لبنان.. حكومة الأمل بعد تشكيلها مهمات صعبة وحلول سحرية.. وعون عليكم أن تعملوا كفريق واحد متجانس ومترابط
ADVERTISEMENT
بعد النجاح في تشكيل حكومة جديدة في لبنان، سيكون على رئيسها نجيب ميقاتي مجابهة تحديات ثقيلة على رأسها إنقاذ اقتصاد البلاد المتعثر على وقع أزمة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، وتنعقد أولى جلسات الحكومة اللبنانية الجديدة في قصر الرئاسة ببعبدا، اليوم الإثنين، وهي المرة الأولى التي تجتمع فيها الحكومة بكامل تشكيلتها بعد فراغ حكومي استمر 13 شهرًا.
وسيشكل مجلس الوزراء لجنة لإعداد بيانها المقرر طرحه على مجلس النواب لنيل الثقة في أقرب وقت ممكن، بينما تسعى الحكومة لمواجهة الانهيار الاقتصادي الحاد الذي تواجهه البلاد.
وتعتبر مهمة إنعاش الاقتصاد المنهك أبرز تحد أمام حكومة لبنان الجديدة .
ما هي التحديات الرئيسة؟
سيكون على الحكومة الجديدة كبح الانهيار الاقتصادي في لبنان الغارق في أزمة وصفها البنك الدولي بأنها الأسوأ منذ 1850.
وقالت مهى يحيى، مديرة مركز كارنيغي في الشرق الأوسط، إن "الأولوية للحكومة في احتواء الانهيار".
ولهذه الغاية، يقول المحللون إن استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات مالية يبدو ضروريا.
وكانت المحادثات قد انطلقت في أيار/مايو 2020، وانتهت بعد شهرين من الخلافات في الجانب اللبناني حول الخسائر التي سيقع على الدولة تكبدها والخسائر المترتبة على دائنيها الرئيسيين - البنك المركزي والبنوك التجارية على وجه الخصوص.
وتشمل لائحة التحديات الطويلة: تحقيق استقرار العملة الوطنية، مكافحة التضخم المفرط والشح الذي يطال مواد رئيسة.
وبحسب مرصد الأزمات في الجامعة الأمريكية في بيروت، قفزت تكلفة الغذاء بنسبة 700% في العامين الماضيين.
ويعيش 78% من اللبنانيين حاليا تحت خط الفقر في مقابل أقل من 30% قبل الأزمة، بحسب الأمم المتحدة.
كما سيتعين على الحكومة معالجة النقص الخطير في الأدوية والوقود والكهرباء والذي يعرض الصحة العامة للخطر ويشل نشاط المستشفيات والشركات والصناعات.
مهمات صعبة وحلول "سحرية"
وأمام حكومة ميقاتي مهمات صعبة لن تكون قادرة على تأمين حلول "سحرية" تضع حدا لمعاناة اللبنانيين اليومية جراء تداعيات انهيار اقتصادي صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850. حيث يقع على عاتقها التوصل سريعا لاتفاق مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من أزمته التي تتسم بنقص السيولة وبنقص حاد في الوقود والكهرباء تنعكس على كل جوانب الحياة، كما عليها الإعداد للانتخابات البرلمانية المحددة في مايو/أيار.
صندوق النقد الدولي
والإثنين، أعلنت وزارة المالية أن لبنان تبلغ من صندوق النقد الدولي أنه سيتسلم في الـ16 من الشهر الحالي حوالي مليار و135 مليون دولار أمريكي بدل حقوق السحب الخاصة على أن تودع في حساب مصرف لبنان، الذي يحذر من نضوب احتياطي الدولار لديه، ووافق الصندوق قبل شهر على منح دوله الأعضاء حقوق السحب الخاصة بما يتناسب مع حصتها لديه، ما سيسمح بزيادة المساعدات للدول الأكثر ضعفا، بهدف دعم الاقتصاد العالمي الذي أرهقه تفشي فيروس كورونا.
وبالنسبة لحقوق السحب الخاصة فهي ليست عملة وليس لها وجود مادي، بل تستند قيمتها إلى سلة من خمس عملات دولية رئيسية هي الدولار واليورو والجنيه الإسترليني والرينمينبي أو اليوان والين. ويمكن استخدامها بمجرد إصدارها كعملة احتياطية تعمل على استقرار قيمة العملة المحلية أو تحويلها إلى عملات أقوى لتمويل الاستثمارات.
رفع الدعم تدريجيًا
وشرع لبنان منذ أشهر في رفع الدعم تدريجيا عن سلع رئيسية أبرزها الطحين والوقود والأدوية، لكن ذلك لم يخفف من أزمة محروقات حادة تشهدها البلاد، ولا يزال السكان ينتظرون في طوابير لساعات طويلة لتعبئة سياراتهم بالبنزين.
أزمة المحروقات
في سياق متصل، أعلنت نقابة أصحاب المحطات أن أكثر من 90 بالمئة من المحطات أقفلت أبوابها "بسبب عدم تسلمها المحروقات من الشركات المستوردة بسبب نفاد الكمية وعدم فتح مصرف لبنان اعتمادات مصرفية جديدة للدفع للشركات المستوردة".
وعلى وقع أزمة المحروقات، تراجعت تدريجيا خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية بالتيار، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا. بدورها لم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع التيار الكهربائي.
الرئيس عون
وقال الرئيس عون في مستهل اجتماع مجلس الوزراء: "هذه الحكومة الرابعة في ولايتي الرئاسية، وقد شكلت بعد انقضاء 13 شهراً على حكومة تصريف الأعمال، خلال هذه الفترة تفاقمت الأوضاع اقتصادياً، مالياً، نقدياً، اجتماعياً وتراجعت الظروف المعيشية للمواطنين إلى مستويات غير مسبوقة، نحن أمام مسئوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها، يجب أن لا نضيع الوقت إذ لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة".
على الحكومة أن تعمل كفريق عمل واحد
وأشار الرئيس عون إلى أنه "على الحكومة أن تعمل كفريق عمل واحد متجانس ومترابط لتنفيذ برنامج إنقاذ وتركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين". مضيفاً:"أمامنا تحديات كبيرة لذلك أوصيكم بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل".
كما أكد أن "الخارج والداخل يعول على نجاحنا لمعالجة الأزمات المتراكمة والمتداخلة وكلما أظهرنا جدية والتزاماً وتصميماً كلما وقفت الدول الشقيقة والصديقة إلى جانبنا".
الرئاسة اللبنانية
هذا وقد نشرت الرئاسة اللبنانية اليوم الإثنين على حسابها في "تويتر" أول صورة تذكارية للحكومة الجديدة بقصر بعبدا، بحضور رئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري.
امرأة وحيدة
وتوسط عون الصورة، وإلي جانبه رئيس الحكومة الجديد، نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، وبحضور الوزراء كافة، حيث أن هذه الحكومة اختلفت عن سابقتها بـ"العنصر النسائي"، إذ تتواجد وزيرة واحدة حاليا في لبنان، وهي نجلا رياش، كوزيرة دولة لشئون التنمية الإدارية، بينما الحكومة السابقة كان قد طغى فيها الحضور الأنثوي بست وزيرات.
وتوزعت الحقائب الوزارية في التشكيلة الحكومية الجديدة كالآتي:
محمد نجيب ميقاتي: رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي: نائب رئيس مجلس الوزراء بسام مولوي: وزير الداخلية والبلديات يوسف خليل: وزير المالية عبدالله أبوحبيب: وزير الخارجية والمغتربين وليد فياض: وزير الطاقة والمياه جوني قرم: وزير الاتصالات عباس حلبي: وزير التربية والتعليم العالي هنري خوري: وزير العدل موريس سليم: وزير الدفاع الوطني علي حمية: وزير الأشغال العامة والنقل فراس الأبيض: وزير الصحة العامة هيكتور حجار: وزير الشئون الاجتماعية ناصر ياسين: وزير البيئة مصطفى بيرم: وزير العمل أمين سلام: وزير الاقتصاد والتجارة وليد نصار: وزير السياحة عباس الحاج حسن: وزير الزراعة محمد مرتضى: وزير الثقافة جورج دباكيان: وزير الصناعة نجلا رياشي: وزير دولة لشئون التنمية الإدارية جورج قرداحي: وزير الإعلام عصام شرف الدين: وزير المهجرين جورج كلاس: وزير الشباب والرياضة.