كيف يحافظ هاني شاكر على رسالة الفن المقدسة في مواجهة «أوهام ساويرس»
ADVERTISEMENT
أمير الغناء العربي لايصادر الإبداع ولا يعادي التجارب الجديدة
«دفاع أعمى» من الملياردير ساويرس عن «طاعون المهرجانات»
خلط وقصور فادح من رجل الأعمال في فهم طبيعة العمل النقابي
تدخلات النقابة ضد التردي والإسفاف والإضرار بالإنسان المصري
في الوقت الذي تتجه في الدولة المصرية إلى بناء العقول والاستثمار في أغلى ماتملكه البلاد، وهو "العنصر البشري" يكون للبعض رأي آخر هداما ومنساقا وراء أهداف تعود بنا خطوات عديدة للوراء، أكثر ماتدفعنا للأمام، وهو تماما ما فعله الملياردير ورجل الأعمال نجيب ساويرس.
يرصد تحيا مصر أبعادا ومعطيات مغايرة، في الهجوم الضاري الذي شنه ساويرس على نقابة المهن الموسيقية، حيث انتصر ساويرس ودافع بشكل شرس عن ظواهر غنائية، حتى وإن كان لها جمهورها وشريحتها التي تقبل عليها، إلا أنه يتنافى تماما مع القيم الراسخة للفن وهدفه للارتقاء بذوق وذائقة الجمهور.
خلل فادح
ظهر من الهجوم الذي شنه نجيب ساويرس على نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر، سواء من خلال التغريدات المتتالية أو المداخلات الهاتفية، أنه لايتوافر لديه الحد الأدنى من المعرفة التي تؤهله للاشتباك مع موضوع مماثل، حيث أطلق على نقيب المهن الموسيقية "نقيب المغنيين"، والخلط المزعج بين أعضاء النقابة ومغني المهرجانات، ورغبته في استغلال المال العام للنقابة بهدف منح عضويات النقابة لغناء مطربي المهرجانات تحت مظلتها.
يردد ساويرس شعارات جوفاء حول الحريات العامة، وضرورة الإتاحة والإباحة لكل ماهو غريب وشاذ عن المجتمع، بطريقة تبدو أحيانا "ملكية أكثر من الملك"، ففي الدول الأوروبية التي تزدهر بها التجارب الغنائية الغريبة، يوجد بها ضوابط صارمة للعديد من الممارسات الغنائية والفنية.
فهم قاصر
مايذهب إليه رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس في أن أمير الغناء العربي هاني شاكر يعادي الحريات، لهو قول مغلوط جملة وتفصيلا، فنقيب المهن الموسيقية لم يهدد بمنع مطربي المهرجانات من الظهور على يوتيوب أو مواقع التواصل الاجتماعين فقط هو يقوم بدور لتقنين وتنظيم حضور الحفلات والأفراح وإقامة الفعاليات الموسيقية الضخمة لمغنيين لاينتسبوا للنقابة ولا يتلزمون بشروطها وأدمنوا السقوط في اختباراتها دون جدوى.
المحاولات العبثية لنجيب ساويرس ومن يسير على شاكلته بأن نقابة المهن الموسيقية دورها هو المعاشات والنوادي والمناسبات الاجتماعية، هو فهم قاصر ومثير للشفقة، ففي كافة بلدان العالم، وفي كافة المهن يكون هناك قواعد وأسس لتنظيمها والتدخل في توجيه سياساتها سواء للإعلاميين أو المهندسين أو الأطباء، والجميع يتلزم بما تقره النقابة طالما أنه ارتضى أن يكون ممارسا للمهنة ومزاولا لها.
تأييد واسع
يتخيل نجيب ساويرس ومن يحاربون الدور المقدس لنقابة المهن الموسيقية أن لهم أصواتا أعلى، لمجرد أنه ومن يدافع عنهم يملكون صفحات ذائعة الصيت على السوشيال ميديا، ليتناسى أن التأثير ليس معناه الإنتشار، وأن هناك أيضا من رموز العمل الفني والموسيقي من يشيدون ويؤيدون مايذهب إليه نقيب الموسيقيين.
فقد حقق أسماء بحجم هاني مهنا و حلمي بكر اصطفافا في جانب هاني شاكر، كما وجه الشاعر الغنائي تامر حسين رسالة دعم لأمير الغناء العربي، إلى جانب تأييد جارف من الشاعر بهاء الدين محمد الذي كتب: «أستاذ نجيب ساويرس حأكلمك بلغتك انت عارف لما أقولك المبنى ده حلو قوى، وتقولى بخبرتك ده مخالف لمواصفات السلامة وأنا أقولك بس عاجبنى ودى حرية وانت حاقد عليه علشان الناس بتتفرج عليه وتقولى غلط، أقولك ده اختيار شوف ساعتها ح تحس قد إيه بالخطر؟!».
كما علق المخرج محمد العدل: «أنا ضد منع أي نوع من أنواع الفن ومع حرية الإبداع طبعا لكن لما مغني يطلع يشتم واحد تاني بالأب والأم، على المسرح يبقي ده لا فن ولا ابداع ولازم يتوقف، يا أستاذ نجيب هاني شاكر ده مطرب حقيقي من تقريبا ٥٠ سنة، يعني عنده تاريخ كبير. عيب تطلع تتكلم عليه كدة وتقلل منه، انا مع هاني شاكر وبلاش كلام فارغ».
الدور المقدس
منذ فجر التاريخ، وبداية تعرف الأنسان على أبسط الأشكال الفنية، ورسالة الفن وهدفه واضح للجميع، ليس المتعة فقط، وليس الترفيه وحده، وإنما هدفه ك شكل من أشكال التعبير الإنساني، وضرورة من الضروريّات الإنسانية، وأن يكون له إسهام فعال وحقيقي في نشر الحق والجمال والإبداع في كل مكان، وأن يسعى عبر أدواته إلى تطوير وتغيير واقع المجتمع للأفضل، وهو ما يحارب النقيب هاني شاكر لأجله بشكل مخلص ومتفاني.
يؤمن النقيب هاني شاكر بالتجارب الجديدة، وبحق الألوان الغنائية الجديدة بما فيها الشعبية في الظهور، ونجد أن العديد من الأسماء التي استطاعت أن تدخل تحت مظلة النقابة، وأن تؤيد حتى النقيب هاني شاكر كالمطرب عمر كمال، فالرجل لايعادي الإبداع وإنما يشجعه، ويؤمن بمطربين في فئة الراب، ولكن المعيار الوحيد لديه هو "الارتقاء بالذوق العام"، بعدم نشر الانحطاط والتردي في المجتمع المصري، وهي رسالة مقدسة لايمكن فهم المعارضين لها.