السيسي أمام الأمم المتحدة: نهر النيل شريان الوجود الوحيد لمصر وسياسة الأمر الواقع تنذر بتهديد واسع لأمن واستقرار المنطقة

أكد الرئيس السيسي خلال بيانه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها السادسة والسبعين، أن ن مصر ترتبط ارتباطا وثيقا بواقعها الإفريقى، الذى تعتز به كثيرا والذى لا يرتبط فقط بموقعها الجغرافى، ولكنه يتصل عضويا بوجودها.

وأوضح السيسي أن تحقيق التعاون بين دول القارة، لن يتأتى من خلال تحديد طرف واحد لمتطلبات طرف آخر وإنما يتعين أن تكون تلك العملية متبادلة،مشيرا إلي أن مصر تعترف بحقوق أشقائها التنموية تعد من أكثر الدول جفافا، ويظـل شعبها تحت حد الفقر المائى ويشكل نهر النيل شريان وجودها الوحيد عبر التاريخ وهو ما يفسر القلق العارم، الذى يعترى المواطن المصرى إزاء سد النهضة الإثيوبى.

وأشار السيسي إلي أن المفاوضات باءت بالفشل بين مصر وإثيوبيا والسودان جراء تعنت معلوم، ورفض غير مبرر، للتعاطى بإيجابية مع العملية التفاوضية فى مراحلها المتعاقبة واختيار للمنهج الأحادى وسياسة فرض الأمر الواقع ما بات ينذر بتهديد واسع لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.

وأكد السيسي أنه تداركا لعدم تطور الأمر إلى تهديد للسلم والأمن الدوليين لجأت مصر لمجلس الأمن للاضطلاع بمسئولياته فى هذا الملف، إضافة إلي وطدعم وتعزيز جهود الوساطة الإفريقية، عن طريق دور فاعل للمراقبين من الأمم المتحدة والدول الصديقة ولا تزال مصر تتمسك بالتوصل لاتفاق شامل متوازن وملزم قانونا حــول مـــلء وتشـــغيل ســـد النهضــــة الإثيوبــى حفاظا على وجود "150" مليون مواطن مصرى وسودانى وتلافيا لإلحاق أضرار جسيمة بمقدرات شعبى البلدين مستندين فى ذلك، ليس فقط إلى قيم الإنصاف والمنطق ولكن أيضا إلى أرضية قانونية دولية صلبة رسخت لمبدأ الاستخدام العادل والمنصف، للموارد المائية المشتركة فى أحواض 

الأنهار الدولية.

وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى ما يمثله العمل متعدد الأطراف من أهمية بالغة تتضاعف مع مرور الزمن نظرا لزيادة التحديات وتنامى المخاطر ونشوء مصاعب مستجدة على عالمنا فيظل العمل متعدد الأطراف وسيلة للنجاة من احتدام المواجهات وتصاعد الخلافات.

وتابع السيسي، إن ما يشهده عالمنا اليوم من تحديات متتالية يحتم علينا أن تكون لنا وقفة مراجعة تهدف إلى تسخير الموارد اللازمةلمواجهتها كأولوية متقدمــــة حفاظــــا علـــى الإنســـانية بأســــرها هذا نداء توجهه مصر إلى أشقائها فى الإنسانية: "دعونا نتكاتف لننقذ أنفسنا قبل فوات الأوان.. معتمدين فى تحقيق هدفنا على قوة المنطق.. لا على منطق القوة".