إسلام الغزولي: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان أحد ثوابت الجمهورية الجديدة
ADVERTISEMENT
قال إسلام الغزولي، رئيس الهيئة الاستشارية للمركز العربي الأوروبي لحقوق الانسان والقانون الدولي ورئيس مؤتمر قادة المجتمع في دورته الثالثة - دبي ٢٠٢١، إن مصر طرحت إستيراتيجية متكاملة لحقوق الإنسان في اطار الجمهورية الجديدة، مشيرا إلي أنها تعد أحد الإنجازات التي تبلورت أخيرا، لتكون منظومة متكاملة و حقيقية لحقوق الإنسان.
وأضاف الغزولى في كلمته خلال مؤتمر قادة المجتمع الذي نظمه المركز العربي الاوروبي بدبي أن تلك المنظومة جاءت بعد الاختلاط الذى شاب مفهوم حقوق الإنسان فى 2010، واختزاله فيما يعرف بالحقوق السياسية، وحق التعبير، دون النظر من قريب أو بعيد لباقي حقوق الإنسان، و من ثم تم توظيفها لممارسة بعض الضغوط السياسية من بعض القوى الدولية على منطقتنا العربية.
وأوضح أنه بعد أن هدأ غبار تلك الفترة و أصبحت الرؤية أكثر وضوحا أدركت معظم الحكومات أنه لا يمكن اختزال حقوق الإنسان في الحقوق السياسية فقط، و من هنا جاءت المبادرة المصرية لطرح إستراتيجية متكامله لحقوق الإنسان و منها الرعاية الصحية والحياة الآمنة والمسكن الملائم والتعليم الجيد وتوافر الغذاء و الدواء وصولا لحق المعتقد، أي حق الإنسان أن يفهم طبيعة دينه و يبنى سلوكه الديني بناء على فهمه لجوهر العقيدة.
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان أحد ثوابت الجمهورية الجديدة
وأشار إلى أن البعض يتسائل لماذا بدأت حديثى بالاستراتيجية المصرية لحقوق الإنسان التى طرحت بداية هذا الأسبوع، لأن الواقع أن تحقيق مثل هذه الاستراتيجية لا يمكن لحكومة أن تقوم به دون أن يقع العبء الأكبر على العمل الأهلى، و المشتغلين بالعمل التطوعي، و هناك أمثلة كثيرة عليها، متابعا:" فنجد اليوم فى عالم ما بعد كورونا أن المحور الأساسي لمواجهة هذه الجائحة هو الوعى الجماهيري الذى لم يقتصر على الحكومات فقط بل على العمل التطوعي و إذ كان الأمر على سبيل الاستثناء فى مواجهة مثل تلك الجائحة فإن الأمر ليس كذلك.
وتابع:" كمثال حق التعليم، فلا زال فى منطقتنا العربية أماكن ترى أن تعليم الفتاة غير ضرورى، وهو الأمر الذى يحتاج إلى التوعية و المساندة من المجتمعات الأهلية و ليس الحكومية فقط، موضحا مثال آخر بشأن حرية التعبير وأنها قائمة على فهم الحقوق، والواجبات، والقدرة على أن تمارس حقك فى التعبير عن رأيك و عرض وجهة نظرك و فى نفس الوقت أن تتحمل مسؤولية فهم أن ممارسة حق التعبير عن الرأى يحددها القانون و القواعد و أهمها احترام حق الغير فى التعبير عن رأيهم و بالتالى لا يمكن فرض وجهة النظر الأحادية على الكل و هو أيضا أمر يحتاج وبقوة للمجتمع المدنى المستنير.
ووجه الغزولى خالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة على الاستضافة الكريمة لأعمال مؤتمر قادة المجتمع، مؤكدا أن الإمارات تعد من أكثر الدول فى العالم طرحا للمبادرات التى تتسم بالحداثة و تتبنى مفاهيم إنسانية راقية، و تعمل جاهدة على نشر و دعم تلك المفاهيم و زيادة الوعى، و الإدراك بها فى منطقتنا العربية و على رأسها مفاهيم التسامح، و قبول الآخر، وثقافة السلام و التعايش بين فئات و أطياف مختلفة يجمعهم مشترك واحد و هو إحترام منظومة القيم التى يقوم عليها المجتمع الإماراتي كنموذج للتعددية و تنوع الثقافات فى ظل قيم عربية أصيلة.
وناقش المؤتمر دور القادة المجتمعين في نشر وترسيخ ثقافة السلام والتسامح في مجال التنمية والعلاقات الدولية والثقافية والفنون وكيفية تعزيز الرؤية حول ثقافة السلام والتسامح إقليميا وعالميا .
كما ناقش دور المؤسسات التعليمية في نشر مفهوم التسامح وأثره في أنشطة المؤسسات الخيرية والإنسانية على المجتمع المحلي والدولي ودور الإعلام المحلي والدولي في دعم قادة المجتمع .
ويهدف المؤتمر الى نشر قيم السلام والتسامح من خلال قادة المجتمع من الشخصيات والوطنية الأكثر تأثيرا في المجتمع والتعرف على التجارب المحلية والدولية التي تركز على هذا الجانب والوقوف على الجوانب الاجتماعية والتنموية والثقافية والأمنية اللازمة لمكافحة التطرف ودعم السلام.
وحضر المؤتمر ممثلين عن جهات دولية وعربية وعدد من الشخصيات منهم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الاسبق والفريق ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي والنائب ثروت سويلم ورجل الاعمال عبدالله السيهاتي وطلال ابو غزالة.