجيش؛ وبدعم من الرئيس جمال عبد الناصر؛ لتحبيب وترغيب الشباب في الانضمام للجيش بعد أن بدأ عزوفهم عنه، خوفًا من ذويهم عليهم في ظل حالة الحرب التي كانت فيها مصر بين عامي 1953 و 1973.

تراكم الديون عليه

فوجئ إسماعيل يس، بتراكم الضرائب عليه؛ وهو الذي لا يملك معارف وعلاقات ومسئولي الدولة حينها كما هو حال نجوم الفن الذين كانت تقدر قيمة الضرائب عليهم بمبالغ هزيلة؛ فأصبح بين عشيّة وضحاها مطاردًا بالديون، وحجز على المبنى الذي بناه بكفاح عمره؛ ليباع أمام عينيه، ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة خالي الوفاض، فأخذ يقول لائمًا،: "أنا أربعين سنه شغل وتعب وجهد، مثلت 400 فيلم وعملت 300 مونولوج ومثلت 61 مسرحية كنت عامل زي الدواء للإنسان المهموم عشان أضحكه، وأنسيه همه، وغمه، مش دي تكون نهايتي  أبدًا. 

 

 

وفاة محزنة

اضطر إسماعيل يس، إلى حل فرقته المسرحية عام 1966، ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها "فرسان الغرام"، "كرم الهوى"، "لقاء الغرباء"، "عصابة النساء"، وعمل مرة أخرى منولوج كما بدأ؛ ثم عاد إلى مصر محطمًا كسيرًا، وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب وما قدمه من تاريخ حافل؛ ولم يرحمه أحد أو تقدره الدولة التي قدم لها الكثير، ووافته المنية في 24 مايو 1972، حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير، والصغير في فيلم بطولة نور الشريف، فسمي "المضحك الحزين"؛ فرغم أن غالبية أفلامه كوميدية، ومضحكة، إلا أنه كان يعيش حزينًا وخاصة آخر أيام عمره.

تابع موقع تحيا مصر علي