لماذا تستثمر مصر 700 مليار جنيه لبناء مدن ذكية؟
ADVERTISEMENT
عندما تستيقظ صباحا مستعدا للذهاب إلى عملك، فأول ما تفعله هو البحث عن أقل الطرق زحاما بالاستفادة بالتطور التكنولوجى وخدمات خرائط جوجل، سعيا لتوفير وقتك وجهدك ومالك، ولكن إذا كانت كل الطرق مزدحمة فليس عليك سوى الذهاب فى طريقتك والانتظار حتى تصل.
وإذا كانت المنطقة التى تسكن فيها تعانى من مشاكل مستمرة فى انقطاع المياه أو أعطال بالصرف الصحى، أو الكهرباء، أو أى من المرافق، وتعاود المشاكل فى الظهور كلما تم إصلاحها.. ولكن هل تتخيل أن حياتك فى مدينة ذكية قد تنهى هذه الأعطال المتواصلة والزحام اللانهائى فى حياتك؟
تحيا مصر
العالم كله يتجه منذ سنوات لما يسمى بالـ"المدن الذكية"، والتى تعنى بشكل بسيط، مدن مجهزة ببنية تحتية تكنولوجية متطورة للغاية، لديها الكثير من أنظمة الاستشعار والأجهزة الالكترونية المتصلة ببعضها البعض بصورة معقدة جدا ومتطورة، تتبادل حجم هائل من البيانات فيما بينها، بهدف واحد هو تحقيق أعلى جودة للحياة والاستدامة البيئية.
بمثال بسيط ذكرناه سابقا، إذا كنت تعيش فى إحدى هذه المدن الذكية، فستكون كل شبكات الكهرباء متصلة بنظم إليكترونية متطورة تتبادل البيانات فيما بينها، ويمكنها التنبؤ بأى أعطال محتملة من واقع تحليل هذه البيانات، وبالتالى حل المشكلة من قبل أن تحدث، أى أنك لن تعانى من انقطاع الكهرباء لأن التكنولوجيا حلت المشكلة بأن منعت حدوثها.
هل تدرى أن نحو 70% من سكان العالم سيتجهون للعيش فى المدن بحلول عام 2050 وفقا لبيانات الأمم المتحدة، وهو ما يعنى أن التوجه نحو المدن الذكية لم يعد رفاهية، حتى تكون هذه المدن قادرة على استيعاب ملايين البشر النازحين إليها ودون أن يمثل هذا مزيد من الضغط على البيئة وبما يحقق الاستدامة البيئية، وتحسين جودة الحياة.
هل عرفت الآن لما تستثمر مصر 700 مليار جنيه لبناء 30 مدينة ذكية على رأسها العاصمة الإدارية الجديدة؟
لماذا تستثمر مصر 700 مليار جنيه لبناء مدن ذكية؟
علينا استيعاب حقيقة واحدة، هى أن السوق العقارى لم يعد قائما على تشييد المبانى الضخمة أو تخطيط المدن كما كان معتادا، التطور التكنولوجى أصبحت جزءا لا يتجزأ من الواقع والمستقبل القريب، فعلينا الاستعداد الجيد، لأن نكون جزءا من هذا الواقع حتى لا نجد أنفسنا خارجه شئنا أم أبينا.
بقلم: أحمد أمين مسعود