سهى أحمد تكتب: كيف تكون منضبط ذاتيا؟ 

مما لاشك فيه أن نجاح الأشخاص من حولك يعتمد على القدرة في الالتزام والانضباط الذاتي  نحو تحقيق الأهداف الخاصة بهم، حيث تجدهم يحترمون ويقدرون قيمة الوقت، ويتسمون برؤية بعيدة المدى نحو أهدافهم المنشودة، لأن الالتزام والانضباط يأخذ الشخص لأماكن لا يستطيع التحفيز وحده إيصاله إياها، ولتعلم عزيزي القارئ أن عدو الإنسان الأول نحو الالتزام هو الإنسان نفسه، لذلك قدرة الشخص على الالتزام بمثابة قوة التحدي بعقلية المحارب المنتصر. 

الانضباط الذاتي يمنح المرء حافزًا كبيرًا لإنجاز المزيد من الأهداف، و لن تحصل على النتائج المرضية إلا بمجاهدة النفس والرغبات التي تعيق حركة التزامك. 

كيف تحافظ على انضباطك الذاتي تجاه تحقيق أهدافك؟ 

أن يكون هدفك السامي والبناء نصب عينك، وأن تسأل نفسك دائما.. أين أنا من تحقيق هدفي وكيف سأصل؟ وما هي نتيجة وصولي وقتها ستشعل شعلة الالتزام بداخلك دائما كلما شعرت بالترخي والتراجع بمجرد النظر والتفكير العميق بنتيجة تحقيق الأهداف الإيجابية ستشعر بالفخر والمزيد من تحقيق نجاحات متتالية، لأن السعادة في أن يملك نفسه والشقاوة كلها في أن تملكه نفسه.  

من ثم كل دقيقة تقضيها في التخطيط والالتزام توفرعليك عشر دقائق في التنفيذ، كيف يساعد المرء نفسه على الإلتزام نحو تحقيق الأهداف؟  يساعد  نفسه بكتابه خطة مدروسة  غير فوضوية تتسم بالنمط الغير عشوائي في التفكير يليها الصبر على الذات لأن الذات تميل بالتفكير أحيانا، أن تضع صاحبها داخل منطقة الراحة، التي تشعره بالأمان بدلًا من الخوض فيما هو جديد ومستكشف عن طريق الأهداف الجديدة لذلك الصبر والإرادة، هما مفتاح كنز الانضباط الشخصي للنجاح في أي مجال في شتى الجوانب الحياتية، والتعليم المستمر في تطوير الذات يُثقل الشخص فاعلية وإنتاجية أكثر في التزامه، لأن أفضل الطرق للانضباط الذاتي تلقى معلومات جديدة ومفيدة تدعم الثقة بالنفس والإيمان بالذات علي النجاحات المتتالية. 

رحلة الانضباط الذاتي هي أن تكون صريحا مع نفسك ولا تتغافل، وأن تبتعد عن العادات السلبية والمشتات التي لا جدوى منها على الإطلاق، ولتعلم عزيزي القارئ أن أجمل شعور  هو شعور النصر على الذات وأكبر حرب هي الحرب على الذات الغير منضبطة بعاداتها السلبية، وحينها الإخفاق حليفك لذلك.. اترك الاخفاقات جانبا وأمضي قدما في رحلتك المميزة  والشخص الملتزم ستجده يتمع بحس عال بالمسؤولية، إذ أنه يعرف حقوقة ووجباته والتزامه في المطلوب منه، بالإضافة لعقليته الاستراتيجية التي تحقق له الوصول لأهدافه المنشودة في فترة زمنية قياسية. 

صفات الشخص الملتزم والمنضبط / بعيد عن التعقيد والسلبيات والاكتئاب راضي عن حياته وما هو متاح معه ويسعى ويجتهد في التطوير من ذاته ويعلم أن النتائج من الله، فبدون الانضباط الذاتي ستكون كل محاولاتك لتحسين جودة حياتك سدى، فمن ينضبط يفوز، ومن يفوز مرة واحدة يمكن أن يفوز دائما.

الأستاذة سهى أحمد، خبيرة تنمية ذاتية، متخصصة في علم النفس الايجابي، و باحثة في العلوم الإنسانية وتطوير الذات.