عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

مظاهرات أوروبا ضد الغلق تقلب حسابات الاقتصاد والمستثمرين عالمياً

المظاهرات تجتاح أوروبا
المظاهرات تجتاح أوروبا ضد الإغلاق

في مفاجأة لم تكن في الحسبان انطلقت المظاهرات العارمة في دول أوروبية مختلفة، ضد إجراءات الغلق وفرض قيود على حركة المواطنين لمواجهة انتشار جائحة كورونا.

تحيا مصر

المظاهرات التي انطلقت بدافع رفض القيود وإجراءات الإغلاق ورفض فرض التلقيح ضد الفيروس، سوف تُعيد حسابات المستثمرين وتؤثر على أسعار السلع الاستراتيجية، وبالتالي ستؤثر على تحالفات اقتصادية وسياسية عالمية.

فقد شهدت مدن هولندية أعمال شغب في المظاهرات التي اندلعت اعتراضاًعلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة ارتفاع أعداد الاصابة بفيروس كورونا.

ففي مدينة لاهاي أشعل المئات  النيران خلال المظاهرات، وقصفوا قوات الشرطة بالحجارة، وانتشرت في أنحاء أخرى من أوروبا المظاهرات ضد إجراءات مواجهة كورونا.

مظاهرات أوروبا ضد الغلق تقلب حسابات الاقتصاد والمستثمرين عالمياً

وشارك الآلاف في المظاهرات في ميادين وشوارع كرواتيا وايطاليا والنمسا ضد إجراءات الغلق وفرض قيود جديدة لمواجهة تزايد انتشار الكورونا.

واعتقلت الشرطة الهولندية في روتردام،  يوم الجمعة، 50 متظاهراً على الأقل، في ظل اندلاع مظاهرات استمرت حتى أمس، رافضة الإجراءات الحكومية التي فرضت قيوداً جديدة على المواطنين بزعم مواجهة انتشار الفيروس.

وقال وزير العدل الهولندي، فيرد غرابرهاوس إن المظاهرات وأعمال العنف جريمة ومُثيرة للاشمئزاز..وذلك رغم أن هولندا تشهد صعوداً قياسياً في أعداد الإصابة بكورونا .

 

وتواصلت دوريات الشرطة على الخيول وكذلك دوريات راجلة في محاولات للسيطرة على المظاهرات وأصيب 5 أفراد من الشرطة على الأقل حتى الآن..وتلقى 3 متظاهرين على الأقل العلاج في المستشفيات.

أما المظاهرات في النمسا فجاءت أكبر حجماً وأشد ضراوة فقد تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين ضد الإغلاق الجديد، وضد قرار إلزام المواطنين بأخذ اللقاح.

وقررت النمسا الإغلاق الشامل بدءاً من غدٍالإثنين، ويستثني الإغلاق المتاجر الأساسية فقط، مع إلزام المواطنين العمل من المنزل.

واعترض الآلاف في مظاهرات عديدة بالعاصمة الكرواتية زغرب على فرض التطعيم على موظفي الحكومة.

وشهدت مدن إيطاليا احتشاد عشرات الآلاف اعتراضاً على فرض اللقاح وحملها في أماكن العمل، ووسائل النقل العام والأماكن العامة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، عن قلقها الشديد بسبب تزايد حالات الكورونا بأوروبا، وحذر مدير المنظمة الإقليمي، د. هانز كلوغ، من وفاة 500 ألف أوروبي قبل حلول الربيع بكورونا، إن لم تتشدد أوروبا في الإجراءات.

ولكن؛ انطلاق المظاهرات الأوروبية والمرشحة للانتشار ضد إجراءات الغلق وضد التلقيح، في النهاية سوف تلقى استجابة من الحكومات الأوروبية.

وهو ما يعني عدم دخول الاقتصاد الأوروبي في انكماش، أو على الأقل استعادة النشاط الاقتصادي جزء من حيويته، وهو ما يعني الحاجة لمزيد من الوقود، وسوف ينتقل ذلك للولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم.

وبالاضافة إلى دخول أوروبا موسم البرد الشديد وتزايد حاجتها إلى الوقود لتشغيل مولدات الطاقة والتدفئة فسوف يضغط ذلك على الطلب على البترول والوقود وزيادة أسعاره في ظل تراجع الانتاج العالمي

وبالتالي سوف تعاود أسعار البترول الارتفاع، وربما ينطلق البترول في طفرته الثالثة، لتصل أسعرا البترول حسب توقعات المراهنين إلى 100 دولار في ديسمبر المقبل أي بعد 10 أيام من الآن.

ومعاودة انطلاق أسعارالبترول في رحلة صعود جديدة سوف تؤدي إلى تزايد معدلات التضخم التي تزايدت في أمريكا وبريطانيا ووصلت لمستويات لم تصلها منذ 2011.

الأسبوع الماضي شهد هروباً للمستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن للاستثمار خوفاً من ارتفاع معدلات التضخم، التي جاءت نتيجة لارتفاع أسعار البترول،  ولكن دعوة أمريكا حلفائها إلى استخدام احتياطياتهم الاستراتيجية من البترول خفضت أسعار البترول ، وأعادت للدولار جزء من تماسكه.

وبالتالي كان الخوف من شبح التضخم قد بدأ في التلاشي خاصة مع تزايد الإصابة بالكورونا حول العالم، وبداية كثير من الدول اتخاذ اجراءات الإغلاق، وهو ما أدى إلى عودة أسعار البترول للانخفاض، وتماسك الدولار وتراجع التضخم وبالتالي الاستغناء عن الذهب كملاذ آمن.

ولكن؛ تأتي مظاهرات أوروبا ضد قيود مواجهة كورونا واجراءات الغلق لتعيد حسابات الترتيب الاقتصادي وخطط المستثمريين عالمياً

تابع موقع تحيا مصر علي