عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

« لغز المشير».. المقدم حسين طنطاوي يقود الكتيبة 16 لسحق القوات الإسرائيلية.. ويتسبب فى اكتئاب قائد العدو (1)

تحيا مصر

استعرض الكاتب الصحفي الكبير، مصطفى بكري، تفاصيل انتصار الكتيبة 16 التى قادها المقدم محمد حسين طنطاوي، وقتها على القوات الاسرائيلية التى حاولت فى الخامس عشر من شهر أكتوبر، استهداف حصار وتدمير التجمع الرئيس للقوات المصرية داخل رؤوس الكبارى فى شرق القناة وفرض الحصار على الجيشين الثاني والثالث.

تحيا مصر

المقدم محمد حسين طنطاوي يقود الكتيبة 16 لسحق القوات الإسرائيلية

كتاب الكاتب الصحفي مصطفى بكري، الذى كشف عنه مؤخرًا تناول فى حلقته الأولى وقائع الأحداث التى شهدتها المعركة وردود أفعالها، كما وردت على لسان المشير محمد حسين طنطاوي.

" كان حديثه مركزًا على معركة الصينية التى كان هو أحد أبطالها الرئيسين، حيث كان يتولى مهمة قائد الكتيبة (16) التى كان لها دورها التاريخي فى التصدي للعدوان الإسرائيلي الذى استهدف حصار وتدمير التجمع الرئيس للقوات المصرية".. بكري فى مستهل كتابه " لغز المشير".

المزرعة الصينية، هى مشروع زراعي، بدأته الدولة المصرية قبل عام 1967 فى منطقة شرق الدفرسوار بالإسماعيلية بالاشتراك مع حكومة اليابان لإجراء تجارب زراعية فى هذه المنطقة، والتى كانت واقعة فى الشرق من مدينة الإسماعيلية.

بعد استيلا الإسرائيليون على هذه المنطقة، رأو الكتابات اليابانية على جدار الحوائط، ظنوا أنها اللغة الصينية فأطلقوا عليها "المزرعة الصينية".

كتاب لغز المشير للكاتب الصحفي مصطفى بكري

ويستكمل الكاتب:" كانت الكتيبة 16 التى يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى قد عبرت قناة السويس قبيل العبور الرسمي للقوات، وكانت مهمة هذه الكتيبة هو الدفع بعناصر الاستيلاء على دبابات العدو ورفع العلم المصري على الضفة الشرقية للقناة قبيل عبور القوات.

" نجحت الكتيبة 16 فى قطع مسافة العبور فى مدة زمنية لا تزيد على نصف الساعة تقريبًا، وكانت المدة الزمنية المحددة لها لا تقل عن الساعة، إلا أن عزيمة المقدم محمد حسنين طنطاوى ورجاله كانت وراء الإنجاز السريع للمهمة التى كللت بالنجاح".. بكري فى كتابه "لغز المشير".

ويتابع:" بعد أن حققت الكتيبة الهدف المحدد لها، بدأت فى التقدم باتجاه منطقة شرق القناة، نجحت سريعًا فى الاستيلاء على رؤوس الكباري، وتمكنت من التصدي للهجمات المضادة التى واجهتها فى هذا الوقت.

وفقًا لما صاغه بكري، فقد أشار إلى قدرة المقدم طنطاوي العسكرية، وتميزه  بسرعة صد الهجمات المباغته، ويقول:" لقد كانت المعارك حامية الوطيس، وكان المقدم محمد حسين طنطاوي يضع الخطط التى تتعامل مع التطورات السريعة فى ميدان القتال، لمواجهة تحركات العدو ومفاجأته.

سحق القوات الإسرائيلية فى معركة المزرعة الصينية

وبعد نجاحات متتالية للكتيبة 16، التى قادمها المقدم محمد حسين طنطاوي، حيث نجح فى تطوير الهجوم بعد تدمير خمس دبابات إسرائيلية وحصار النقطة الأكثر تحصينًا، ليكون بعد ذلك مقدمًا على المعركة الأهم "المزرعة الصينية".

ارتبطت خطة القوات الإسرائيلية فى ذلك الوقت من الحرب بالعبور لغرب قناة السويس، وإقامة رأس كوبرى على ضفتي القناة بهدف حصار الجيشين الثاني والثالث بمدينتي السويس والإسماعيلية. التقدم الإسرائيلي الذى كان يستهدف الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني فى قطاع الفرقة 16، وبالتحديد فى اتجاه محور "الطاسة والدفرسوار"، وهو ما تم التعامل معه من قبل الكتيبة 18.

وبعد استعداد وتأهب قتالى، بدأت معركة فى 15 أكتوبر، حيث قام الطيران الإسرائيلي بتوجيه ضربات مركزة إلى أماكن تواجد القوات، ورغم كل المحاولات الإسرائيلية إلى أن الخطة التى أعدتها الكتيبة 18 تمكنت من إفشال العملية العسكرية الإسرائيلية.

ويقول بكرى:" فى الساعة الواحدة من صباح 16 أكتوبر، قامت القوات الإسرائيلية المهاجمة بتوجيه هجومها مجددًا إلى الكتيبة 18 مشاة، وقد تمكنت الكتيبة من صد هذا الهجوم.

وتابع:" أمام بسالة القوات المصرية دفع العدو الإسرائيلي بالمزيد من القوات لتلافي آثار الهزيمة، فامتد بهجومه إلى الكتيبة 16 والتى كان يقودها محمد حسين طنطاوي، والتى كانت تقاتل جنبًا إلى جنب مع الكتيبة 18 وقد دفعت القوات الإسرائيلية بلواء مظلي ولواء مدرع وكتيبه مدرعة لمهاجمة القوات المصرية".

آثار المعركة الصينية على جيش العدو

وفى السادس عشر من شهر أكتوبر، أبلغ أحد الضباط المقدم طنطاوي، أن عناصر الرؤية الليلية رصدت محاولات للقوات الإسرائيلية بعبور الألغام باتجاه الكتيبة.

ويتابع بكري:" على الفور أدرك المقدم حسين طنطاوي، أن قوات العدو تسعى إلى تنفيذ خطة للعبور بأعداد كبيرة من المشاة الإسرائيلين باتجاه الكتيبة 16.

وبخبرة عسكرية، أعد المقدم محمد حسين طنطاوي خطة أساسها استدراج القوات الإسرائيلية المهاجمة واصطيادها، وأعطى الأوامر بأن يستعدوا بكافة أسلحتهم وحبس النيران لأطول فترة ممكنة، حتى تصل القوات إلى مرمى الهدف، وعند رؤية إشارة ضوئية حمراء تصدر عنه، يتم إطلاق جميع أسلحة الكتيبة باتجاه القوات الإسرائيلية المهاجمة.

بعد ساعات، حققت الكتيبة 16 انتصارًا ساحقًا على القوات الإسرائيلية المندفعة، زحف الضباط وهو ما لم يمكن العدو من سحب دباباته وعرباته المدرعة المدمرة، والتى ظلت أعمدة الدخان تنبعث منها.

وبعد سنوات وعند زيارة موشيه ديان رفقة شارون لمسرح معركة المزرعة الصينية، قال:" لم استطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها، فقد كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة فى كل مكان".

وتابع ديان:" لم أشاهد على الإطلاق مثل ذلك المنظر، لا على الطبيعة ولا فى اللوحات ولا فى أفظع أفلام السينما الحربية، لقد كنا أمام مذبحة أليمة".

ويقول موشيه ديان:" لقد طلبت الكولونيل عوزي مائير قائد قوات المظلات الإسرائيلية الذى حارب معركة المزرعة الصينية فى ظروف صعبة، ووجدته مرهقًا ولم أكن أتصور أن أراه على هذه الحالة من الاكتئاب"، حتى أنه فاجأنا بقوله: لقد تسرعتم بتكليفي بهذه المهمة، لقد خسرت 70 رجلًا من رجالي".

نقدم خلال سلسة تقارير باقي الكتاب المهم الذى أعلن عنه الكاتب الصحفي مصطفى بكرى "لغز المشير".   

تابع موقع تحيا مصر علي