ياسر حمدي يكتب: الإنسان جابر الخواطر
ADVERTISEMENT
الأحد قبل الماضي شاهدت إحتفالية «قادرون باختلاف»، التي اقيمت تكريمًا لأصحاب الهمم في اليوم العالمي لهم، وحضرها الرئيس السيسي، وحقاً جسدت أسمى معاني الإنسانية؛ وبينت مدى إحترام المجتمع المصري لهذه الفئة المسكينة التي تهمشت لسنوات عدة؛ ضاعت خلالها أبسط حقوقهم المشروعة، وأكدت على إهتمام الدولة بتحقيق مطالب هؤلاء الأبطال القادرون بجدية على تغيير الواقع بإحترافية شديدة.
بحضور الرئيس ضرب نموذجًا للقدوة والمثل في التواصل الإنساني؛ وأثبت حرصه على التواصل الكامل بكل فئات الشعب؛ سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، فأعاد عهده الحقوق الضائعة لذوي الإعاقة بعد سنوات طويلة من التهميش، كما جاء رد فعل الرئيس الإنسان تجاه سيدات مصر غاية في النبل والإنسانية، وكان ذلك واضحاً بقوة خلال مؤتمرات الحوار الوطني؛ ومؤتمرات الشباب التي دارت بين الرئيس والشباب، والتي كان من بين ضيوفها وصفوفها نماذج مشرفة من أصحاب ذوي الهمم.
وإحقاقًا للحق فإن المواقف الإنسانية للرئيس عبد الفتاح السيسي مع متحدي الإعاقة، والمرأة المصرية والأطفال، متكررة منذ تقلده مهام البلاد في يونيو 2014، وهو دائماً ما يؤكد في لقاءاته وتصريحاته أن المرأة المصرية تحملت الكثير، وتشارك في بناء المستقبل بتربيتها لأبنائها ووقوفها بجانب زوجها، فضلاً عن إهتمامه الشخصي؛ وحرصه الشديد المباشر والواضح بحقوق ذوي الإعاقة.
وللموضوعية فإن إهتمام الرئيس بأصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع، جاء من خلال توجيهاته مؤسسات الدولة بتأهليهم وتمكينهم فكريًا وتعليمًا، وتوفير فرص عمل للكثيرين منهم، وللموضوعية أيضًا فقد ترجمت الدولة إهتمام الرئيس الواضح بأصحاب الهمم وذوي الإعاقة على أرض الواقع من خلال قانون متكامل خاص بهم، يتضمن الكثير من حق ذوى الإعاقة من خلال حقهم في الجمع بين المعاش والراتب، والتأكيد على نسبة ال 5 % من حقهم في العمل، بالإضافة إلى التأكيد على حقهم في الالتحاق بالمدن الجامعية، وإعفاء كامل من القيمة المضافة؛ والضريبة الجمركية، فضلاً عن تدريس مادة «إحترام الآخر» بالمدارس في مصر كبداية لتعزيز الاحترام عند النشئ سواء إحترام الأهل والتعامل مع الكبير وقبول الأخر.
وفي واقع الأمر فإن ما تحقق لذوي الإعاقة في عهد الرئيس السيسي لم يتحقق من قبل، إذ وجة الرئيس منذ بداية عهده بتقديم الدعم لذوي الهمم بكافة محافظات الجمهورية، وأعلن الرئيس عن تخصيص عام 2018 عامًا لذوي الإعاقة؛ وكان إنطلاقة كبيرة لقضايا الإعاقة في مصر بشكل عام، ثم جاء إصدار قانون الأشخاص ذوي الإعاقة في نهاية عام 2018؛ وإصدار اللائحة التنفيذية للأشخاص ذوي الإعاقة في عام 2019 للإستمرار في هذه الإنطلاقة.
والمتابع الجيد لملف ذوي الهمم يجد أن الرئيس أكد في مختلف المناسبات أن الأشخاص متحدي الإعاقة لديهم حقوق في التعليم والصحة والعمل؛ وهم قادرون ولكن باختلاف، وطالب بشدة وإلحاح الإعلام بإبراز الصورة الإيجابية لهم، وشدد على أن من حقهم أن يتاح لهم الاعتراف بهم ودعمهم، خاصةً أنهم قد يتفوقون على قدراتهم على أشخاص من غير ذوي الإعاقة، كما وجه بتقديم دعم نقدي للأشخاص ذوي الإعاقة بـ 5 مليارات جنيهًا، وأن يتخطى دعم ذوي الإعاقة الدور المؤسسي ليتم دمجهم في المجتمع، وفي سوق العمل وتدريبهم في عدد من القطاعات.
مشاركته بإحتفالية «قادرون باختلاف»؛ وتأكيده للقائمين على الفعالية؛ ولأبنائه من ذوي الهمم أن الدولة بكافة مؤسساتها تحرص على صقل مهاراتهم ورعايتهم وتمكينهم ودمجهم في المجتمع، وحرصه على المشاركة في هذا التقليد السنوي الهام، والذي يؤكد ويعكس إهتمامه الشخصي ببذل الجهد والعطاء؛ مع الأسر وكافة المؤسسات التربوية والتدريبية والتأهيلية المعنية لتحقيق هذا الهدف النبيل؛ جعل رواد التواصل الإجتماعي يصدرون هاشتاج «السيسي جابر الخواطر»، معبرين بذلك عن سعادتهم الكبيرة باهتمامه الكبير بذوي الهمم، وجبره بخاطرهم وتمكينهم من العمل والمشاركة في كافة النشاطات المختلفة.
وتأكد ذلك في ردود أفعال المتابعين على الهاشتاج؛ فنجد أحد الرواد كاتباً: «وتعيشي يا ضحكة مصر.. من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر»، وقالت إحدى المتابعات: «الملايكة دول مش بيعرفوا يكدبوا أو يجاملوا حد.. أكيد حسوا بصدق وحب الريس ليهم.. وجوده وسطهم بكل حب وبساطة دليل إنه إنسان قريب أوي من ربنا»، وكتب أخر: «عن جمال وحلاوة ونقاء هذا المشهد يتحكي حكايات.. حب عفوي متبادل لا يحتمل الرياء أو التمثيل.. ربنا يجبر بخاطرك يا ريسنا ويديلك على أد إخلاصك»، فردود أفعال المجتمع هذه تدفعني لمناشدة الرئيس أن يكون هناك عام لجبر الخواطر.
ولعل الدعوة إلى عام جبر الخواطر تكون دافعًا قويًا لأن يقوم كل مسؤول في موقعة بالإحساس بالمحتاجين والمهمشين؛ والربط على أيدي الفئات الأكثر فقرًا واحتياجًا من أبناء الشعب، وذلك بتخصيص يوم من كل أسبوع خلال هذا العام لهذه الفئات المختلفة؛ يستمع فيه المسؤولين لشكواهم؛ ويعملون على حلحلتها أسوة بالرئيس الذي يقوم بذلك كلما جاءت الفرصة في كل مناسبة.
ويبقى مطلب هام طالب به ذوي الهمم كثيرًا ولم يتحقق حتى الآن؛ وجب على الحكومة تحقيقه وتنفيذه تقديراً لهم ولظروفهم الخاصة، وهو: ضرورة تفعيل ما أسموه بالغرامة التصاعدية على من يتجاهل حق المعاق في العمل؛ وعدم الإلتزام بتعيين نسبة ال 5%، وفي الواقع هي نسبة ضئيلة مقارنةً بعددهم، ولابد من تحقيق مطلبهم بتخفيض أسعار الوحدات السكنية لنسبة 70%، نظرًا لعجز نسبة كبيرة منهم عن دفع المبالغ المطلوبة، وللموضوعية وجب على الحكومة وكافة الوزارات المعنية أخذ هذه المطالب بعين الاعتبار وسرعة تحقيقها؛ إسوة بما يقوم به هذا الرئيس الإنسان تجاههم.