إيمان الشعراوي: أفريقيا تدفع فاتورة ثورة الدول المتقدمة الصناعية.. والتحول الرقمي وسيلة رئيسية لمواجهة الاثار السلبية
ADVERTISEMENT
أكدت إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الافريقي، أن إفريقيا الأعوام الماضية شهدت زيادة فى درجات الحرارة، سرّعت فى ارتفاع مستوى سطح البحر، فضلا عن أحوال جوية شديدة القسوة على غرار الفيضانات والانزلاقات الأرضية والجفاف، وهى كلها مؤشرات لتغير المناخ.
تحيا مصر
وأضافت الشعراوي، في دراسة منشورة في المركز المصري للدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم الوطنية، أن إفريقيا من أكثر قارات العالم تضررًا من ظاهرة التغير المناخى، وذلك بسبب انخفاض قدراتها على التكيف وانتشار الفقر والصراعات والحروب الأهلية، واعتماد إقتصادها بنسبة 90% على الاقتصاد الزراعى المرتبط بهطول الأمطار، كما أنها الأكثر عرضة للتقلبات المصاحبة للتغير المناخى وهى الفيضانات، والجفاف وتآكل الرقعة الزراعية، فضلا عن التصحر و ما يصاحبه من انعدام للأمن الغذائى، والصراع على مصادر المياه، كما أن الناتج المحلى الإجمالى لدول القارة معرض للانخفاض بنسبة 50 إلى 60% نتيجة تدهور الاقتصاد.
مساهمة أفريقيا بشكل أقل من انبعاثات غازات الاحتباس
وبينت الشعراوي، أنه على الرغم من الآثار السلبية للتغير المناخى على أفريقيا، إلا أنها تساهم بشكل أقل فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى على مستوى العالم، بنسبة أقل من 4 فى المائة ، مقارنة بـ 23 فى المائة فى الصين ، و 19 فى المائة من قبل الولايات المتحدة و 13 فى المائة فى الاتحاد الأوروبى، هذه المؤشرات تفرض على الدول الغربية تحمل المسؤولية واتخاذ خطوات جادة لتقليل ظاهرة الاحتباس الحرارى، إلا أنه على أرض الواقع طالبت الدول الغربية أفريقيا بالحد من الانبعاثات الضارة، وما يستلزم ذلك من الحد من التصنيع ووضع برامج للتكيف مع مخاطر التغيرات المناخية التى لم تتسبب فيها ، وذلك فى سياق تهربها من إلتزاماتها ومسؤوليتها على ظاهرة التغير المناخى والإصرار على الاستمرار فى عدم تقليل انبعاثاتها خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والصين اللتان تتصرعان لتعزيز تقدمهما الاقتصادى.
زيادة الاستثمار في التكنولوجيا
وأشارت الباحثة المتخصصة في الشأن الافريقي،أنه يجب زيادة الاستثمارات بشكل خاص فى تنمية القدرات ونقل التكنولوجيا والتحول الرقمى وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر فى الدول الأفريقية، بما فى ذلك أنظمة مراقبة الطقس والمياه والمناخ، موضحة أن التعاون الإقليمى عنصراً أساسياً فى التكيف، وذلك لأن تغير المناخ يتجاوز الحدود الدولية، حيث يؤدى التبادل النشط للتقنيات والمعرفة والممارسات المؤسسية الفعالة، لا سيما من خلال المبادرات الإقليمية، إلى تحقيق خطوات واسعة فى تسريع التكيف، كما أنه يمكن أن يؤدى تطوير الأسواق الزراعية الإقليمية إلى خفض أسعار المواد الغذائية والمساعدة فى ضمان الأمن الغذائى.
التركيز على الزراعة فى القارة السمراء
ولفتت إلى أهمية التركيز على الزراعة فى القارة السمراء وذلك لتحقيق الأمن الغذائى لمواطنيها وتقليل الفاقد من المحاصيل وذلك بإنشاء صوامع ومخازن التبريد والاهتمام بالتصنيع الزراعى ووضع المجتمع الدولى والمؤسسات الدولية أمام مسؤولياته من خلال الالتزام بدفع ال100 مليار دولار سنويًا لمواجهة اثار التغير المناخى فى الدول النامية والانتقال إلى مصادرالطاقة المتجددة والتخلى بالتدريج عن الوقود الأحفورى (بترول، وفحم، وغاز طبيعى).