عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج  يكتب: هيومن رايتس ووتش.. منظمة على ماتفرج (٢) 

تحيا مصر

واستكمل.. المؤكد أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" تتنفس كذبًا، وهو ما يبدو واضحاً بجلاء بمجرد قراءة تقريرها الذي أصرت من خلاله أن تكيل فيه الاإتهامات المتناقضة وغير المنطقية في حق مصر بزعم انتهاك حقوق الإنسان وممارسة العنف خارج الإطار القانوني.. إلخ.

مغزى التقرير

والمؤكد أيضاً أن مغزى هذا التقرير مشبع بقدر كبير من الوقاحة وسوء المقصد ويستغلون ما يحسبونه مهارة في قلب الحقائق، فبعد أن سعوا إلى إنكار شرعية ثورة 30 يونيو ومن ثم شرعية النظام السياسي الحالي– كما أشرت في المقال السابق-  بهدف شرعنة الإرهاب الإخواني، نراهم يستمرون في العزف على نفس النغمة الشاذة، فيدعون كذباً أن ظهور المجموعات الإرهابية النوعية للإخوان كحسم ولواء الثورة، إنما كان نتيجة طبيعية لعنف الشرطة وانتهاكاتها لحقوق الانسان!

منظمة مأجورة

تناست المنظمة المأجورة ومن أعدوا تقريرها أن العنف الإخواني ليس رد فعل مؤقت أوطارئ، وإنه لم ينشأ في السنوات الاخيرة، إنما هو جزء أصيل من أيدلوجيا الجماعة منذ نشأتها، فإرهابها فى الأربعينيات ثم الخمسينيات والستينيات وحتى سبعينيات القرن العشرين لم يكن ورائه إضطهاد أو تربص من الدولة حيالها وإنما لرغبة فى هدم المجتمع والسيطرة عليه، فقد كانت العلاقات بين الجماعة والقصر الملكي في غاية الود حتى اكتشف الملك طمع الإخوان في السيطرة على الدولة من خلال العنف والاغتيالات، وكانت العلاقة مع عبد الناصر ممتازة حتى سعوا لإغتياله عام 1954، وأخرجهم السادات من السجون فكان ردهم للجميل التآمر على حكمه في قضية الفنية العسكرية، وتداعت الأحداث إلى إغتياله في عيد النصر، ولم ينقطع إرهاب الإخوان أثناء حكم المخلوع مرسي ورأى العالم كله الإعتداء على المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية، وتهديدات الأقباط من خلال قناتهم مصر (25) حتى لايعارضوا ممثل الحكم الإسلامي في مصر، وربط الارهابي محمد البلتاجي بين توقف الإرهاب في سيناء وعودة المخلوع  للحكم.. الخ.

عصابات الإخوان

وبالتالي لم تظهر عصابات الإخوان المسلحة فجأة أو بسبب ما تدعيه المنظمة كذباً من وجود انتهاكات تمارسها الأجهزة الأمنية، وإنما هذه العصابات موجودة دائمًا وجزء أساسي من الإطار الحركي لجماعة الإخوان، ولكنها لا تظهر للنور إلا عندما يسقط قناع الجماعة السلمي فتلجأ للعنف لقهر إرادة المجتمع المصري والسيطرة على مقدراته ، و "هيومن رايتس ووتش " تعلم ذلك تماما ولكن تدعي العكس وذلك لتبرير عنف الإخوان وأشياعهم، لتصنع قاعدة مفادها أن هناك عنفاً من الدولة يقابله عنف مضاد، ومن ثم فإن عنف الإخوان سيتوقف عندما يتوقف عنف الدولة ! ، وهي بذلك تساوي بين دولة ذات قانون وسيادة شرعية وواجبات محددة تتمثل في حماية المجتمع من الداخل والخارج وبين عصابات إرهابية غير شرعية تمارس العنف والقتل العشوائي لفرض إرهابها وإجرامها.. فأي منطق هذا وأي حقوق إنسان تلك ؟!.

والذي يؤكد هذا الأمر هو سعي المنظمة الدائم عبر تقاريرها إلى التشكيك في أدلة وأقوال الأجهزة الأمنية حتى لو كانت منطقية وموثقة، بينما تميل إلى تصديق أقوال جماعة الإخوان المسلمين ومنابرها حتى لو كانت دون بينة أو منطق، فلو أعلنت الشرطة مقتل إخواني في تبادل إطلاق نار وأعطت الأدلة على ذلك فهي كاذبة ظالمة، بينما لو قالت الجماعة أن القتيل كانت هوايته تربية الكلاب والحيوانات الأليفة وزرع الورود والنباتات ومن أجل ذلك قتلته الدولة فهي الصادقة حتى لوخالف هذا المنطق والعقل والضمير.

ولعل أشهر الأمثلة الدالة على ذلك والتي تعلمها المنظمة، ولكن تتجاهلها هو ما حدث للإرهابي عمر إبراهيم الديب، نجل القيادي الإخواني البارز، إبراهيم الديب، والذي قتل في تبادل اطلاق نار مع قوات الأمن عام 2018، فخرجت منصات الإخوان وحلفائهم تنعيه وتتغزل في سلميته وأدبه ومحاسنه، وكيف أن الشرطة المجرمة قتلته دون ذنب أو جريرة إلا التنكيل بأبيه المسكين المعارض السلمي، ثم كانت المفاجأة عندما  أصدرت "داعش" شريطها المرئي "حماة الشريعة" متضمنًا لقطات للفتى قبل موته وهو منخرط في صفوفها وأظهرت تفاصيل مهمته الإرهابية التي قتل أثناء إعداده لها، وعند ذلك خرس الجميع بما فيهم " هيومن رايتس ووتش"!.

عمليات قتل الإرهابيين

وتتسأل المنظمة في تقريرها بخبث أو بلاهة.. لماذا كل الاشتباكات التي تعلن عنها وزارة الداخلية يكون الطرف الثانى بها قتلى لا أحياء منهم ؟ ، و هذا الكلام عارٍ من الصحة في مجمله فلو كان هذا صحيحاً لتوقفت النيابات ودوائر الارهاب عن نظر المزيد من قضايا الإرهاب وهو ما لم يحدث ،كما أن الاجهزة الأمنية يهمها القبض على العناصر الارهابية أحياء وليس قتلهم لأنهم يمثلون لها كنز معلوماتي سوف يساعدهم في توجيه الضربات المتتالية للنشاط الإرهابي ومن ثم فاتهامهم بالقتل العشوائي ليس منطقياً على الإطلاق، ومن المؤكد أن العمليات التي قتل فيها الارهابيين كانت الأجهزة قد حصلت على معلوماتها من عناصر حية تم القبض عليها في عمليات اخرى ولكنها إنتقائية المنظمة المشبوهة، فضلاً عن أن بعض الإرهابيين يستميتون في مواجهة قوات الأمن متوهمين أن هذا هو أقصر الطرق للجنة ولقاء حور العين ،فهل المطلوب من رجال الشرطة أن يتلقوا رصاص الارهابيين في صدورهم دون أن يحركوا ساكناً !!!.

والغريب أن معدي التقرير يذكرون واقعة ناسفة لأكاذيبهم وهي واقعة خلية الأميرية في إبريل 2020 والتي من حسن الحظ أنها كانت مذاعة من خلال إحدى القنوات الفضائية والتي استمر تبادل اطلاق النار فيها بين قوات الأمن والارهابيين لأكثر من 4 ساعات ونتج عنها استشهاد ضابط وإصابة أخر وعدد من الأفراد، ومقتل الإرهابيين السبعة ،ثم يتساءل التقرير في غباء لماذا لم يتم القبض على الارهابيين أحياء ؟!.. ونسي معدوه أنهم ذاتهم إعترفوا بعنف الارهابيين وإطلاقهم الكثيف للنيران على قوات الشرطة ..فبأي عقل يفكر هولاء ؟!.

فيض من الأكاذيب

كانت هذه إطلالة عابرة على فيض الأكاذيب الذي إحتواه تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" ضد الدولة المصرية شعباً وحكومة ،و لو أردت أن أتتبع في كل سطر فيه ما ورد من أكاذيب ومغالطات وحماقات ،ما أسعفني لا الوقت ولا الجهد، وأن دل ذلك على شئ فهو يدل على أن ما تحققه الدولة المصرية من تنمية وبناء ومقاومة للإرهاب يزعج كل أعداء الحرية والبناء والسلام.

عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع. 

تابع موقع تحيا مصر علي