سهى أحمد تكتب: أثر التجارب الحياتية في نضج الإنسان

مما لا شك فيه اننا ننضج بالتجارب الحياتية وليس للزمن علاقة بالنضج فالإنسان لا يتطور في حياته إلا من خلال حقل التجارب السعيدة، كانت أم الحزينة منها، فكل تجربة يمر بها في كل جوانب حياته العملية والعلمية والاجتماعية تثقل من وعي النضج لديه، لأن كمال العقل يأتي من طول التجارب، فالتجارب خير مهذب لصاحبها.

فإذا مررت أيها الإنسان بتجربة وإخفاقات متكررة وقاسية أشكرها وخذ العبرة وتعلم منها، لأنك لن تتطور ولن تصل للهدوء والسكينة والحكمة بدون تجارب على مراحل عمرك الفكري، ففي كل تجربة صعبة ومحنة ومعاناة للروح تكون المعرفة والخبرة هي وليدة هذة التجربة القاسية، واستلهام نحو السلوك الأفضل تجاه المواقف القادمة في وعيك الأن، ونظرتك للأمور تختلف عن العام الذي سبقه، وإذا رجع بك الزمن تقول في نفسك: ليتني ما تصرفت بكذا وكذا، لو كنت أمتلك من الخبرة ما أملكها الآن لكنت تصرفت بالسلوك الأفضل، وهذا يعتبر جلدا للذات لأنك أيها الإنسان لابد أن تحترم مستوى وعيك الفكري على مراحل عمرك بقدر وعيك حينها، لأنك أنت الذى اتخذت قرارك وقتها وكنت تظنه صائبًا، فلا تلوم نفسك على ما فات ولتمضي قدمًا لأن التجارب هي إضافة ثرية للشخص، وكما قال أرسطو« الحكمة هي التجربة مضافًا إليها التأمل». 

وحتى لايوجد فرق بين  الملح والسكر فكلاهما نفس اللون، لكن يعرف الفرق بعد التجربة يقول (جوزيف أديسون): إذا أردت أن تنجح في حياتك فاجعل المثابرة صديقك الحميم والتجربة مستشارك الحكيم والحذر أخاك الأكبر والرجاء عبقريتك الحارسة.

وعليك أن تعلم بأن الأشياء التي تريدها لا تحدث باستعجالها، وإنما تحدث بالتخطيط السليم والمتابعة إلى حين إنجازها، فالمهم أن تحافظ على تفاؤلك وتدرك في نفسك بأن الأمور بعد التجارب دائما تتجه للأفضل. 

كما ينصح أطباء النفس أيضا ويشددون على أن يكون الإنسان شديد الدقة والتركيز فى اختيار تجاربه، التى من الممكن أن يوضع فيها بنفسه ولا يترك نفسه كما تحركه الدنيا، حتى لا تأتى التجربة عليه حتما بآثار نفسية غير محتملة قد تدمره نفسيا.

وينصح أطباء النفس دوما بأن يكون الإنسان جريئا لا يخاف كثيرا بل يجب أن يكون جريئا فى تعامله مع مواقف الحياة ولا يتراجع كثيرًا، لأنه يكون أقوى نفسيا وأكثر قدرة نفسية عن غيره ممن يفاجئ دوما بكل جديد.

خبيرة التنمية الذاتية والمتخصصة في علم النفس الإيجابي وباحثة في العلوم الإنسانية وتطوير الذات