النائب حسانين توفيق يكتب:تصحيح الوعي يفضح الفبركة
ADVERTISEMENT
تشغلني قضية تصحيح الوعي منذ فترة طويلة، وذلك لأنى أزعم أنى على معرفة ودراية بحجم المخطط الهادف لتدمير الدولة المصرية والذي يعتمد في الأساس على حرب المعلومات، والفبركة والتزوير ،والاجتزاء ،وتحريف الكلام عن مواضعه ،وهذه الحيل في تقديري لا يمكن مواجهتها إلا من خلال الوعي السليم وقدرة أبناء الوطن على فرز المعلومات وتمييز الغث من الثمين ، وبالتالي لا نكون مطمعاً لأى متأمر يهدف إلى هز ثقتنا في مؤسسات دولتنا ،وتحويل طاقات شبابنا من البناء إلى معاول لهدم الوطن.
تحيا مصر
ربما تابعنا جميعاً خلال الساعات الأخيرة قصة التسريب المفبرك الذي بثه أحد أبواق الإخوان لأثنين زعما عملهما بأحد مؤسسات الدولة ،ثم تبين لاحقاً أن التسريب مفبرك تماماً ،وأن المذكورين هما من مسجلي الخطر ممتهني النصب والإحتيال ،حاولا تشويه الإنجازات التي تقوم بها الدولة، وإلصاق تهم الفساد بها، سعياً وراء كسب المال الحرام، ثم سلكا طريق أشد خطورة وهو التعاون مع أبواق الإخوان لنفس الهدف الرخيص ،فجاءت هذه المكالمة التي تطايرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي ،وأثارت البلبلة لأيام.
يحسب لوزارة الداخلية أنها تحركت سريعا، وألقت القبض على المذكورين ووضعت الحقائق أمام الرأي العام ،وهو أمر يستحق الشكر والثناء خاصة فى ضوء بيئة التحول الرقمى وتكنولوجيا المعلومات التى أصبحت الجزء الرئيسى من الحياة والعمل فى كل مجالات الحياة، لكن القضية برمتها تبقى نموذجاً لعملية تغييب الوعي والتزييف ،الذي يمكن أن يشارك فيه النصابين ومسجلي الخطر مع الجماعات الإرهابية ،وحشد طاقات الطرفين من أجل هدم الدولة ،وبالتأكيد الممول موجود لكي يدفع للنصاب والإرهابي حتى يحقق هدفه.
يمكنك أن تقيس على هذه القضية عشرات التسريبات والمعلومات التي ظهرت للفضاء العام خلال الفترة الماضية وزعموا أنها صحيحة ،لكنها ليست أكثر من مجرد شائعات وأكاذيب لا ظل لها من الحقيقة ولا أساس لها من الصحة ،ومن هنا يأتي حديثي المتكرر بأهمية تصحيح وعي الجمهور والتصدي لكل الأكاذيب وأخذها مأخذ الجد ،حتى لا نترك ثغرة ينفذ إلينا منها اى مغرض أو كاره أو مجرم أو كذوب أو إرهابي.
الوعي هو طريقنا لبناء مصر