عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

بين الصحافة والسياسية.. أيام من حياة «الأستاذ»

تحيا مصر

لا شك أن القراءات المهنية تأخذ فى الغالب حيزًا من تكوين الصحفي أو الساعي لامتهانها، ويأتى فى هذا الإطار دائمًا العلم بالرموز والشخصيات المؤثرة فى هذا العمل على مدار السنوات.

تحيا مصر

محمد حسنين هيكل.. بين الصحافة والسياسية

من أبرز تلك الشخصيات هو الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذى ظل لسنوات طويلة أحد أشهر الصحفيين فى العالم العربي، لما قدمه من تأثير وإحاطة بكل المحطات والمراحل السياسية التى مرت على الدولة المصرية والعالم العربي.

هيكل الذى ساهم فى صياغة السياسة فى مصر، لازم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر طيلة سنوات حكمه، حتى أنه من قام بتحرير كتاب "فلسفة الثورة" الذى رصد فيه الزعيم الراحل محطات من تاريخ تأسيس الضباط الأحرار.

سنوات هيكل

اتقن هيكل دائمًا التحليلات السياسية واللغة الدبلوماسية، ولذلك انطلق فى جولات خارجية كونه صحفيًا ولكن الحقيقة التى صاغها الكثير أنه مندوب الرئيس جمال عبدالناصر الذى كان شديد القرب منه.

وفى كتابه الشهير بين الصحافة والسياسية، يذكر هيكل قصة تعيينه وزيرًا للإرشاد القومي، ويقول:«فى ربيع سنة 1970، رأى جمال عبدالناصر أن أكون وزيرا للإرشاد القومى «وزارة الإعلام»، إلى جانب عملى فى الأهرام، وحاولت أن أعتذر وأرسلت له خطاب اعتذار، ثم لم يكن فى النهاية مناص من القبول بعد أن قال لى: «إننا مقبلون على فترة بالغة الدقة، فهناك معركة عسكرية أكبر من حدود الاستنزاف، ثم أن هناك عملا سياسيا يسبقها ويمشى معها ثم يواصل بعدها إلى تحقيق أهدافها». أخذ هيكل لسنوات لقب لاصق دومًا ذكر اسمه، إذ يتردد دائمًا تقديمه بـ"الأستاذ"، وياتي انطلاقًا من حديث الصحفى «رجب البنا» أحد تلاميذ هيكل فى «الأهرام»، والذى قص تفاصيل  هذا الأمر، حيث قال فى كتابه «هيكل بين الصحافة والسياسة»: «عندما أصدر عبدالناصر قرارا بتعيين هيكل وزيرا للإرشاد القومى مع استمرار بقائه رئيسا لتحرير الأهرام، كانت هذه سابقة لم تحدث فى أى بلد فى أى وقت، وزير وصحفى فى نفس الوقت، ومع أن وزارة الإرشاد قدمت إليه مرتب الوزير مع مذكرة تقول «إن قرار تعيينه تضمن الجمع بين المنصبين، وهذا يعطيه الحق فى الجمع بين مرتب الوزير ومرتبه من الأهرام، رفض استلام مرتب الوزير.

واستكمل:" ظل هيكل رافضًا استلام المرتب خلال منصبه الوزارى، إلى أن استقال عقب وفاة عبدالناصر «28 سبتمبر 1970»، وكان قرار التعيين مفاجأة لهيكل لأنه ظل يرفض عروض عبدالناصر المتكررة لمنصب وزير الإرشاد، وكان جميع الوزراء تسبق أسماؤهم كلمة السيد فلان فى القرار الرسمى لتشكيل الوزارة، لكن القرار حين عُرض على عبدالناصر لتوقيعه شطب كلمة «السيد»، ووضع بخطه كلمة «الأستاذ»، وكانت هذه أول وآخر مرة على رغم تعيين أعداد من «الأساتذة» وزراء قبل ذلك وبعده، وما زالت النسخة الأصلية للقرار عليها الشطب، وخط عبدالناصر».

هيكل ونظرته للعالم العربي

ويرى هيكل فى كتابه بين الصحافة والسياسة أن العالم العربي، أو ما قصده دنيا العالم الثالث بأن العلاقة فيه بين الصحافة والسياسية شديدة التعقيد، ويقول:" العلم الحديث فى معظم بلداننا منقول والتجديد مظاهر مستعارة، لأن التغريب بالتقليد سهل والتجديد الأصيل شاق  

وبعد سنوات من الخسارات المتتالية لمبيعات الأهرام، تم تعيينه بها فى سنة 1956م/ 1957م، والذى اعتذر عن رئاستها في المرة الأولى، وقبل في المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير جريدة الأهرام 17 سنة، وفي تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم.  

تابع موقع تحيا مصر علي