عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

خطايا قيادات الجبلاية في تدمير الكرة المصرية.. النواب يكشفون ثنائية الفشل والفساد

تحيا مصر

دور برلماني نموذجي كشف عن مخالفات مالية وإدارية بالجملة.. وسلسلة إخفاقات وهزائم ودفن للمواهب 

أظهر نواب البرلمان خلال الساعات القليلة الماضية، حالة من الأداء البرلماني النموذجي، وتحديدا على صعيد ممارسة المهام الرقابية الأصيلة والمعتادة من نواب البرلمان، حيال رصد أية تجاوزات أو مخالفات، وهو ما تابعة تفاصيله مصر بأكملها أمس، في الملحمة البرلمانية لكشف تجاوزات ومخالفات اتحاد الكرة.

ووفقا لما رصده تحيا مصر من كلمات النواب القوية، ومداخلاتهم الكلامية المشهودة، فإن حال الكرة المصرية قد وصل في السنوات الأخيرة، إلى أسوأ السيناريوهات التي كان يمكن أن يتوفعها أكثر المتشائمين، حيث خسارات بالجملة لبطولات كبرى، ومواهب وجواهر كروية مدفونة من أسوان للأسكندرية، وحالة من سوء الإدارة الفادح، والمجاملات الصارخة، حيث ركز النواب هجومهم أمس على هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد الأسبق.

 

استغرق النواب 4 ساعات كاملة في رصد وسرد وبيان الأخطاء التي أرتكبها هاني أبو ريدة، بمعاونة مجموعة من اللذي اعتمد عليهم واللذين بحسب ما ذهب إليه النواب وأوردوه في لجنة الشباب والرياضة، قد ساهموا كقيادات للجبلاية في تدمير الكرة المصرية، لصالح بلوغ مكاسب شخصية واستفادات للصالح الخاص وليس العام، للدرجة التي تم ذهب فيها النواب بضرورة إحالة ماتم رصده من وقائع للنيابة العامة

إخفاقات وفضائح

تناول النواب إسم هاني أبو ريدة رئيس اتحاد كرة القدم أكثر من مرة، وذهبوا في اتهامهم إلى أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية، أن أبو ريدة ضمن الأسماء التي تسببت في سنوات من الإخفاق والحزن على عموم المصريين، اللذين كانوا يجدون أنفسهم يخرجون من إخفاق ليرتطمون بآخر على الفور، حيث تردي واضح لحال الدوري، ومشكلات بالجملة للأندية والمناطق الكروية، وصولا إلى خروج دائم ومتكرر من الأدوار المبكرة بالبطولات القارية والإفريقية.

عبر 27 طلب إحاطة نيابي رسمي، أظهر أعضاء البرلمان توال الفضائح والكوارث على رأس قيادات الجبلاية، وفي مقدمتهم هاني أبو ريدة، معبرين عن حالة استياء واسعة من أحد أكبر الفضائح في مونديال روسيا، التي انقلب فيها السحر على الساحر وتم كشف المستور عن أداء قيادات جبلاية الكرة المصرية، وقد أظهرت كواليس الخروج المغزي من كأس العالم، حجم السياسات الكارثية لرئيس اتحاد الكرة الأسبق.

 

ثم توالت الكوارث على المنتخب المصري، ليصدمنا الخروج المفاجئ من الدور ثمن النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة في مصر على يد جنوب إفريقيا، وهي الواقعة التي تم على إثرها  تقديم هاني أبو ريدة لاستقالته وإقالة الجهاز الفني للمنتخب وعلى رأسه المدرب المكسيكي خافيير أغيري.

الفشل والفساد 

وفقا لم ورد في طلبات إحاطة النواب، فإن إمبراطورية مسؤولي اتحاد الكرة عبر فترات كاملة سابقة، تقوم على ثنائية ثابتة لا تتغير ولا يستطيعوا الاستغناء عنها، وهي ثنائية الفشل والفساد، وهي العوامل التي تؤدي إلى تفكيك المنظومة الكروية، وإعمال سياسة "فرق تسد"، وبالتالي استمرار البعض في مواقعهم وحصولهم على كامل الامتيازات، دون أن ينظروا خلفهم إلى الطوفان الذي ضرب الكرة المصرية أكثر من مرة.

وذهب النواب إلى أنه على مدار سنوات من تولي المسؤولية عبر مناصب محلية ودولية، لم يقدم رئيس اتحاد الكرة الأسبق للكرة المصرية إلا كل خسارة وفقدان للأمجاد وإهدار للأموال، وهو الأمر الذي كشفت عنه جلسة برلمانية عاصفة، بخصوص طلبات إحاطة قدمها النواب عن مخالفات مالية وإدارية لاتحاد الكرة.

 

الاجتماع الذي حضره وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، وأحمد مجاهد رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة وحازم امام وحسام غالي أعضاء لجنة الشباب والرياضة، تم خلاله الكشف عن الخطايا الكارثية التي ارتكبها مسؤولي اتحاد الكرة، حيث سلسلة من وقائع التهرب والتلاعب وإهدار المال العام في أمور غير ذات جدوى.

قتل للمواهب 

تحدث نواب البرلمان صراحة عن أن استمرار بعض ممن كونوا شبكات الفساد الحالية باتحاد الكرة، يحجب عن مصر تماما المواهب المدفونة، ويحرمنا من تكرار نموذج محمد صلاح الذي تعج به المدن والقرى المصرية، كما أنه يعيد إلينا الذكريات السئة عن التغاضي عن قضايا أخلاقية، كما جرى في إدارة ملف أزمة اللاعب عمرو وردة الذي أتهم بالتحرش وقام اتحاد الكرة بطرده من معسكر المنتخب ثم أعاده مرة أخرى مما أثار العديد من علامات الاستفهام حول آلية صنع القرار داخل اتحاد الكرة، وهي الاستفسارات التي لازالت تطرح نفسها دون جواب حتى الآن.

حتمية التطهير 

تنطلق الجمهورية الجديدة في مصر من الطرق على رؤوس الفساد واقتلاع جذور الفاسدين مهما كان حجمهم، ومن يطالع الأخبار يوميا منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي للبلاد، يجد سيل من أخبار تصدي الأجهزة الرقابية لكافة المرتشين والمفسدين في البلاد، وقد آن الآن أوان التصدي للخطايا التي ارتكبها من استخفوا بالشعب ومقدراته وعبثوا بالأمن القومي المصري عبر إفساد الكرة التي تدخل كل بيت مصري.

 

وقد أثبت مجلس النواب ، باعتباره الجميعة العمومية للشعب المصري، أنه قادر على كشف الغطاء عمن عاثوا فسادا في البلاد، ليثبت أن السياق الحالي هو سياق طارد لكل من قام بناء شبكات الفساد ومراكز الثقل والقوى لتغليب مصالحه الشخصية، حتى لو كان ذلك على حساب إحداث أكبر قدر من التردي والتراجع في حال الكرة المصرية، وقتل مواهبها، وإلحاق مزيد من الخسائر والنكبات بقطاعاتها المختلفة.

تابع موقع تحيا مصر علي